يسعى قادة فرنسا وبريطانيا، في اجتماعهم ببروكسل، إلى إقناع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين بالموافقة على مد المعارضة السورية بالأسلحة.وسيناقش أعضاء الاتحاد أيضا علاقاته مع روسيا، أحد أقوى حلفاء النظام في سوريا، التي تعارض تسليح المعارضة.وخلفت الانتفاضة
يسعى قادة فرنسا وبريطانيا، في اجتماعهم ببروكسل، إلى إقناع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين بالموافقة على مد المعارضة السورية بالأسلحة.
وسيناقش أعضاء الاتحاد أيضا علاقاته مع روسيا، أحد أقوى حلفاء النظام في سوريا، التي تعارض تسليح المعارضة.
وخلفت الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد نحو 70 ألف قتيل، منذ انطلاقها قبل عامين. كما أدى الاقتتال في سوريا إلى هروب نحو مليون شخص إلى دول مجاورة.
واشتعلت الشرارة الأولى للانتفاضة يوم 15 مارس/آذار 2011 في جنوبي درعا، قبل أن تنتشر الاحتجاجات عبر كامل أنحاء البلاد.
وتسيطر المعارضة اليوم على أجزاء كبيرة من سوريا، لكن النزاع في حالة جمود منذ شهور.
وشهدت بعض عواصم العالم احتفاليات أقيمت بمناسبة الذكرى الثانية للانتفاضة السورية، مثلما حدث في كوريا الجنوبية والأردن، حيث أقامت منظمة "حماية الأطفال" تجمعا للأطفال.
وقالت الطالبة الأردنية آية خرفان "نحن هنا لتوجيه رسالة غاية في الأهمية لمساعدة شعب وأطفال سوريا. فنحن كلنا معهم، ولابد لهذا النزاع في سوريا أن ينتهي يوما ما".
"انحراف"
ويعتزم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، ورئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، طرح مسألة رفع حظر الأسلحة عن المعارضة السورية في محادثات بروكسل، على الرغم من أن سوريا ليست على جدول أعمال القمة الأوروبية.
وقال هولاند في تصريح له يوم السبت إن باريس "جاهزة لمساعدة المعارضين"، مضيفا"لا يمكننا أن نسمح لنظام بأن يبيد شعبه، وهو لا يريد انتقالا سياسيا للسلطة".
وترى فرنسا أن الأسلحة تصل إلى سوريا، ولكنها تصل إلى نظام بشار الأسد خاصة عن طريق روسيا.
ولكن الرئيس الفرنسي أوضح أن هدفه ليس "حربا شاملةّ".
وذكر مسؤول بريطاني أن حظر الأسلحة فيه انحراف، فهو "لا يمنع من يساعدون بشار الأسد، وإنما يمنع الذين يريدون مساعدة المعارضة".
وأشارت بريطانيا إلى أنها قد تستخدم حق النقض في تصويت قادم بشأن تمديد فترة الحظر، وقال كاميرون إنه "لا يستبعد أن تتصرف بلاده على طريقتها".
ويقول مراسل بي بي سي في بروكسل، كريس موريس، إن تصور فرنسا، الذي تشاطره بريطانيا تماما، هو أن روسيا وإيران تسلحان القوات الحكومية، ولا مناص من تسليح المعارضة للضغط على نظام الأسد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، "إن واشنطن لا تريد أن تحشر نفسها في نقاشات الاتحاد الأوروبي الداخلية، ولكنها تتمنى أن ترى أكبر عدد من الحكومات توافق على مساعدة الائتلاف السوري المعارض".
ويوضح مراسل بي بي سي أن ألمانيا والنمسا والسويد هي الدول التي يعتقد أنها مترددة بشأن رفع الحظر.
وهناك قلق لدى العديد من الدول من أن تدفق الأسلحة في سوريا قد يؤجج النزاع أكثر.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري أموس، إن الأمر "سيجعل مهمة الوكالات الإنسانية أكثر صعوبة ".
وجددت روسيا يوم الخميس، على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، اعتراضها الصريح على تسليح المعارضة.
كما هناك قلق في الأمم المتحدة من دور لبنان المتزايد في النزاع.
وحذر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في بيان له، من هجمات متبادلة على الحدود بين لبنان وسوريا، ومن تهريب الأسلحة بين البلدين.
وقالت مراسلة بي بي سي في الأمم المتحدة، بربرا بليت، إن حكومات غربية تعتقد أن حزب الله يزيد من دعمه للحكومة السورية. وأضافت أن دبلوماسيين يعتقدون أن إيران سرعت إمدادها سوريا بالأسلحة في محاولة لترجيح الكفة لصالح نظام بشار الأسد.
تحذير
من جانبها، حذرت الحكومة السورية من أنها قد تعمد إلى استهداف المسلحين الذي يتخذون من الأراضي اللبنانية ملاذا لهم ما لم يقم الجيش اللبناني بذلك.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إن وزارة الخارجية السورية أحاطت نظيرتها اللبنانية علما في وقت متأخر من يوم الخميس بعبور "عدد كبير" من المسلحين حدود لبنان الشمالية متوجهين إلى بلدة تلكلخ السورية في اليومين الماضيين.
وجاء في الخطاب الدبلوماسي السوري "تتوقع سوريا من الجانب اللبناني أن يمنع هذه المجموعات الإرهابية من استخدام الحدود كمعابر لها لأنها تستهدف الشعب السوري وتنتهك السيادة السورية."
وقالت إن "صبر سوريا ليس بلا حدود"، رغم أن "القوات السورية مارست إلى الآن أقصى درجات ضبط النفس وامتنعت عن ضرب العصابات المسلحة داخل الأراضي اللبنانية."