اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > روبرت ألتمان وتلقائية الإخراج

روبرت ألتمان وتلقائية الإخراج

نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 05:47 م

يبدو أن حياة المخرج العالمي روبرت التمان من بدايتها وحتى نهايتها، بعد أن أقعده المرض، كانت مثقلة بإدمان الشراب وغيره من المسكّرات ولكن مؤلف الكتاب، ميتشيل زوكوف وبعد أن أجرى مقابلات مع 145 من معارف المخرج،
يؤكد أن تلك العادة لم تؤثر مطلقاً على أعماله. و زوكوف، لا يعرف الكثير عن صناعة الأفلام او تاريخها ولذلك تعامل مع تلك الشهادات عن روبرت التمان، بجدية، دون الاستقصاء عنها. كان روبرت التمان يكره الاستديوهات والاداريين المسؤولين عن نفقات الانتاج، مصراً على تدقيق التفصيلات كافة التي كتبها في سيناريو الفيلم الذي سيقوم بإخراجه وكان التمان يكره الكتاب أيضاً وكان باستمرار يطلب من ممثلي فيلمه، التلفظ بأي عبارات تخطر ببالهم، وكل واحد مهما يكن، لو أراد التقيد بالنص المكتوب أو بالمبالغ المحددة للنفقات، يصبح عدواً له. من المعروف أن التمان طالما أعلن للممثلين بعدم اهتمامه بأساسيات صناعة الأفلام، الحوار أو الشخصيات وتطورها السلوك والتصرفات كانا موضع اهتمامه الأول، خاصة تلك التي تنبعث آلياً في اللحظة. ولهذا السبب كان الممثلون وخاصة السيئون يفضلون التعامل معه. في بداية حياته الفنية، اعتبرت طريقته تلك تقنية راديكالية، وخاصة في فيلمه الناجح (ماش) وقد أنتج الفيلم عام 1970، والحرب الكورية أصبحت بعيدة في الأذهان تقريباً، ولكن الفيتنامية ما تزال تثير الألم، بحيث أن الدماء غطت مشاهد العديد من الأفلام الأمريكية التي أنتجت. (ماش) فيلم قدم بطريقة مختلفة عن تلك الافلام فكل شيء فيه كان منظماً غير ملتزم بثوابت الثقافة (الحجرية) التي سادت تلك المرحلة. وفي الأعوام التالية، أصبح روبرت ألتمان (المخرج المدلّل) بالنسبة للنقاد وبعض الاستديوهات وبالتأكيد كانت هناك وجهة نظره وافكاره وأسلوبه في العمل ولا يمكن تجاهلها، ومنها على سبيل المثال مشاهد من فيلمي (ماكبت، والسيدة ميلر) ثم جاء فيلما (ناشفيل) و(انشقاق كاليفورنيا) وعدد قليل آخر من الأفلام. أما بالنسبة لشخوص أفلامه، فهي كما يقول المؤلف لا شخصية واضحة لها، فهي تتجول هنا وهناك، قد تغضب وتثور ولكنها لا تتمرد قط، تتوقف ولا تدخل في صراعات مأساوية. والسؤال الذي يبرز هو، كيف حصل رجل مثل ألتمان ليس لديه أي التزام بأساسيات الأفلام، حصل على مكانة بارزة سنوات طويلة، وغدا أسمه في عالم السينما مثل رينوار، بيرغمان وبونويل. لابد أن السبب في ذلك أن الكبار يحاولون جذب الاهتمام إلى أمور في أذهانهم وصورة ألتمان في هذا الكتاب هي لرجل متساهل ـ خاصة بالنسبة إلى نفسه أنه بالإضافة إلى إدمانه المسكّرات، كان مقامراً لا يهتم بنقوده أو بعلاقاته الحميمة.. وألتمان بعد عقد على (ماش) عاد ليقدم (اللاعب)، و (لقطات قصيرة) ثم، (حديقة غوستاف)، والتي اعتبر نجاحها متواضعاً. إن أفلام التمان لم ترتفع إلى مستوى أفلام مخرجين آخرين ومنهم هيتشكوك الذي ما تزال أفلامه تحتفظ بمستواها الفني وبإمكان مشاهدتها باستمرار، على عكس أفلام ألتمان، التي تناسب فقط الفترة الزمنية التي ظهرت فيها. ويقـــول المؤلف عن ذلك هناك أفلام تتجاوز أزمانها، وأخرى تفقد أهميتها مع مرور الأيام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram