واحدة من أُطر التعاون التي تبنتها وزارة الشباب والرياضة مع الإعلام الرياضي هي بناء جسر من الثقة لإنجاز ملفات كثيرة يتطلع اليها الجميع من اجل مصلحة رياضة العراق التي تحتاج الى مصارحة جدية لترسيخ آليات صحيحة تقود العمل الرياضي نحو التكامل من دون الالتفاف على الحقائق التي تشكل اساس البناء لتفادي الاخطاء ومآرب المستفيدين ممن يسعون الى القفز فوق القوانين والضوابط لتمرير اهداف مشبوهة يذهب ضحيتها رجال الرياضة الحقيقيون بخسارتهم مواقع مؤهلين لإدارتها خبرة وكفاءة.
ودأبت (المدى) منذ بداية انطلاقها على اتخاذ طريق الحياد في كثير من القضايا التي اُبتليت بها رياضة البلد ، وكانت تقف بقوة من دون تردد مع مَن يحافظ ويحترم القوانين ويصون عهوده ويسير بشجاعة لمحاربة الفساد اينما وجد ، وتكفيه شهادة المواطنة ليكون شريكاً في الدفاع عن سمعة العراق.
لقد تفاعلت وزارة الشباب والرياضة وعلى رأسها الوزير المهندس جاسم محمد جعفر مع أكثر من طرح موضوعي لـ(المدى) أشرنا فيه الى زوايا الخلل تارة وأضئنا مساحة من الثناء تارة أخرى لما يكتنف عمل الوزارة من ضغوطات جمّة وضعت الوزارة احياناً تحت شبهة الانحياز لأطراف من دون غيرها بحسب ما صدر من تصريحات رسمية لبعض مسؤولي الاندية كان آخرهم نائب رئيس نادي الاتصالات السابق حازم محمد علي الذي أتهم مدير عام في وزارة الشباب بخرقه القوانين المعمول بها في ادارة الاندية الرياضية من خلال تشكيله هيئة مؤقتة مشرفة على النادي لتحل بديلة عن الادارة المنتخبة وأجرى انتخابات اتسمت بالفوضى سبقها احداث التغيير الديموغرافي على الهيئة العامة بصورة سمحت لدخول عناصر دخيلة للمشاركة في العملية الانتخابية وأسهمت في منح الاصوات لأعضاء فازوا بالدورة الجديدة بتخطيط وتنسيق بحسب ما جاء في حديث حازم الموثق بصور من المخاطبات ونشر يوم 23 شباط الماضي.
ومن حقنا ان نتساءل : ترى هل ان ما ورد في حديث الرجل كلام غير دقيق واتهامات لا تستند الى حجج وأسانيد من صلب القضية ، ثم ماذا عن اتهام مدير عام في الوزارة بأنه أقام انتخابات باطلة ، ألا يستدعي مثل هذا الحديث رداً رسمياً من المعنيين لتوضيح ملابسات ما يُثار هنا وهناك ؟!
عذراً.. إن (صمتك إدانة ضدك) ، فكيف تسكت وزارة بحجم الشباب والرياضة وهي المعنية بقطاع واسع من الشباب والرياضيين والاندية على تهميش ذلك من دون وقفة صريحة مع الإعلام لتفند وتبرر كما يقتضي، وتؤكد ما تشاء من براهين عملية تزيل الغشاوة على مشهد ما حصل في نادي الاتصالات وربما غيره من الاندية ، أم أن مأزق الخطأ الشنيع بحل إدارة شرعية استجابة لهامش وزير أو موافقة هاتفية يراد له البقاء طي الكتمان حتى يلفه النسيان؟!
هناك قضايا كثيرة نأسف ان تتعامل معها وزارة الشباب والرياضة بالصمت مثلما يتداول في الوسط الرياضي وما يُنشر في الصحف وما يُشاهد في القنوات الفضائية من ملفات خطيرة لعل ابرزها تبرير اتحاد الفروسية استمرار مشاركة وفده في بطولة الهند بالرغم من وجود فريق (اسرائيلي) هو عدم وجود لقاء ثنائي خلال المنافسة على العكس من الفريق اليمني الذي قرر العودة الى بلاده من ارض المطار حال علمه بذلك ، مثل هكذا موضوع لابد من وجود قرار صريح وتوجيه لا يقبل التأويل يضع الوزارة أمام مسؤولية وطنية باعتبارها معنية بكل ما يتصل بالرياضة ولا يجوز تركها تلك الملفات بلا رقابة او حساب!
وثمة أمر آخر نستشف منه عدم جدية الوزارة في مسألة تحديد موعد افتتاح المدينة الرياضية في البصرة ، فهل من المعقول ان يصرح الوزير للصحافة والقنوات الفضائية منذ تشرين الأول 2012 بتحديد موعد 21 آذار الحالي موعداً رسمياً لاستقبال الوفود الخليجية في افتتاح المدينة تمهيداً للمباشرة في استكمال شروط الضيافة الكاملة ، بينما يخرج مدير المشروع الخاص بالبُنى التحتية عبد الله عويز الجبوري مؤكداً ان المدينة غير جاهزة قبل حزيران المقبل! فماذا سيكون موقف الوزارة امام التزامات مهمة أخرى تعهدت بانجازه في موعدها تمهيداً لاستقبال لجنة التفتيش وعرض تقارير زيارتها على الاتحادات الخليجية لإقرار مدى صلاح البصرة لضيافة الدورة؟!
الوزارة تعلم أن الإعلام شريك مهم بأي مفصل يرتبط بالرياضة وبُناها التحتية وسلوكيات افرادها المسؤولين ، وانعكاسات تطبيقهم القوانين إرتجالاً ونزوة على الاندية والمؤسسات الراعية للموهوبين والحركة الرياضية عموماً ، وسنبقى أمناء على الكلمة ونحمي الحقيقة ونجتهد في اظهارها مهما حاول البعض تسفيهها والتغاضي عنها.