العالم كلّه لو  يستطيع أن يكون جزءا من  إنسانيتك العجيبة  حينها  لا نجد أحداً  يكره الآخر،  وستسود المحبة كل شي أيتها الأم  الغالية ليت في يومك أكون شمعة تنير دربك، ليتني أكون في بلد آخر حتى أجعلك تعيشين براحة وأمان

العالم كلّه لو  يستطيع أن يكون جزءا من  إنسانيتك العجيبة  حينها  لا نجد أحداً  يكره الآخر،  وستسود المحبة كل شي أيتها الأم  الغالية ليت في يومك أكون شمعة تنير دربك، ليتني أكون في بلد آخر حتى أجعلك تعيشين براحة وأمان وتتمتعين بكل حقوقك فأنت الأم التي ضحت ونكبت وتحملت مصاعب الدنيا.وكما وصفها شاعر النيل حافظ إبراهيم(الأم مدرسة إذا أعددتها....أعددت شعبا طيب الأعراق) لذلك  تستحق النساء العراقيات أن يكنَّ الفضليات  بين نساء العالم ، مقابل تضحياتهن لأنهن عانين وما زلن ولا شيء يمحو جروحهن، أشياء بسيطة يمكن أن تجعلها سعيدة.. لا تحتاج إلى أن تعمل شيئاً استثنائياً حتى لو كان ذلك في مقدورك أنها تريد فقط سماع كلمة واحدة تمحو الحزن عن وجهها الذي رسم الحزن خطوطه "كل عام وأنت بخير" حاول أن تجعلها سعيدة في هذا اليوم.. صدّقني.. حتى الأمور البسيطة يمكن أن تجعلها سعيدة!فكلمة ست الحبايب تغنيها عن هدايا وعجائب الدنيا التي لن تحصل عليها بسبب آلامها وفقدانها أعز الناس الزوج والأخ والابن أنها الجنة التي تسير عليها خطواتها أنها الحبيبة الغالية وكاتمه الأسرار أنها نبع الحياة أنها الأم.

تركت نفسها

من أجل الآخرين

تمارس العمل وتوفر أفضل مستوى من التعليم والحياة لأطفالها أشياء بسيطة تجعلها سعيدة كلمة طيبة رسالة تقدير واعتراف لها.. تذكرها بالأشهر التسعة التي راعتك في بطنها. إلا أن صورة الأم في عيون الأبناء بقيت كما هي، فهم ما زالوا ينظرون إليها على أنها مثال عطاء لا ينضب.

حقيقة عندما طلب مني الزميل رئيس القسم إجراء تحقيق عن عيد الأم  كنت في إحدى مستشفيات بغداد ... وجدت أن الوقت مناسب لان أكون بين معاناة حقيقية حدثت لأناس قبل أيام معدودة ،فهذه الأم الثكلى التي فقدت ابنها بسبب الانفجارات الأخيرة التي وقعت في بغداد سؤال نطرحه على أنفسنا والجميع هل  يجب تعويض الأمهات العراقيات لما فعلن وقدمن من تضحيات ومهما فعلنا لهن ومهما قدمنا لهن من تعويضات.. فلن نستطيع إطفاء النار المشتعلة في صدورهن.

الدكتورة سناء قاسم طبيبة جراحة قالت أن المرأة والأم  العراقية نبراس وقدوة لكل نساء العالم فمن تستطيع تحمل الألم وهي  تثكل بابنها  إنها في حالة صدمة كاملة ابنها يبلغ من العمر 23 عاما كانت تحضر له مراسيم الزواج جاءت تحتضنه  جثة بين يديها بسبب الانفجار الذي قطعه في منطقة علاوي الحلة ، وهي تحاول بشكل مستميت إنعاشه وإعادته للحياة دون نتيجة، إنها تعلم أن ابنها  لن يعود للحياة ثانية. مشهد يمزق القلب ولا يستطيع إنسان تحمله غير الأم  العراقية ،أما ملائكة الرحمة فهن أكثر أملا وتحملا في أن يحققن شيئا للآخرين بتول علي تقول :لو يعلم الجميع ما نعانيه يوميا من مآس جراء مشاهدة الناس وهم يفقدون اعز أحبابهم وأهلهم نقف صامتين ولا نعلم ماذا نفعل غير الدعاء لهم بالصبر ، لانعلم متى عيد الأم ونفتقده في زحمة العمل ومصائب الدنيا التي تحل على العراقيين ولا نقول أننا علمنا بعيد الأم من أولادنا أو أزوجنا لأنهم لايتذكروه مثلنا .

الوحيدات والمعاناة

بينما قالت الدكتورة عبير الجلبي مديرة دور الدولة للأيتام في تصريح لـ(المدى):  خلال السنوات العجاف التي لاتعد ولا تحصى التي عاشتها الأم العراقية داخل العراق وخارجه تجعلك تعلم أن رأس مالها الوحيد  امتلاكها الحس الإنساني ، وهن الوحيدات في ساحة المعاناة واجهن الكثير من المصائب ولا زلن.. يفقدن الأحبة ويتحملن أثقال الفقر والجوع والتعذيب كثيرات منهن حُرمن من أعمالهن ووظائفهن وأزواجهن أكيد يتذكر كل شخص عيد الأم ويبجله بالحب والشكر والامتنان ولو كلمة عام خير وسعادة لجميع الأمهات .

أما  عبد الله قاسم مدرس في ثانوية القيروان قال :أنها الجنة التي تسير عليها خطواتنا أنها الحبيبة الغالية وكاتمه الأسرار أنها نبع الحياة أنها الأم. ليست الشمس هي التي تشرق فقط في كبد السماء ولكن الشمس التي تشرق في حياتنا حتى بعد مماتها لتبقينا ننعم بدفئها. فضلا على ارتباط الأم العراقية بالمعاناة من الترمل والعوز ورعاية الأيتام وإعالة اسر كبيرة العدد".

فصل الربيع وعيد الأم

عيد الأم هو اليوم الذي تكرم فيه الأمهات وهو يختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمثلا في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما النرويج تقيمه في 2 فبراير، أما في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في ثاني أحد من شهر مايو من كل عام. وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في عديد من الدول.

كلمات جميلة أحببت ذكرها في عيد الأم كتبتها إحدى الفتيات واهدتها لوالدتها بعد أن واجهتها محنة ما وضاقت عليها الدنيا :

يا صدرا دافئا الجأ إليه كلما ضاقت بي الدنيا

في عيدك أمي الحبيبة

لا أجد هدية تليق بك

سوى سنين عمري المتبقية

أصوغها لك باقات  ورود

أضعها بين يديك

يا شمعه الدار

أتمناك دوما تاجا على رأسي

يخفف عني ألمي وغربتي

احبك

يا أغلى إنسان  في الوجود

احبك .. يا أمي

تقول سها حسام طالبة مرحلة أولى كلية العلوم السياسية :  أن بر الأم لا يرتبط بيوم معين وهي مع هذا تهيئ هدية متواضعة ستقدمها لوالدتها  وردة بيضاء لان قلب أمها ابيض ونقي وتعبت كثيرا في تربيتهم وعرفانا منها بفضلها وتقديرا لرسالتها السامية والرائعة، وترى أن أقل الهدايا تسعد الأم لأنها دأبت على العطاء دون مقابل. شغفها غير محدود بي واهتمامها يغمرني، في عيدها نجتمع ونقيم حفلاً صغيراً لنقدّم لها الهدايا والقبلات، حتى أن والدتي ينتابها شعورا يدفعها للبكاء فرحاً.

نشأة عيد الأم العالمي

احتفل بعيد الأم لأول مرة في عام 1908, عندما قامت آنا ماري جارفيس بالدعوة للاحتفال بعيد الأم وكان ذلك في يوم تأبين أمها, ثم قادت حملة لجعل عيد الأم عطلة رسمية معترف بها في الولايات المتحدة ونجحت في أن يصبح عيد الأم عطلة رسمية معترف بها في 1914 ثم أخذت عطلة عيد الأم التي دعت إليها جارفيس في الانتشار في البلدان الأخرى إلى أن أصبحت عالمية ولذلك تعد آنا ماري جارفيس (1 مايو، 1864، ويبستر، فيرجينيا الغربية - نوفمبر 24، 1948، الغربية تشيستر، بنسلفانيا) هي مؤسسة عطلة عيد الأم في الولايات المتحدة.

نشأة عيد الأم

في البلدان العربية

وذكرت بعد المصادر البحثية إن إرهاصات تخصيص يوم لعيد الأم على الصعيد العربي نبعت من الصحفي المصري على أمين -مؤسس جريدة أخبار اليوم-, حيث أعلن فكرة الاحتفال بعيد الأم في إحدى مقالاته, دعا من خلالها لتخصيص يوم يسمى يوم الأم وكانت دعوته تشتمل على جعل هذا العيد على المستوى العربي وليس في مصر فقط, و تتلخص فكرة عيد الأم عنده في أن يقدم الأبناء الهدايا الصغيرة لامهاتهم ويرسلون لهم بطاقات تهنئة يشكرونهن على حسن صنيعهن معهم, وأن يعامل الأبناء أمهاتهم في هذا اليوم كملكة, فلا تقوم بأي شيء من أعمال المنزل أو غيرها من الأعمال  . وفي الحضارة السومرية يحتفل بعيد الأم بالأول من نيسان وهو موسم التفتح الربيعي والأم في الحضارة القديمة مبجلة لأنها رمز الخصب والعطاء

أما صالح كريم يعمل موظف في إحدى الوزارات علق قائلاً: كم هو جميل أن تفاجئ أمك بهدية جملية وأن تبوح لها بأرقى وأسمى العبارات وأن تحترمها وتكرمها، هل حقاً أنه يجب أن نتذكر الأم في هذا اليوم فقط من السنة؟؟ هذه الأم التي ضحت بالكثير والقليل من وقتها وصحتها وفكرها من أجل أولادها فلذات أكبادها أليس من الواجب طاعتها وحبها في كل يوم وفي كل ساعة لا بل في كل لحظة ا صبحت المرأة تعمل في كافة مجالات الحياة لإثبات ذاتها بجدارة لتتفوق على الرجل و تشعر بنشوة الانتصار عليه الذي لطالما مارس عليها كل أنواع الظلم و الاستبداد و الذل و القهر و تسلطه عليها فالمرأة الأم الرائعة المضحية التي تحملت وتتحمل مصائب كبيرة وكثيرة عامها خير وسعادة وراحة وأمان .

التهاني القلبية

المهندسة إيمان طعمه عبرت عن مشاعرها بعيد الأم قائلة :  أجمل و أرق التهاني القلبية إلى جميع الأمهات

و خاصة الأم العراقية وما تعانيه في بلدنا الحبيب الجريح،وما تقدمه من تضحيات من اجل أولادها وعائلتها مما حرمتها من ابسط مقومات الحياة والعيش بالأمان والسلام والتمتع بالماء الصافي والكهرباء حرمانها من الدواء والعلاج إي  شيء اعبر عنه بكلام يعتبر قليل بحق الأم، القلب هو الذي يخفق بين الأضلع والأم القلب الذي ينبض في العائلة فيدفع بها إلى الحياة.

أما زينب محمد أرملة وفقدت أولادها بسبب الحروب السابقة والطائفية قالت :فقدت زوجي وأصبحت مسؤولة عن أربعة أولاد أصبحت امرأة قوية ومجاهدة وصلبة، وصاحبتني المعاناة عقودا طويلة، لكن ودعت زوجي الذاهب إلى جبهات القتال إبان حروب النظام السابق واستقبلت جثتي ولدي الاثنين اللذين فقدتهما في المقابر الجماعية بعد سنوات طويلة0

تحتفل بعيدها وسط 800 ألف أرملة

الأم العراقية تحتفل بعيدها بوجود أكثر من 800 ألف أرملة بسبب الحرب وأعمال العنف التي شهدها العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 بحسب إحصائيات وزارة التخطيط.

يتجمّع الأبناء بفرح لترديد عبارات تبدو حاضرةً على الدوام تبريراً لتقصير في أداء واجب، أو حباً وامتناناً لمن يصفونها بأنها (ست الحبايب) في الجهة المقابلة تقف الأم العراقية التي تميّزت عن بقية الأمهات في العالم، بمعاناتها الكبيرة وصبرها القوي، وهي تحمل قلبها بيدها، لتهبه إلى من أنزرع في أحشائها وخرج إلى الحياة قطعةً منها.