كتب/ زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الحادية والثلاثين عن مسيرة نجم المنتخبات العراقية وأندية الصناعة والجيش والتجارة والأمانة إياد محمد علي الذي ولد عام1958 حيث لعب أكثر من عشرين مباراة دولية والذي يتواجد الآن في ألمانيا وهو يزور العراق بين الحين والآخر كما أبدى رغبته في تدريب أحد المنتخبات العراقية إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بداياته: بدأ إياد محمد علي حياته الرياضية مع الفرق المدرسية في منطقة "الطوبجي" وتحديدا في حي السلام ومن خلال الفريق المدرسي وكذلك الفرق الشعبية بدأ إياد يفصح عنه مواهبه الكروية التي لقت تشجيعا كبيرا من قبل زملائه في المدرسة وأصدقائه في المنطقة الذين توقعوا له مستقبلا جيدا في عالم الكرة. وفي السنوات الأولى من عقد السبعينات في القرن المنصرم حدثت نقطة التحول في مسيرة اللاعب الصغير إياد محمد علي وذلك عندما قام المدرب عادل جرجيس في فتح باب الاختبارات للاعبين الذين لا يتجاوز عمرهم الـ(15) سنة من أجل اختيار منتخب العراق للناشئين وقد كانت هذه الاختبارات تلفت انتباه اللاعبين الجدد الذين يرغبون بالتسلق الصحيح عبر المنتخبات الوطنية لأنه لم يكن آنذاك دوري خاص لفرق الفئات العمرية لذلك جاء إلى الاختبار400 لاعب تم اختبارهم في ملعب الشعب الدولي وبما أن إياد محمد علي يمتلك مواصفات اللاعب الجيد فقد وقع عليه الاختيار من قبل المدرب عادل جرجيس مع 23 لاعبا آخر. يقول إياد محمد علي عن ما جرى بعد نجاحه في الاختبار: أن نجاحي في الاختبار زاد من ثقتي بنفسي أولا ومن همتي ثانيا لكي أواصل مهمتي مع منتخب الناشئين الذي كان يعد البوابة الأولى لمنتخب الشباب. وفي ذلك الوقت كان الاتحاد العراقي قد اتبع تقليدا جيدا يهدف إلى تعزيز الثقة بأنفسنا ومن ثم عرضنا على وسائل الإعلام من دون أن ندري، حيث كنا نلعب المباريات قبل مباريات المنتخب الوطني فكان ذلك عاملاً مشجعاً لنا لأن الجمهور كان يتابعنا ويشجعنا ووسائل الإعلام التي كانت تحضر خصيصا لمشاهدة مباريات المنتخب الوطني كان منتسبوها يشاهدون قسماً من مبارياتنا. ويضيف : في عام1975 غادرت مع منتخب الناشئين إلى تونس لغرض إجراء مباريات ودية هناك وكان منتخب الناشئين يضم مجموعة من اللاعبين الجدد الذين اصبحوا فيما بعد من أبرز نجوم الكرة العراقية ومن أبرز هؤلاء حسين سعيد، مهدي عبد الصاحب، حارس المرمى سلام علي، وميض خضر، مهدي جاسم، حسين لعيبي، حارس المرمى كاظم ناصر،هادي الجنابي وغيرهم". وبعد أن بدأ يظهر بمستوى جيد قرر الانضمام إلى فريق الصناعة الذي كان يلعب حينها في دوري الدرجة الثانية وأسهم بصعوده إلى دوري الدرجة الأولى(الممتاز) حاليا. وفي عام 1977 تحول منتخب الناشئين بأغلب لاعبيه إلى منتخب الشاب الذي شارك في بطولة شباب آسيا التي جرت في طهران والتي أحرزها منتخبنا الشبابي بجدارة كبيرة بعد تغلبه في المباراة النهائية على الفريق الإيراني بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. وكان لإياد محمد علي الدور الأكبر في صنع هذا الفوز التاريخي، إذ ستناول هذا الدور بالتفصيل في مكان آخر من هذا الموضوع. ومن منتخب الشباب انضم إياد محمد علي إلى المنتخب العسكري الذي كان يشرف على تدريبه المدرب اليوغسلافي كاكا وبعد ذلك دُعي إلى المنتخب الوطني الذي كان يشرف على تدريبه شيخ المدربين الراحل عمو بابا. إصابات متكررة: يعد إياد محمد علي من اللاعبين المبدعين الذين وقفت الإصابات المتكررة في وجه مواصلتهم للتألق والإبداع فبعد البداية الطيبة مع المنتخبين الوطني والعسكري تعرض إياد إلى إصابة قوية أبعدته عن الملاعب لمدة طويلة وما أن شُفي منها وعاد إلى الملاعب حتى وجد أصابة ثانية بانتظاره والغريب في الأمر أن إصاباته تتطلب وقتنا طويلا للعلاج. حتى أجبرته هذه الإصابات المتكررة على الاعتزال وهو ما زال يمتلك الكثير في جعبته من فنون كروية وعطاء ثر، والدليل على ذلك أنه وبعد ابتعاد طويل عن الملاعب ظهر مع فريق الأمانة وكان ظهوره مفاجئا جدا للجماهير الرياضية لسببين، الأول أن هذا الظهور قد تم بعد طول غياب والثاني ما قدمه من مستوى فني رائع جعل الكثير من النقاد يطالب مدربي المنتخب الوطني الذي كان يستعد إلى تصفيات مونديال المكسيك بضرورة استدعائه ثانية للمنتخب الوطني خصوصا بعد أن نجح في تكبيل الكثير من المهاجمين الكبار في أحدى البطولات المحلية لكن الإصابة مرة أخرى أسهمت بإجهاض أحلامه! مشاركاته وانجازاته:أسهم إياد محمد علي في تحقيق أكثر من إنجاز تاريخي كبير للكرة العراقية ومن أبرز هذه ال
إياد محمد علي.. صنع إنجاز آسيا السبعيني بتمريرة ذهبية
نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 05:48 م