الأشقاء الكويتيون متمسكون بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وبنود اتفاق "خيمة سفوان" التي وقعها العراق بعد انسحابه من الكويت ، والجانب العراقي أعلن في أكثر من مناسبة، أنه على استعداد لحسم الملفات العالقة بين البلدين ، تمهيداً لخروجه من طائلة البند السابع لميثاق الأمم المتحدة ، بسبب " قزو العراق للكويت" في 2 آب من العام 1990 .
ُشكلت بين البلدين لجان مشتركة تحت إشراف المنظمة الدولية لترسيم الحدود البرية والبحرية ومتابعة الملف الإنساني الخاص بالأسرى والمفقودين فضلا عن قضايا التعويضات ، وأعلن وكيل وزير الخارجية العراقية لبيد عباوي أن الملف الإنساني انتقل إلى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين ، وأن العراق بانتظار زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الكويتي لتحديد موعد عقد اجتماع للجان المشتركة ، وفي ضوء ذلك وبحسب عباوي، سيتم رفع تقرير إلى مجلس الأمن للنظر بتنفيذ العراق كامل التزاماته .
واحتجاجاً على أول خطوة لتنفيذ إجراءات ترسيم الحدود بين البلدين رفض المئات من سكنة ناحية أم قصر مد أنبوب معدني يخترق منطقة سكنية ، ونتيجة الاحتجاجات توقف العمل في ترسيم الحدود ، فيما طالب الأهالي حكومة بغداد بتعويضات جراء تركهم منازلهم .
الملفات العالقة بين العراق والكويت عندما تصل إلى المستوى الشعبي ستضاف لها عقد جديدة فبين إلزام العراق بتطبيق القرارات الدولية ، ورفض الكويت التنازل عن حقها لم يصدر من بغداد موقف يحدد كيفية التعاطي مع مواطنيها المتضررين من ترسيم الحدود ، وأدى ذلك إلى ارتفاع أصوات تشير إلى أن أصحاب القرار غير معنيين بالحفاظ على سيادة البلاد ، وأنهم على استعداد للتنازل عن الحق الجغرافي مقابل ضمان تطوير العلاقات العراقية الكويتية تمهيداً للخروج من الفصل السابع .
الحكومة أصدرت أوامر ومن خلال قوات الحدود تطالب أهالي ناحية أم قصر بإخلاء منازلهم لكونها تقع ضمن مسار الأنبوب المعدني ، احتراما للقرارات الدولية ، والموقف ذاته تبنته حكومة البصرة المحلية ، لأنها لاحول لها ولا قوة في منع اتخاذ بغداد أي قرار يتعلق بتحقيق السيادة .
ترسيم الحدود قضية شائكة ، وهي واحدة من "مخلفات القزو " بحسب تعبير الأشقاء الكويتيين ، ومعاناتهم من الغزو انتقلت إلى أعمالهم الفنية والأدبية ، والكثير من العراقيين يشاركونهم في هذه المصيبة ، لأنها جعلتهم يخضعون لعقوبات اقتصادية ، وعاشوا سنوات عصيبة ، مازالت تداعياتها حاضرة في الحياة العراقية حتى هذا اليوم .
الكويت تريد ترسيم حدودها لتضمن حقها الجغرافي بدعم دولي ، والمتضررون من ترسيم الحدود غير معنيين بالقرارات الدولية ، وبنود اتفاق "خيمة سفوان " ، وما خلفه "القزو " من تداعيات على العراق وشعبه ومنها دفع نسبة 5% من إنتاجه النفطي إلى الكويت كتعويضات ، فضلا عن تسديد الديون المتربة بذمته ، ومرحلة ما بعد "القزو " تتطلب من البلدين أن يتوصلا إلى اتفاق يضمن حقوق الشعبين بعيدا عن تنفيذ قرارات دولية فرضت على العراق في زمن صخام الوجه .