بيروت / طه كمر شاهدته متحديا الشعر الابيض الذي طغى على رأسه وقد أبى الا أن يستكين لسني عمره مصارعا الزمن بوقفته شامخا صلباً باستقامته المعهودة كي لا يجعل للزمن فرصة ان يحني ظهره الذي تعود ان يريحه على بساط الجودو منذ ان كان لاعباً ليصل به قطار العمر الى محطات التدريب
ويكون شيخا للمدربين العراقيين في لعبة الجودو، التقيته في قاعة بودا في العاصمة اللبنانية بيروت وهو يهم في تدريب منتخب العراق للمتقدمين بالجودو وكان في أوج نشاطه وقد أضفى جواً من الحماس على أجواء التدريب ليشعل القاعة نشاطاً وتألقاً ما جعل لاعبيه يندفعون في تلقيهم المعلومات العملية والنظرية منه بكل إصرار وعزيمة استهوتني حالته وجعلتني اشاهد مفردات الوحدة التدريبية الأخيرة له قبل بطولة غرب آسيا بكل دقائقها انه طارق حسن مدرب منتخبنا الوطني للمتقدمين بالجودو الذي التقته (المدى الرياضي) عبر هذا الحوار. * كيف تقيّم مستوى اللعبة في العراق؟ - في الوقت الحاضر اصبح للجودو العراقية شأن بين البلدان الاخرى سواء العربية ام الآسيوية وقد تطور مستوى لاعبينا ليصل الى مستويات اللاعبين العرب على عكس ماكان عليه في الماضي عندما كانت اضعف دول الجوار تتفوق علينا. * ماذا أضافت لك هذه اللعبة؟ - بصراحة اقولها الشهرة فقط إلا ان حبي لهذه اللعبة جعلها تسري في دمي ولا يمكن لي بأي حال من الاحوال ان اتركها حتى الموت لأني احد مؤسسيها وإذا حتمت علي ظروفي ان اتركها سأسلم الراية الى اولادي واقول لهم انها امانة في اعناقهم ليحافظوا عليها ويصونوها لتستمر الى الاحفاد. * لم تأخذ حقك من الإعلام برغم انك قدمت الكثير للرياضة العراقية من خلال لعبة الجودو؟ - حقيقة لم أمنح حقي، بل حتى في المؤسسة التي اعمل فيها نادي الشرطة الرياضي علما انا من أسس هذه اللعبة في هذا النادي وقد اشرفت على مجموعة كبيرة جداً من اللاعبين وتخرجت على يديّ كوكبة من الابطال وهم حاليا مدربون وحكام دوليون لهم مقدرتهم التدريبية والتحكيمية فقد قضيت 35 عاما من عمري في خدمة هذا النادي، لكن للاسف لم يلتفت لي أحد من رئيس النادي الى اصغر عضو فيه، لذلك فعندما يتجاهلني الإعلام اعتبره امراً طبيعياً جدا لانني تجاهلت من قبل اقرب الناس لي! * ما سر انخراط جميع اولادك في هذه اللعبة؟ - الجودو اصبحت ملاذنا الآمن وبيتنا الثاني وقد احببتها كثيراً وجعلت من أبنائي ابطالا فيها حيث تتلمذوا على يديّ وهذا هو البطل علي طارق اليوم وهو يحصد الذهب في بطولة العرب فمن حقي افتخر به. * اصعب موقف مرّ بك خلال مسيرتك الطويلة؟ - عام 1982 كنت لاعباً ومدرباً في الوقت نفسه في نادي الشرطة وكان وقتها المدرب الرئيس لنا فيصل داود مدرب المنتخب الوطني وكان لدينا معسكر تدريبي في اليابان وقد وعدنا هذا المدرب ان الذي سيحرز المركز الاول في وزنه سيكون أول المترشحين الى اليابان الا انه للأسف أخلّ بوعده وجعل من ينخرط في المعسكر هو صاحب المركز الثالث كون ان هناك علاقة تربطه به وقد اقصيت انا من المعسكر رغما اني كنت صاحب المركز الاول الا اني للاسف لا اجيد لغة العلاقات فكان ذلك اصعب موقف مررت به في حياتي الرياضية علما ان مدة المعسكر 100 يوم والافادة الرياضية منه ستكون كبيرة جداً كون المعسكر كان استعدادا لبطولة العرب المقرر اقامتها في مصر انذاك لاسيما انه لم يخترني حتى في تلك البطولة. * أجمل لقب أُطلق عليك؟ - شيخ المدربين الذي افتخر به كثيراً وقد اطلقه عليّ المحبون. * ما الفرق بين جيل الامس واليوم من اللاعبين؟ - الفارق كبير جداً فكان في السابق هناك التزام اخلاقي من قبل اللاعبين من حيث حضورهم الى التدريب والبطولات اضافة الى وفرة الوقت لديهم الذي يجعلهم مواظبين على الحضور الدائم مع جل احترامي للاعبي اليوم الا ان الظرف الذي نعيشه خصوصا في العامين الماضيين اللذين شهدا تردي الوضع الامني حتم على اللاعبين التلكؤ في مسيرتهم الرياضية اضافة الى الحاجة المادية التي جعلت معظم الشباب يتركون الرياضة لصعوبة الحياة العامة لهم وهناك من ترك الميدان واتجه الى الدراسة على اعتبار ان من سبقهم في هذه اللعبة وغيرها من الالعاب الرياضية لم يجنوا شيئا ولم يحصلوا على مستقبل فيها! * برغم تقدم العمر الا اننا نراك اليوم وانت بكامل لياقتك وعنفوانك اثناء التمرين؟ - بصراحة أقولها من دون اي تلميع انه الحس الوطني الذي يجعلني دائماً متفانياً في عملي، لان المسؤولية كبيرة جداً وهذه سمعة العراق فيجب ان نصونها بكل ما نملك من قوة ولا ندخر أدنى جهد لعيون العراق. * هل انت ناجح؟ - بكل تواضع اقولها نترك الاجابة للشارع الرياضي، فالناس هم المرآة الحقيقية التي أرى نفسي بها اضافة الى ان الاتحاد العراقي المركزي للجودو هو من يستطيع تقييمي من دون اي غرور لولا اني ناجح لما تم اختياري مدربا للمنتخب الوطني وجميع المنتخبات الاخرى. * ما سر نجاحك؟ - حبي لعملي إضافة الى تفرغي التام لهذه اللعبة التي اعطيتها كل وقتي. * لم تتبوأ اي منصب برغم انك الأقدم بين الموجودين اليوم في ميدان الجودو؟ - حبي للتدريب وعدم رغبتي بالمناصب جعلني ناجحاً في عملي لأني اعطيته كل وقتي ولولا حبي للتدريب لما نجحت علما اني لو كنت راغبا في العمل الادار
رئيس نادي الشرطة تجاهل خدماتي.. ولن أرفع الراية البيضاء حتى أموت
نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 05:52 م