TOP

جريدة المدى > ملحق المدى الرياضي > مَن يفك طلاسم السحر الياباني في الرياضة وما أركان المنظومة الكروية العراقية؟

مَن يفك طلاسم السحر الياباني في الرياضة وما أركان المنظومة الكروية العراقية؟

نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 05:49 م

كوبنهاغن / رعد العراقي لا يختلف احد على امكانية المنتخب الياباني الفنية الكبيرة وقدرته المذهلة على التطور السريع.. ومن يتابع خطوات اتحاده المحلي منذ سنين طوال يكتشف بالتأكيد اسرار تفوقه وتربعه على الكرة الآسيوية. هناك من اطلق عليه الكومبيوتر وهي دلالة على تميّز اليابانيين في مجال التقنية الالكترونية
 وقد يظن البعض من الوهلة الاولى ان تلك العلاقة هي علاقة عكسية بمعنى انهم يوظفون الكومبيوتر ويستعينون به في خدمة تطوير أدائهم او الكيفية التي يؤدون بها المباراة.. وربما تكون هذه النظرة بها شيء من الالتباس. الاصح والاقرب الى الواقع هو ان تلك التسمية قد جاءت كدلالة على ان من استطاع ان يخترع الكومبيوتر وادق الاجهزة الحساسة هو قادر بالتاكيد على ان يجد الحلول لوضع اسس صحيحة للنهوض بالمستوى الكروي في بلاد العجائب العلمية. نعم هو العقل والفكر الصحيح لا يتوقف عند حدود فكيف الحال اذا كانت المهمة هي اسهل بكثير من تطويع الحديد ليقرأ او يمشي او يقوم بمهمات منزلية وتقديم وجبات طعام حسب الرغبة! الفرق بيننا وبين اليابان انهم استفادوا من هبة الله لهم بالعقل فسخروه لخدمتهم..بينما نحن استخدمناه في ايجاد طرق التبرير ودهاليز الوصول الى المناصب وحياكة المؤامرات واطرف شيء هو كيفية التعبير بالذهول من التجربة اليابانية! هل فكّر احد كيف استطاعت تلك البلاد تغيير واقعها الكروي من المتوسط خلال الفترة التي سبقت التسعينيات لتصبح الأقوى لما تبعها من سنين وحتى الان.. انه التخطيط العلمي المبني على النظرة المستقبلية وليست الآنية....ابتدأوا بالبنى التحتية الرياضية فأنشأوا افضل الملاعب..ثم بحثوا عن الاعمار الصغيرة ووفروا لها افضل المدربين بل قاموا بزجهم على سبيل المعايشة مع اقوى الفرق البرازيلية ولمدة طويلة.. واقاموا دوري للمحترفين بعد ان استقطبوا اشهر الاسماء العالمية ليخلقوا تنافساً شديداً بين اللاعب المحلي والمحترف..حببوا اللعبة الى الصغار واتجهوا الى حملات اعلامية واسعة لغرض إنشاء قاعدة جماهيرية تكون داعمة للعبة ولم يغب عن اذهانهم عملية التغيير في البنية الجسدية للاعبين من خلال ايجاد نظام تغذية متكامل والبحث عن مواصفات جسدية قوية تساعد على حل مشكلتهم التي طالما رافقتهم سابقا وهو ضعف البنية وقصر القامة. ومع كل هذه الخطوات كان هناك عمل آخر اكثر اهمية وهو التثقيف والتهذيب النفسي بمعنى ان يكون اللاعب والجماهير ايضا لديها من الثقة بالذات ليست المفرطة بل المتوازنة والدقيقة المبنية على روح ورغبة الفوز من اجل الوطن والذات والمتقبلة لأية خسارة بروح رياضية بعيدة عن الاساءة والتجريح. كما ان ذلك البناء قد ساعد اللاعب الياباني على ان يكون هادئا بالتعامل داخل الملعب ومتقبلا لاي قرار حتى وان كان ظالما ويكون تركيزه على الاداء فقط. تلك هي بعض اسرار التفوق الياباني ! فهل هناك من يجرؤ من المسؤولين على تطوير كرة القدم العراقية للاستفادة من تلك التجربة او اكتشاف ماهو افضل منها؟ الاجابة على ذلك التساؤل ربما يكون بـ(نعم) ولكن متى ما شاهدنا لوحة جميلة ومعبرة كالتي شهدها ملعب نادي الاتحاد السعودي عندما كان النادي الياباني خاسراً امامه بستة اهداف في شبه نهائي دوري المحترفين الآسيوي من دون ان يمنع ذلك من ان يكون المسؤول الياباني الذي كان حاضرا يبتسم ويصفق بيديه للفريق الفائز وبكل روح رياضية وكأنه يقول خسرنا لنتعلم لكننا سنبقى الأفضل طالما ان الأساس سيبقى صلبا. ** يُخطئ من يظن ان التطور الكروي هو عملية فردية تكون من مسؤولية الاتحاد العراقي لكرة القدم، لقد اثبت التجارب العديدة ان هناك منظومة متكاملة تعمل جنبا الى جنب من اجل ان تكون الخطوات سليمة وصحيحة..وقد تكون الاحداث الاخيرة التي تمر بها الكرة العراقية سببا في ان نضع الايدي على مواضع الخلل والضعف التي كانت ترافق المسيرة طوال الفترة الماضية من دون ان يكون هناك تشخيص حقيقي ومنطقي لها...اما اركان المنظومة الكروية التي نقصدها فهي اربعة، اولا الحكومة وثانيا الاتحاد وثالثا الصحافة الرياضية ورابعاً الجماهير. واذا ما استثنينا الجماهير على اعتبار ان الدعم الجماهيري وحبها كان ومازال احد اسباب تحقيق النجاحات التي تحققت وهي لا تحتاج الى اعادة حشد او تأييد سوى ان يكون هناك توازن في تقبل بعض الإخفاقات ولكن في ظل اسس وخطوات صحيحة وانتصارات تكون هي العلامة المميزة. اما الاتحاد فانه بما يمثله كهيئة إدارية مسؤولة عن ادارة اللعبة والسعي الى تطويرها فان المنطق يفرض ان يكون هناك اشخاص قادرون على قيادة الدفة والعمل على احداث التطوير والنهضة بعيداً عن المصالح الشخصية او الضيقة وان تكون خطواتهم لا تبتعد عن التخطيط العلمي المدروس ثم يأتي دور الحكومة وما توفره من دعم مادي وستراتيجي من خلال انشاء البنى التحتية من ملاعب ومرافق رياضية مساعدة مع التأكيد على ان تكون العلاقة بين الطرفين الاتحاد والحكومة على اعلى مستوى من التفاهم والتنسيق ولهدف واحد هو المصلحة العامة المتمثلة بالنهوض بالكرة العراقية قاريا وعالميا. ومع ان الجميع الان يقترب كثيرا من التأكيد على تلك العوامل الا ان الكثير ايضا لا يضع العامل الأخير في خانة الاهمية الكبيرة ونعني به الصحافة الرياضي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

بغداد / خليل جليليسعى فريق نادي الصناعة لكرة القدم الى العودة الى صدارة الترتيب عندما يواجه مضيفه الكهرباء اليوم الاثنين في ابرز مواجهات الدور الاول من المرحلة الثانية لبطولة الدوري ضمن المجموعة الشمالية (الأولى)...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram