لا توجد امرأة تريد خراب بيتها بيدها ...وإنما هناك أسباب تدفع الزوجة أحيانا للخلاص من زوجها ... هذه الأسباب هي في الحقيقة إسرار خاصة جدا ... المفروض أن تظل بين جدران البيوت ... لكن للأسف لم تعد للبيوت أسراراً كما كنا نعرف في الماضي ... بل تحولت بعض ال
لا توجد امرأة تريد خراب بيتها بيدها ...وإنما هناك أسباب تدفع الزوجة أحيانا للخلاص من زوجها ... هذه الأسباب هي في الحقيقة إسرار خاصة جدا ... المفروض أن تظل بين جدران البيوت ... لكن للأسف لم تعد للبيوت أسراراً كما كنا نعرف في الماضي ... بل تحولت بعض البيوت إلى أشبه ببركان قابل للانفجار وفي أي وقت ! هناك إحصائيات حصلنا عليها من محاكم الأحوال الشخصية تخبرنا عن أرقام خرافية في كثره حالات الطلاق ... أرقام تستهدف الكيان الاجتماعي للأسرة العراقية ... وهو أيضا يثير تساؤلا ملحا: هل يمكن في لحظة أن يتحول زوجان يعيشان تحت سقف واحد إلى عدوين لدودين لا يطيقان بعضهما البعض ؟ ارتأينا أن نفتح هذا الملف الخطير الذي يمس الأسرة العراقية ونعرض في البداية من خلال دعاوى التفريق بعض النماذج من أسرار المطلقات ولأنها ظاهرة اجتماعية خطيرة كان لابد أن نحللها مع علماء الاجتماع والنفس.
لهذه الأسباب طلّقني
هذه الفتاة لم نقابلها في محكمة الأحوال الشخصية وإنما داخل سجن النساء متهمة بالقتل مع سبق الإصرار والترصد ... بقتل زوجها الذي لم تعاشره إلا شهوراً معدودة ! ... الشهر الأول مر عليها عسل ... الشهر الثاني بدأت المنغصات واشتدت معها الخلافات ! الشهر الثالث خططت فيه (هـ) لقتل زوجها وقتلته فعلا ! لماذا قتلته وكيف ... هذا ما سوف نعرفه في السطور القادمة . ... كان عمرها 17 عاما عندما جاء والدها وأخبرها بان عريسا قد خطبها منه ... مشاعر وأحاسيس اختلطت في صدر الفتاة الصغيرة ما بين سعادة وخوف ... أمل ويأس ... لكنها استسلمت في النهاية إلى رغبة رب الأسرة ... التي لم تكن قراراته إلا قرارا واجب النفاذ حكم عليها أن تطيعه ! وهيأت (هـ) نفسها إلى السعادة مع زوج لا تعلم عنه شيئا سوى اسمه فقط (ع) موظف بإحدى الدوائر الحكومية ... كاد أن يفوته قطار الزواج ... لكنه تذكر وتعلق في منتصفه ! في العقد الرابع من عمره ... ليس وسيما لكنه في النهاية رجل مثل كل الرجال الذين يرغبون في الاستقرار ... معلومات توصلت إليها (هـ) قبل الزواج ! مصدرها الخطابة التي أتت به لوالدها ... سمعت منها انه يدخر أموالا كثيرة وحريصا عليها اشد من حرصه على نفسه ... لا يدخن ويكره السهرات ... من بيته إلى دائرته ومن عمله إلى بيته في هدوء وصمت ... لا يتزاور مع احد إلا مع أسرته وأقربائه المحدودين فقط !... أي باختصار رجل بخيل ! هكذا رأته الفتاة الريفية وخططت من اجله أن تجعله خاتما في إصبعها فتحصل على أمواله ... كانت تثق في نفسها وفي قدرتها كأنثى، تجيد فن الإغراء والدلع حتى تجعله ينهار أمامها ... لكن كل خططها باءت بالفشل ... ولكن لن نسبق الاحداث !... العريس كان يريد أن يتزوج بسرعة ... هكذا تحدث شقيقه مع والد الفتاة الذي رحب بهذا العرض وبالتالي لم تعد المسألة تفرق مع العروس الشابة ... فهي أمام رجل لا يعرف من الحب إلا غرفة النوم ومائدة الطعام فقط ... وتم الزواج بسرعة أشبه بحفلة عيد ميلاد ... بعدها رحل العروسان إلى عش الزوجية .. لكن (هـ) وجدت نفسها في مأزق هذه الليلة فهي لا تدري شيئا عن الزواج ولم تحدثها أمها بكل ما يخطر ببال أي فتاة في هذه الليلة ! وتقابل العروسان وجها لوجه !... استسلمت (هـ) لطاعة زوجها ... تناست في هذه اللحظة ما كانت تخطط له قبل الزواج ... تذكرت فقط أن هناك رغبة قوية كانت تشتعل بداخلها ... كلما خبت ازدادت استعارا ! ومر شهر العسل ... لم يكن طويلا ... لكنه يفي بالغرض والسلام ... وبدأت تظهر عيوب كل واحد منهما على حقيقته ! حان وقت تنفيذ ما كانت تخطط له الزوجة ! لكن كيف هذا وكل طلب تطلبه يقابله رفض بكل إصرار ... حتى تحولت الحياة بينهما إلى أشبه بالجحيم المستعر ... واستخدمت (هـ) كل أسلحة المرأة ... فلم تعد الفتاة التي تحمل أشياء كثيره ... فنهت نفسها عنه ... بل وصل بها الأمر أنها كانت تتعمد أن ترتدي قمصان النوم المثيرة دون أن تشفي غليله كرجل ... واستمتعت بهذا الدور ... حتى أتقنته تماما ! جربت شهرا ظنت انه سوف ينهار وسوف يعطيها ما تطلبه حتى ولو كان نور عينيه ... لكنه كان كالحجارة أو أشد قسوة ! وتطورت المشاكل بينهما إلى حد قيام الزوج بالاعتداء على زوجته حتى انه كان يفاخر بنفسه أمام أقربائه بأنه يذيق زوجته ألوانا من العذاب ... فهو لا يتورع عن ضربها صباحا ومساءً! وكان رد فعل الزوجة قاسيا ... قررت (هـ) أن تأخذ بثأرها منه ... لم تخطط للهرب من منزلها أو طلب الطلاق وإنما تقتل زوجها، وظلت تتحين الفرصة حتى واتتها على طبق من ذهب ! أتى الزوج مبكرا إلى بيته ... كانت الزوجة قد أعدت كوبا من العصير ووضعته في الثلاجة مع الطعام ، ولأن الزوج تعود أن يأكل وحدة ... شرب العصير أولاً وعندما بدأ يشعر بالأم في معدته وجد زوجته تقف أمامه ولا تتحرك لها شعرة واحدة ! ... استغاث بها ... لكنها دفعته إلى الأرض ... ظل الزوج يتألم ... فسحبته الزوجة من يده إلى غرفة النوم وألقت به على الفراش ... وبلا رحمة هوت بسكين غرزتها في صدره ثم توالت الطعنات حتى أسلم الروح تماما ... ثم انتظرت حتى موعد الفجر وصرخت زاعمة بأن ثلاثة شبان اقتحموا بيتها وقتلوا زوجها وسرقوا حليها الذهبية ... لكن الكذبة لم تكن مقنعة لرجال الشرطة في الكاظمية فألقوا القبض عليها بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ... وهكذا انتهت حياة الزوجين ... لكن المثير أن الزوجة القاتلة أنهت اعترافها لنا بكلمات غريبة ... قالت لي : في تلك الليلة طلقني زوجي بالفعل وطلب مني الرحيل من البيت ... لكنني طلبت منه أن ينتظر حتى الصباح ... وأوهمته بأني سعيدة بهذا الطلاق لدرجة أنها ستشاركة مائدة العشاء التي وضعت عليها السم والباقي كان معروفا!
زوجي تبخّر في الهواء
مسكينة (ص) تزوجت الوهم ... رجل تبخر في الهواء بعد الزواج بشهور قليلة ... تركها تقاسي الوحدة ونار الشوق ... حتى سكن جسدها جحيم ونار لا تهدأ أبدا ولم يكن أمامها إلا الطلاق ! وتعالوا نشوف قصتها من البداية ... ما أقسى نار الهروب ... خاصة لو حدث هذا بين زوجين ! ما الذي جنته (ص) لكي يهجرها زوجها ولا تعلم عنه شيئا ... إن كان مسافرا خارج العراق أم هاربا داخله ... ولو كان هاربا فلماذا قرر الهرب دون سابق إنذار ... حتى ورقة الطلاق لم يرسلها إلى زوجته مشفوعة بورقة يقول فيها : مع خالص تحياتي ! أمام محكمة الأحوال الشخصية في النجف وقفت الزوجة الشابة تقول : تزوجنا سريعا دون أن نشوف بعضنا ... فقد هبط علينا من السماء وقد وجدته أسرتي مناسبا لي خاصة وان والدته بدت طيبة بكلامها عنه ... وبعد عدة زيارات لنا صرت زوجة له وبدأنا معا حياة جديدة أحسست مع أيامها الأولى أن هذا الزواج لن يطول ... فهو رجل لا يتكلم كثيرا ... وإنما يجلس وحدة وإذا جمعنا فراش واحد أجده فاترا وكأنه يؤدي واجبه ليس إلا ! فأخرج من هذه المغامرة الكئيبة بإحباط شديد !... ولأنني لا أسعى إلى خراب بيتي بيدي ... تكلمت معه كثيرا محاولة أن أسبر أغواره بلا جدوى ... لدرجة أنني كرهته ولم يمر على زواجنا سوى أيام قليلة ... لكن ماذا أفعل ؟ هل أتحلى بالشجاعة أكثر لعل حاله يتغير ... أم أتمرد على هذه العيشة ؟ وكان الخيار صعبا ... صمتت الزوجة للحظات ... ثم عادت لتقول وهي حزينة وقد نزلت دمعات قليلة على وجهها : بصراحة ضقت بهذه الحياة فأنا امرأة شابة ... جميلة ... أي رجل يتمنى إرضائي .... أي رجل يتمنى أن يبدأ معي حياة جديدة ، لهذا أتيت إليك يا سيادة القاضي لكي تطلقني من هذا الرجل ولي أسبابي الوجيهة ... فقد هجرني بلا سبب أو سابق إنذار ... رجعت من أهلي يوما فلم أجده في البيت وكانت المفاجأة المذهلة عندما دخلت غرفة نومي لأبدل ملابسي فلم أجد ملابسه قد أخذها من الدولاب ... أخذ كل شيء حتى ورقة زواجنا أخذها معه ... وقد ترك لي ورقة صغيرة قال لي فيها : سامحيني زوجتي المظلومة معي ولا تحاولي البحث عني ... أكثر من ثلاث سنوات وأنا أبحث عنه في كل مكان أنا وأهله وأهلي ولم نجد له أثرا ... وبعد أن قدمت الزوجة ما يثبت اختفاء الزوج في ظروف غامضة من أكثر من ثلاث سنوات ولا أحد يعرف له عنواناً ... قررت المحكمة تطليق الزوجين .