افتتحت هيئة الاستثمار في محافظة صلاح الدين أمس أول مجمع سكني تم إنشاؤه شمالي تكريت بكلفة أكثر من 12 مليون دولار، وفي حين بين المسؤولون المحليون أهمية تشجيع الاستثمار للإسهام في تنمية المحافظة والقضاء على "كارثة" البطالة فيها شرط إيجاد بيئة ملائمة له،

افتتحت هيئة الاستثمار في محافظة صلاح الدين أمس أول مجمع سكني تم إنشاؤه شمالي تكريت بكلفة أكثر من 12 مليون دولار، وفي حين بين المسؤولون المحليون أهمية تشجيع الاستثمار للإسهام في تنمية المحافظة والقضاء على "كارثة" البطالة فيها شرط إيجاد بيئة ملائمة له، وتفهم الأهالي وتعاونهم لإنجاحه، اشتكى مستفيدون من ضعف الاهتمام بدقة تنفيذ الوحدات السكنية. ويشمل مجمع حي الشهداء السكني، الذي افتتح أمس، بحضور مجموعة من المسؤولين المحليين والأهالي المستفيدين و(المدى برس)، 140 وحدة سكنية مساحة الواحدة منها 250 متراً مربعاً، وكلفته الواحدة منها 115 مليون دينار تسدد على وفق آلية التقسيط.

وقال محافظ صلاح الدين، أحمد عبد الله عبد، في مؤتمر صحافي، على هامش حفل افتتاح المجمع، إن "مساحة المشروع تبلغ 25 دونماً وكلفته بلغت 12 مليوناً و500 ألف دولار"، مشيراً إلى أنه "واحداً من ضمن 12 مجمعاً سكنياً في عموم المحافظة".

وأضاف عبد، أن "صلاح الدين تشكو من كارثة البطالة التي لن تحل إلا بتشجيع الاستثمار واستقطاب الشركات لتنفيذ مشاريع في أنحاء المحافظة"، متعهداً "بتقديم الدعم الأمني والقانوني لتلك الجهات". وأعرب محافظ صلاح الدين، عن أمله أن "يشهد القطاع الزراعي حركة استثمارية خصوصاً أن الموارد التي تمتلكها المحافظة من مياه وأرض خصبة تعد بيئة جيدة"، مستدركاً "لكن عدم دعم الأهالي لهذا النوع من العمل تسبب في عزوف المستثمرين كما حدث في ناحية الاسحاقي، بسبب رفض بعض الفلاحين التعاون مع الشركة المستثمرة بشأن ملكية الأرض". وأوضح محافظ صلاح الدين، أحمد عبد الله عبد، أن "المحافظة بحاجة إلى ملاكات وسطية وأيدي عاملة مدربة للقيام بالأعمال المطلوبة"، داعياً الشباب لأن "يطوروا أنفسهم من خلال الاحتكاك بالشركات المتخصصة لكسب المهارات والخبرات في ميادين السباكة والصبغ والبناء وغيرها لسد النقص في هذا المجال".

إلى ذلك قال رئيس هيئة الاستثمار في صلاح الدين، جوهر الفحل، في حديث لـ(المدى برس)، على هامش الاحتفال، إن "مجمع حي الشهداء السكني الذي افتتح اليوم، هو أول مشروع من نوعه يتم استكماله في المحافظة، لسكن العوائل التي أقدمت على شراء وحداته السكنية وجرى تنظيم سندات تمليك لها"، مشيراً إلى أن "الأرض التي شيد عليها المجمع كانت متعرجة وتطلب ردمها نقل حمولة أكثر من 36 ألف شاحنة من التراب".

وأضاف الفحل، أن هنالك "مجمعات سكنية أخرى قيد الإنشاء ومنها مجمع اليرموك، الذي يضم 150 وحدة سكنية، ويؤمل إنجازها خلال العامين 2013 الحالي والمقبل"،

وأعرب رئيس هيئة الاستثمار في صلاح الدين، عن قناعته أن "الاستثمار في العراق بحاجة إلى ثقافة اجتماعية ودعم حكومي لخلق بيئة جيدة لاستقطاب الشركات".

من جهتها قالت رئيسة لجنة الاستثمار في مجلس المحافظة، أشواق سالم، في حديث لـ(المدى برس)، إن "المشروع وغيره بحاجة إلى متابعة للوقف بوجه الفساد من جهة ومراقبة استخدام المواد التي تدخل في البناء وجودتها"، مضيفة أن "المواصفات التي نتمناها في السكن تحتاج إلى متابعة ومراقبة".

ورأت سالم، أن بعض "المشاريع السكنية قد لا تخدم العوائل ذات الدخل المحدود بسبب ارتفاع الكلفة لاسيما أن هناك شريحة واسعة منها في المحافظة"، داعية هيئة الاستثمار لأن "تسهم في تعزيز ثقافة الاستثمار من خلال اعتماد برنامج واسع للتوعية".

على صعيد متصل قال صاحب أحد المنازل في المشروع، يدعى عامر إبراهيم (موظف)، في حديث لـ(المدى برس)، إن "المنزل الذي تسلمته تطلب إضافات كلفتني ستة ملايين دينار من جراء افتقار العمل للدقة في أعمال التشطيب والتنظيف"، مشيراً إلى أن "المنزل يحتوي على ثلاث غرف نوم وصالة استقبال وملاحق خدمة دفع قسطه الأول البالغ 27 مليوناً و500 ألف دينار بعد انتظار لمدة ستة أشهر".

وذكر إبراهيم، أن من "الصعوبة بمكان العثور على منزل بمثل هذا المبلغ لولا هذه الفرصة لاسيما أن قيمة 200 متر مربع في حي القادسية تزيد على 80 مليون دينار"، مستطرداً أن "صلاح الدين بعامة وتكريت بخاصة تشكو بشكل واضح من نقص الأيدي العاملة وتستورد حاجتها للعمالة من خارجها ما يؤثر على الاقتصاد المحلي".

وعزا إبراهيم ذلك إلى "اهتمام أهالي صلاح الدين بالعمل في الجهات الحكومية منذ زمن النظام السابق".