كيف نمتَ تلك الليلة السيد نوري المالكي؟ هل اندسستَ في فراشك باسترخاء ووضعتَ رأسك على الوسادة براحة وأسلمت روحك وجسدك إلى سلطان النوم من دون مقاومة؟ أم انك، مثلنا، ذهبت إلى السرير مرغماً من دون شهية حتى للأكل؟
هل نمتَ تلك الليلة قرير العين أم انك، مثلنا، تسهّدتَ وتأرّقتَ وقلّبتَ الأمور ذات اليمين وذات الشمال ساعة وأكثر وسألتَ نفسك الأسئلة الكاوية التي تلتهب بها نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا وتتصدع بها رؤوسنا من دون انقطاع؟
الليلة التي أعنيها، سيدي، هي ليلة الخميس الجمعة الأخيرة.. الليلة التي أعقبت الهجوم الإرهابي الكبير على وزارة العدل الذي تحدّاك وحكومتك ودولتك وجيشك وشرطتك وقواتك الخاصة التي تتعدد أسماؤها وصفاتها ويعاني منها الناس العاديون الأبرياء بينما يفلت منها الإرهابيون، بل يضحكون عليها وعلى أدائها ملء أشداقهم.
السيد نوري المالكي
اذا كانت ليلتك تلك مثل ليلتنا، فهل سألت نفسك السؤال الذي يكرره كل مواطن عراقي عشر مرات وربما مئة في اليوم الواحد: كيف يحدث هذا؟
هذا السؤال، أخي الكريم، لا يتعلق بأصل النقاط السوداء في أعماق الكون وبفصلها، ولا يتصل بكيف تنشأ الخلايا السرطانية في الجسم وكيف تتفاقم وكيف يمكن منع نشوئها وتفاقمها. فأسئلة من هذا النوع معقدة ويشتغل عليها منذ عشرات السنين عشرات الآلاف من علماء الفلك والفيزياء والكيمياء والطب والبايولوجي في مشارق الأرض ومغاربها.
سؤال العراقيين بسيط للغاية، ولا يتطلب جهداً حتى من عالم واحد فقط.. انه: كيف بنحو مليون جندي وشرطي ورجل أمن، وبمئة وعشرة مليارات دولار سنوياً، وبعد عشر سنوات من اسقاط نظام صدام، لا تستطيع حكومتنا ودولتنا أن توفرا الحماية لوزارة من وزاراتهما يقع مقرها في قلب العاصمة من هجوم إرهابي يحدث في عز النهار تحت شمس ساطعة بقوة؟
انه سؤال كبير للغاية، السيد المالكي، لأنه يتكرر يومياً عشرات المرات على ألسنة ملايين العراقيين وفي دواخلهم؟
السيد المالكي، أنت وليس غيرك مطلوب منه الإجابة الواضحة والصريحة والشاملة والشافية عن هذا السؤال، فالحكومة كلها ملك يمينك والدولة بأسرها مثل خاتم في إصبعك.. هذا هو الواقع، وليس في وسعك أن تُنكره، وليس في وسع أحد من المُبخرين لك وماسحي الأكتاف أن يدفع عنك هذه "التهمة"... أنت الآن رجل العراق الأوحد.. هذا ما فعلته لنفسك بنفسك، ولا مجال لأن تتنصل عن مسؤوليتك في أي حال.
كل ما يُراق من دم وما يُزهق من أرواح هو في رقبتك أنت بالذات. فأنت من وضع على رأس الأجهزة الأمنية قادتها –معظمهم من رجال العهد السابق- ومنحتهم الامتيازات الهائلة والسلطات المطلقة، من أجل مهمة واحدة هي حماية الشعب والدولة من الإرهاب والجريمة، وهم مقصرون في هذا تقصيراً بيّناً ومتكرراً .. وأنت المسؤول عن هذا التقصير، فهم رجالك. أليس كذلك؟
جميع التعليقات 4
Abu Semir
He will never answer you question, even he will never care He is useless
كاطع جواد
من اهم مقومات الدولة الحديثة هو في قوة امنها واعني به امن المواطن وليس امن الحاكم ..نتساءل كما تتساءل انت يا سيدي اين هذه (الهلومة )من الرجال المدججين بالسلاح والمنتشرين في كل حدب وصوب عندما يقتحم خمس او ستة أشخاص وزارة وفي وضح النهار !!يجب علينا ان نبح
محمد
اذا الشعب يوما اراد ان ينام فلا بد ان يسجيب الزمان
عراقي
نام جفي أصلاً .......