اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > إديث . . من الواقعية الاشتراكية إلى التجسّس

إديث . . من الواقعية الاشتراكية إلى التجسّس

نشر في: 19 مارس, 2013: 09:01 م

لم يكن ملائما لإديث تيودور هارت (قبل الزواج كانت تعرف بـ سوجيتزكي)، أن تكون جاسوسة. إذ كانت مصورة فوتوغرافية ناجحة، بعد انتقالها إلى لندن من موطنها في فيينا، عام 1933، وكانت تميل إلى حضور التظاهرات التي يدعو إليها الحزب الشيوعي في بريطانيا وتقوم بتصو

لم يكن ملائما لإديث تيودور هارت (قبل الزواج كانت تعرف بـ سوجيتزكي)، أن تكون جاسوسة. إذ كانت مصورة فوتوغرافية ناجحة، بعد انتقالها إلى لندن من موطنها في فيينا، عام 1933، وكانت تميل إلى حضور التظاهرات التي يدعو إليها الحزب الشيوعي في بريطانيا وتقوم بتصويرها.

كانت، مع ذلك، ناجحة، ولم يذكر اسمها كمصورة فوتوغرافية ناجحة إلاّ أخيرا، بعد إعادة النظر في الماضي، كما كانت ناجحة جدا في أمر آخر وهو تجنيد "كيم فيليبي، عضوا في شعبة، "كيمبردج 5".

ونجاح إديث تيودور هارت، لم يأت فجأة، بل على مهل، بعد أن نجحت في تغيير طريقة التصوير الفوتوغرافي المعتمدة على الجمود والسكون، والتقاط الصور في (الاستديو)، حيث الديكور الثابت.

وقد رفضت إديث ذلك، وأخرجت الأطفال من ذلك الحيز الضيق إلى بيئة أقرب إلى طبيعتهم. وكانت إديث طوال فترة عملها قد وضعت تحت المراقبة من قبل (الشعبة الخامسة)، حتى وفاتها عام 1963، كما أن وزارة الإعلام وضعت اسمها في القائمة السوداء وكذلك أعمالها.

وعلى الرغم مما حدث، فإن أعمالها بدأت تعرض على الناس، وأصبحت الموضوع الرئيس لعدد من المعارض البارزة، وتمت إعادة طبع صورها الفوتوغرافية نقلا عن الأرشيف الخاص للمسودات التي كانت عائلتها تحافظ عليها والتي تبرعت بها في عام 2004، وكانت إديث قد أتلفت المسوّدات التي لديها، إثر إلقاء القبض على فيليبي. ويبدو أنها مرّت بحالة من التوتر والقلق بعد اعتقال فيليبي. ولكن منظّم المعارض دنكان فوربز أعلن، "ولكنها لم تسقط تماما إلاّ بعد الاعترافات التي أدلى بها "أنطوني بلنت، في عام 1964."

ويعتبر النقاد، أن أفضل صورها هي التي تبدو فيها فتاة صغيرة وهي تتأمل واجهة محل لبيع المعجنات ـ عام 1933.

وكانت للصور التي تلتقطها تيودور  هارت، رسالة سياسية واجتماعية واضحة، ووجدت في آلة التصوير سلاحاً سياسياً. ومشاريعها الوثائقية، أخذتها من شوارع الأسواق في لندن (إيست إند) إلى الأكواخ في مناطق مثل تينيسايد وساوث ويلز. أما موضوعاتها الأساسية فقد تركزت على: صحة الطفل، البطالة والمشردون بلا مأوى. والصورة التي ورد ذكرها قبل قليل عن الفتاة والمعجنات، توضح مدى حاجة الفتاة إلى الطعام وتأملها ما معروض أمامها، وعدم قدرتها إلى الشراء، وهي أيضا تبيّن مدى الفراغ الحاصل بين الغني والفقير.  وكانت هذه الصورة قد تم طبعها في العديد من الكراريس التي تدعو إلى الاشتراكية، كما أنها تشير إلى التناقض الكبير ما بين اللونين الأسود والأبيض.

ويمتدح النقاد أعمالها، عبر المعارض التي تقام عن صورها الفوتوغرافية، كونها جسراً ما بين الوثائقية والتصويرية.

أما أفضل الموضوعات لديها، فكانت تصوير الأطفال في الشوارع والعوائل في بيوتهم (عبر النوافذ).

ولو أن إديث تيودور هارت، لم يلقَ القبض عليها في فيينا عام 1933   لتعاطفها مع الشيوعية، كانت قد بقيت في مدينتها.

ولذلك السبب هربت من هناك إلى لندن بعد زواجها من طبيب إنكليزي، من الواقعية الاشتراكية إلى التعبير عن مشاعرها عبر التقاط الصور.

ويقول الناقد فوربس، "أصبح عملها أكثر واقعية ومباشرة وتأثيرا. ولم يكن سهلا عليها الحياة في لندن، وهي التي تتحدث الألمانية في زمن الحرب العالمية.

* "إديث تيودور هارت: في ظلال التعسف" معرض مقام حالياً في إدنبره ـ المعرض الوطني ويستمر حتى 26 أيار.

عن الديلي تليغراف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram