اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل قطاعنا الخاص هو البديل للمشروع الطائفي ؟

هل قطاعنا الخاص هو البديل للمشروع الطائفي ؟

نشر في: 17 مارس, 2013: 09:01 م

أعلنت الهيئة التنسيقية لتنظيمات القطاع الخاص العراقي في اجتماعها التحضيري الأول عن انبثاق ائتلاف اقتصادي لتوحيد مواقفها إزاء القضايا الاقتصادية يحمل أسم المجلس الأعلى للقطاع الخاص  . هذا ما نشرته الصباح ليوم 10/3/2013  .  يمكن القول أن هناك ثلاث أوراق بيد القطاع الخاص قوية يستطيع أن يلعبها بمهارة ، إضافة لأوراق تحصيل الحاصل  ، ونحن نعيش تحت ضغوط ما أنزل الله بها من سلطان  .

الورقة الأولى هي أن القطاع العام أصبح الرجل المريض ليس في العراق بل على مستوى العالم وهذه من تداعيات العولمة وفشل بيروقراطي الاشتراكية والورقة الثانية الأقوى هل فشل المشاريع السياسية والاقتصادية للإسلام السياسي من حيث العموم سواء التقليدي أو الأخونة الحديثة فإخوان مصر أنجزوا إنجازاً واحداً مشهود لهم وهو أمن إسرائيل ورضا أمريكا لحد الآن.  وتعثر المشروع التونسي وهكذا في ليبيا.  أما الإسلام الكلاسيكي المزمن فخير شاهد عليه هو النظام السعودي . وهذا الفشل والتراجع في الأسلمة والتنمية جذوره بنيوية لأنها ترتكز على طائفة وليس شعب ومواطنة. وهكذا في إيران وباكستان  .

أما ورقتنا الثالثة التي يقترب بها القطاع الخاص من الواقع أكثر هي أنه في بلدان النفط لا يمكن أن تشفى من المرض الهولندي الذي تكرسه أحادية المورد يصاحبها ارتفاع سعر الصرف للعملة وارتكاز الحكومة عليه تماماً  .  ولذلك يفشل المشروع التنموي لغياب القطاع الخاص فكلما كان القطاع الخاص لاعباً في الساحة الاقتصادية يعني توسعة المجتمع المدني ( نقابات جمعيات  ، اتحادات ، غرف تجارة وصناعة  ، جمعيات فلاحية وغرف زراعة ) وكلما كانت هذه المنظمات فاعلة يعني أن القطاع العام سيحرر وصيته للورثة الشرعيين من أبناء الوطن فالمجلس الأعلى للقطاع الخاص بجميع أطيافه وألوانه (زراعة صناعة سياحة تجارة) هو قائد للعملية الاقتصادية التي لها استحقاقها السياسي في ضوء حجمه الاقتصادي أو أكبر.  أما أوراق تحصيل الحاصل فهي أن هذا المجلس ليس له انتماء طائفي أو مناطقي أو عشائري أو عنصري أولاً وأخيراً لذلك فأن مرشحه في دهوك أو البصرة أو السماوة هو واحد  . 

وتحصيل الحاصل الأخر أن الزراعة والصناعة لا يمكن استعادتها بيد البيروقراطية بعد هذه التجارب والتداعيات. 

وورقة أخرى هي أن القطاع الخاص أصبح رمزاً للوحدة الوطنية بعد أن مزقها ساسة القطاع العام الذي جعل من موظفيه مجرد وعاء انتخابي مع إسلامه السياسي الذي حاول أن يفوز في الدارين وتبينت استحالة ذلك لأسباب هم يعرفوها ونحن نعرفها على الأقل من خلال مرجعياتهم  التي انسلخوا منها .

فلا شفاء من المرض الهولندي وأحادية المورد سوى بدواء القطاع الخاص الذي مهما كان يكون أقل فساداً وان أنتابه منه فأيضاً بفصل الأخ الأكبر وتدخله ومساوماته وشراكاته  .

والاستقرار والتنمية لا يتمان برجل واحدة حيث يبقى العوار شاخصاً من الدستور إلى تراجع مجالس المحافظات مرورا بمأزق برلماننا وديمقراطية توافقية لا نخلص منها إلا بقطاع خاص فاعل مؤثر ويكون لنا أحزاب وطنية تمثل مصالح طبقات وليس طوائف وعشائر .  مؤتمركم التأسيسي عضوا بالنواجذ عليه لأنها الفرصة الأخيرة  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: ليالي السعادة من هلسنكي إلى أبو ظبي

 علي حسين ظل السؤال الذي يشغل الفلاسفة عبر العصور هو :" كيف يمكننا أن نزيد حظوظنا من السعادة ؟". وكان سقراط يصر إن السؤال يجلب لنا الحقيقة وهذه الحقيقة هي التي ستدلنا على...
علي حسين

صناعة الوهم: قراءة في تصنيف التايمز لاهداف التنمية المستدامة

د. طلال ناظم الزهيري قبل أيام قليلة، صدر تقرير التايمز عن مساهمة الجامعات العالمية في السعي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ومع ظهور نتائج التقرير، أذهلتنا بوادر الاحتفال بالتقدم الكبير الذي تحقق على...
د. طلال ناظم الزهيري

مشروعنا الوطني.. بين التكاملية والكماشات

ثامر الهيمص مشروعنا الوطني المستقبلي وخيارنا الاخير، بعد عالم النفط وريعيته التي عجزنا عن تسويقه محليا، اي بتصنيعه او لاستخدامه رافعة حقيقة للصناعة والزراعة منذ اكتشافة اي قبل قرن تقريبا. والان وصلنا لحلقته المفرغة...
ثامر الهيمص

ترمب يتقدَّم… الرجاء ربطُ الأحزمة

غسان شربل خرجَ جو بايدن من المبارزة مع دونالد ترمب جريحاً. خانَه العمر ومن عادتِه أن يفعل. خيانة في لحظة الذروةِ وأمام عشراتِ الملايين المسمَّرين أمامَ الشاشات. فشلَ بايدن في لعبِ دور الهداف. وفي...
غسان شربل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram