اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > هو تقريباً مجهول ولكنه ملهم

هو تقريباً مجهول ولكنه ملهم

نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 05:54 م

الكتاب :ربما قد الهم القادة من هتلر الى بوشتاليف :ترتستر ام هانت ترجمة :هاجر العاني كتب (جون مينارد كينيز) عام 1936 " ان افكار الفلاسفة السياسيين والاقتصاديين بشقيها الصائبة والخاطئة تكون اقوى مما هو مفهوم عموماً، وإنه لحق ان العالم تحكمه افكار اخرى قليلة " ويضيف " والرجال المجانين في السلطة الذين يسمعون اصواتاً في الجو يستقطـِـرون سـُـعارهم من مخربش كتابات ما،اكاديمي
من سنوات مضت". ويحكم العالم حالياً مخربش كتابات أكاديمي من هذا النوع هو الجغرافي المعاصر للعقد الاول من القرن الماضي السير (هالفورد ماكيندر)، وحيث انه عضو في البرلمان ومؤيد للامبريالية فقد كان السير (هالفورد) المصمم الفكري للجغرافية السياسية الحديثة والمفكر الذي وضع فكرة "الارض القلبية" قلب البلد او المنطقة ذات الاهمية الخاصة الاقتصادية اوالسياسية اوالعسكرية او العاطفية – الموقع الالكتروني للموسوعة الامريكية) في قلب الدبلوماسية العالمية. وتتأتى شهرة (ماكيندر) من محاضرة مملة الى حد ما مقدَّمة الى الجمعية الجغرافية الملكية عام 1904 بعنوان (الركيزة الجغرافية للتاريخ)، وفيها قدم مقترحين مفرقـِـعـَـين، الأول ان العالم المعولـَـم – المترابط بشبكات البواخر والبرقيات والقطارات – كان قد اصبح نظاماً مغلقاً، وما دام لم يبق موضع للاستعمار فـإن العالم قد اصبح مجالاً وحدوياً مع كل تقدم ستراتيجي من قبل امة واحدة ما يستوجب قوة منافـِـسة للتراجع، في هذا السياق الجغرافي المغلق كانت الدبلوماسية عبارة عن لعبة يخسر فيها الطرفان، والجغرافية السياسية كانت تــَـعني مطابقة النفوذ السياسي مع الاطار الجغرافي. وثانياً يكمن مفتاح قوة العالم في "الارض القلبية للعالم القديم" وهي كتلة الارض الاوروآسيوية الممتدة من ثغر نهر ايلبي في ألمانيا الى ثغر آمور في منشوريا الخارجية، وكتلة الارض الواسعة هذه ضمت النجد الايراني في الجنوب الغربي وجزءاً من النجد المنغولي في الجنوب الشرقي الا ان قلبها كانت قد أنشأته الامبراطورية الروسية، وفي القرون المنصرمة كانت هذه التضاريس قد شكلت ركيزة تاريخ العالم فيما اندفع الهونيون (شعب مغولي مترحـِّـل سيطر على جزء كبير من أوروبا الوسطى والشرقية بقيادة أتيلا حوالي عام 450م - قاموس المورد) والمنغوليون والمجريون الى أوروبا، إما ممثلو جماعة الآراء المتطرفة الخارجية وهم القوى البحرية – بريطانيا العظمى والولايات المتحدة واليابان – فقد جثموا منسـَّـقين قبالة هذه "الارض القلبية"، وما آلت اليه الجغرافية السياسية كان صراعاً مستمراً بين الارض القلبية والقوى البحرية، وكان (ماكيندر) بصفته خادماً اميناً للامبراطورية البريطانية (كان) قلقاً من ان روسيا توسعية قد تتصرف استجابة ً لإيقاع الضرر في المصالح الامبريالية البريطانية. وللأسف كان (ماكيندر) في بريطانيا نبياً بلا نفوذ، غير انه في ألمانيا كان يؤخذ على محمل الجد الى حد بعيد – وخصوصاً من قبل الرائد (كارل هاوشوفر) البروفسور في الجغرافية السياسية في جامعة ميونيخ – وكان (هاوشوفر) قد خدم مراقباً عسكرياً في اليابان وهناك كان قد اتفق مع (ماكيندر) على ان الفضاء كان يضاهي القوة موجهاً اياه ليقترح محوراً المانياً – روسياً – يابانياً ليضطلع بالقوى الانغلوسكسونية، وعند العودة الى (ويمار جيرماني) فقد نشر المـُـثــُـل العليا الديمقراطية والواقع ومن ثم ومن خلال محاباة صديقه (رودولف هيس) يـُـنسب اليه فضل التأثير على سياسة الحزب النازي، حتى ان (هاوشوفر) زار (أدولف هتلر) ابان فترة وجوده في قلعة لاندزبرغ (عقب الانقلاب العسكري الفاشل عام 1923) و – بتعبير باحث حديث – " مقاطع معينة (من (مين كامبف) (اي كتاب كفاحي)-)) تبدو عند القراءة كما لو أن (هاوشوفر) ما او (ماكيندر) ما قد كتبها" وكل ما كان يخشاه (هاوشوفر) اصبح الآن مستحسناً فقد توجب على المانيا ان تهيمن على الارض القلبية وتضع اليد على كتلة الارض الاوروآسيوية اذا كانت ستهزم في اي وقت القوة البحرية البريطانية. وقد حاول (هتلر) فعل ذلك بالضبط مع المعاهدة النازية – السوفيتية وعندما جرى التحالف مع ستالين مجراه بدأ (هتلر) عملية بارباروسا للمطالبة بالارض القلبية لوطن الاجداد بالقوة، ومع ذلك لم يكن التاريخ في جانب (هتلر) وعندما انتقلت الحرب العالمية الثانية نحو مرحلتها النهائية اصبح من الواضح بأن الاتحاد السوفيتي وليس الرايخ الثالث هو الذي سيطوق الارض القلبية خلف ستار حديدي، و برز الآن (ماكيندر) الكهل من التقاعد ليحذّر من ان "اراضي الاتحاد السوفيتي مساوية للارض القلبية" وأنه "اذا انطلق الاتحاد السوفيتي من حربه كفاتح لالمانيا فلا بد من انها (ألمانيا) ستحتل موقع اعظم قوة على اليابسة في الكرة الارضية "، ولحماية الديمقراطيات البحرية من العدوان الاوروآسيوي اقترح (ماكيندر) تحالفاً شمال أطلسي لتوفير "رأس جسر (موقع متقدم يتم الاستيلاء عليه في اراضي العدو ويتم اتخاذه منطلـَـقاً لتقدم جديد – قاموس المورد) في فرنسا ومطار محاط بخندق مائي في بريطانيا واحتياطي من قوة بشرية مدرَّبة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram