حاوره/علي النعيمي(المدى الرياضي) حاورته اليوم وفتحت معه محاور مثلت نبض الشارع الساخن فلخص لنا بصراحته المعهودة ابرز مسببات الأزمة المفتعلة وظروف سن قانون 16 من عام 1986 ورؤاه المستقبلية الأخرى. *50 عاما حافلة بالعطاء الرياضي تارة في الملاعب وتارة اخرى ماسكاً دفة الإدارة ومتقلداً المناصب ،
أوجز لنا مفردة (الرياضة) ؟ - قبل كل شيء أود هنا لفت أنظار الجميع وكل من يقرأ سطوري وادعوه أن يتمعن بكلمة الرياضة كون أن عشاقها اولا ومن ثم اللجنة الاولمبية الدولية وكل الاتحادات القارية اتفقوا من حيث المبدأ مسمى ثابتاً بأنها مفردة نبيلة (طاهرة) تبتعد كل البعد عن آرهاصات الدين وسجال السياسة وشكليات اللون والتوقف عند أثنية الأقوام وملاحقة الأعراق وتنفر بشدة أمام كل ما يفرق ما بين الشعوب لأن أساسها شُق على الحب والتعاون والآلفة فيما بينهم ، ولولا سمو هذه الأخلاق لما لعبت دول أوروبا مع آسيا او أن يخوض فريق اشتراكي ضد آخر رأسمالي او فريق بوذي ضد مسلم ، معنى ذلك أن الرياضة تؤلف بين القلوب وتجمع شمل الأمم وتسهم في إذكاء حس الإخاء وترسيخ آصرة الوحدة كما حدث لشعبنا بعد كأس آسيا الخالدة ، فهل يعقل أن نجعلها تفرق فيما بيننا وتشطرنا إلى قسمين ، قسم مؤيد للاتحاد والآخر مؤيد للحكومة؟ كل منهما يحمل معوله ويسعى لهدم الرياضة سواء كان يعلم ام لا يعلم .هذا هو السؤال الملح الذي يحتاج إلى إعادة النظر ليس فيه فحسب إنما في منظومة السلوك والأخلاقيات ابتداءً من الرياضيين ومروراً بالسياسيين والمثقفين لأننا في أزمة رياضية كارثية إن لم نتداركها علها تتجدد في حقل آخر. *كيف تقرأ ملامح الأزمة الكروية الحالية ، وهل يخيفك شبح التجميد من قبل فيفا؟ - كرياضي عراقي ، نعم قلبي يرتجف خوفاً كلما تقع عيناي على تصريح ناري يقودنا إلى الهاوية ، ولكن أساس المشكلة وفق منظوري قلة فهم القوانين الدولية حيث كما تعلم أن جميع الاتحادات القارية والدولية بعد ما استقرأت الكثيرمن الأمور وناقشت أوضاعها المختلفة والحد من ديكتاتورية المناصب والتشبث بها ، إرتأت اللجنة الاولمبية الدولية أن تكون فترة 4 سنوات هي فترة نموذجية ومنطقية تستطيع كل لجنة اولمبية (عبرجمعيتها العمومية) أن تقيّم نجاح أو فشل أي مؤسسة رياضية ومنها اللجان الاولمبية والاتحادات ولك أن تتخيل ان خلال هذه المدة تقام الدورة الاولمبية الصيفية وكذلك الشتوية كأس العالم وكأس القارات أنا لا أتكلم هنا عن كرة القدم فقط إنما عن كل الألعاب الأخرى حيث جرت العادة انه وبعد انتهاء الدورة الاولمبية الصيفية تحل كل اللجان والاتحادات وهكذا دعنا نتكلم عن واقعنا الشائك التجميد سيحدث نتيجة التدخل الحكومي وأنا ضد ذلك لان التدخل الحكومي المسموح به وفق سياق عمل اللجنة الاولمبية والاتحاد كرة القدم والتعليمات يأتي تحت مظلة المراقبة والدعم المالي وفلسفة ذلك لان سياسة الدولة الواحدة تختلف عن الأخرى. * لكن هذا التدخل الحكومي جاء عن طريق رضا الاتحاد سرعان ما انقلب الموقف وعدنا الى مربع الاتهامات المتبادلة؟ - نعم اتفق معك في نقطة مهمة وهي أن الإخوة في الاتحاد لديهم مساوئ عديدة لا تعد ولا تحصى وكثيراً ما تساءلت هنا بحكم ما شغلته من مناصب عدة في السابق من رئيس الاتحاد ونائب ورئيس اللجنة ، ما الحكمة من البقاء والتمسك بالمنصب ؟ خصوصاً إذا ما شعرت بان هذا البقاء سوف يتحول ليصبح مشكلة كبيرة تعيق انسيابية العمل الرياضي سرعان ما تتحول إلى عقبة كأداء وسأعلن انسحابي بكل راحة إذا ما كان في ذلك مصلحة الجميع وتجنباً للتجميد، لمَ كل هذا الإصرار بالمنصب؟ ولماذا لم يتقبل الاتحاد الحالي قرار الجمعية العمومية او الهيئة العامة بعد انتهاء ولايتها ؟ الكل يعلم بأسماء أعضاء الاتحاد الحالي ولا أتصور أن العقبة في الجمعية العمومية إنما هي العروة الوثقى التي يتمسك بها هذا الطرف وعلى حساب الآخر. * ذكرت أنفاً أن بعد كل دورة اولمبية تُحل اللجان الاولمبية في العالم ، هل هناك من أخطاء ارتكبتها اللجنتان الاولمبيتان السابقة والحالية اسهمت في تأجيج المشكلة؟ - اللجنة الاولمبية سبب رئيس من أسباب المشكلة لأنها طرف ضالع في هذه المأساة ولم تكن جادة او حدية في عملها واخذ المسؤولية على عاتقها في حل نفسها وبقية الاتحادات المنضوية تحت لوائها. جرت عملية مماطلة وتمويع الأجراء وكأنها عملية جس نبض وقراءة المواقف, وفقاً للعرف السائد كالعادة منذ إن كنت رياضياً وحتى هذا اليوم على اللجنة الاولمبية ان تحل جميع اتحاداتها وقيادات أنديتها وان تبدأ انتخابات جديدة من الأندية صعوداً بالاتحادات الفرعية ثم إلى الاتحادات المركزية ومنها إلى اللجنة الاولمبية بانتخاب الرئيس ونائب الرئيس وامين السر وأمين مالي والاعضاء وخبراء ثلاثة وبعد ذلك يتم انتخاب المكتب التنفيذي من دون أي ثرثرة او مماطلة هذا هو السياق المتبع. واستطرد : لكن ما يدعونا الى الاستغراب لماذا الإصرار على القول بان اللجنة الاولمبية قررت حل اتحاد كرة القدم بالاسم من دون بقية الاتحادات الأخرى والكل يلمس مدى التحسس الذي ساهم البعض في ديمومة الخلاف وتصوير الواقع على انه شيء متعمد بدلا من القول يتم حل جميع الاتحادات الرياضية وقيادات الأندية الموجودة في العراق
هشام عطا عجاج:نصيحتي للدباغ وسعيد أن يرحلا بعيداً عن رياضتنا المنكوبة
نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 05:58 م