لم ينتبه المعنيون في شؤون الكرة العراقية ، ونحن نشهد متغيرات مفاجئة على صعيد التنافس المحموم على كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هذه الايام ، إن استعادة حقوق العراق وفي مقدمتها رفع الحظر الكلي عن ملاعبنا هي مسألة وطنية وسيادية لا ترتبط بلعبة المساومات الجارية في الغرف المظلمة للتنسيق مع المؤيدين لهذا المرشح أو ذاك ، وأمام وسائل الإعلام لإظهار شفافية التعاطي مع الورقة الانتخابية التي مهما أظهر الاشقاء في الامارات والسعودية والبحرين حرصهم على نقائها من شبهات التواطؤ والضغوط واللعب تحت الطاولة فإن المصالح ستعمل كالمكابح لإبطال مشروع دعم حقوق العراق اذا ما جاء تصويت ممثله ناجح حمود رئيس اتحاد الكرة لحساب مرشح دون آخر.
شخصياً كنت آمل وما زلت من حمود ان ينأى بنفسه في أي تجمع عربي يبحث مصير الانتخابات في القارة عن الافصاح بموقفه وتأييده لهذا المرشح أو ذاك ، لأنه لا يمثل شخصيته الإدارية والمعنوية فحسب ، بل أنه صوت العراق الرسمي وما يرتبط من مصالح وطنية أكبر من تعزيز حظوظ ومكانة حمود لدى السركال أو ابن ابراهيم أو المِدلج أو الذوادي للفوز بثقتهم ورضاهم لاسيما انهم يطمحون لاستقطاب الموقف العراقي من خلال العزف على وتر استعادة جمهورنا مباريات الأسود على ارض الرافدين ، في حين ان الموضوع برمته شأن وطني بحت يحتاج الى جهد دبلوماسي كبير خارج طاقة اتحاد الكرة.
الغريب في تبدّل الاقنعة والعهود ، ان ملف الحظر الدولي المرتقب رفعه جزئياً على طاولة اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للعبة غداً الخميس ، بقي مركوناً على رفوف الاتحادين (الآسيوي وفيفا) منذ انتهاء تصفيات كأس العالم 2002 حتى يومنا هذا، ولم يرفّ جفن لرئيس اللجنة الاولمبية الكويتية احمد الفهد إلا اليوم بعدما اقتضت الضرورة مغازلة الصوت العراقي لتعضيد حملته المثيرة للجدل بدعم البرنامج الانتخابي للمرشح البحريني سلمان بن ابراهيم ، والتحرك صوب رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي لبحث السبل الكفيلة لاخراج العراق من قيد (فيفا) والسماح للمنتخبات الوطنية بالتباري على ارضها ، ما يؤكد ان هناك مساومات صريحة تحت شعار (هات وخذ) تنفذ بروح الاخوة أمام الجمهور ومشروطة بالتزامات انتخابية لا يمكن لحمود وحمودي القول عكس ذلك وهما يبرئان رحلتهما للكويت من سيناريو الفهد بتحشيد معسكر يقدم فروض الولاء لـ(موّكله)!
ان المرشحين الثلاثة هم اخوتنا من العرب الاقحاح ولهم تأريخهم المشرف والمبارك في خدمة الكرة العربية والآسيوية ويتمتعون بعلاقات جيدة مع جميع الاتحادات باستثناء ما طفى على سطح الصراع الانتخابي منذ ثلاثة اشهر ودعا الى انقسامات وخنادق بدافع تشكيل (لوبي) مؤثر ليوم الحسم في الثاني من أيار المقبل ، ولم نفاجأ لما يدور في الأروقة البحرينية والاماراتية من حملات تكتل ومناورة مع استغرابنا لاشارة الانسحاب التي بدرت من المِدلج تنازلاً للسركال ما تعني فراغ الترشح السعودي من الهدف في محاولة لزيادة الضغط على ابن البحرين ليس إلا وهي اشارة لا تليق بمكانة الاتحاد السعودي الذي عرفناه قائداً خليجياً في شؤون الكرة منذ زمن الراحل فيصل بن فهد ولم يكن يوماً تابعاً أو لاعب احتياط!
صراحة ، إن الفشل الذريع الذي واجهه اجتماع عمّان في السادس من آذار الحالي بعدم تبني توصيات موضوعية تجمع الفرقاء وتبطل (الصواريخ الاعلامية) التي تعد في بعض ( الستوديوهات ) المتورطة لتأجيج نيران الأزمة بدلاً من اخمادها، يجعلنا نتحذر من أية عهود (مجانية) تمنح للعراق أزاء تلبية حقوقه ولابد من اللجوء الى الحكومة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة لتفعيل المقترح السابق بتشكيل لجنة من خبراء متخصصين وملمين بالتفاوض مع الاتحاد الدولي (على غرار حماسة الفريق المعترض لدى محكمة كاس ولهاثهم لكسب الدعوى بوثائق بيّنة) لتهيئة الاجواء المثالية والمساعدة على رفع الحظر وعدم ترك مصيره في لعبة انتخابية تنتفي حاجتها الى الصوت العراقي بعد ضمان الجلوس على كرسي الرئاسة بدعم لوجستي من كبيري رجالات الكرة في العالم (جوزيف بلاتر وميشال بلاتيني) اللذين تلقا نداءين عاجلين من السركال وابن ابراهيم للدخول على خط الضغوط وحلحلة مشكلة العرب وتناحرهم وتفرقهم في غرب القارة على العكس من جامع قلوب الشرق وموحده التايلاندي ماكودي، وا...أسفاه.