TOP

جريدة المدى > كردستان > كردستانيات : الشباب والهجرة

كردستانيات : الشباب والهجرة

نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 06:49 م

وديع غزوانمثل كل محافظات العراق الأخرى عانت مدن إقليم كردستان لسنوات طويلة من الإهمال والتهميش، بل ربما لا نبالغ اذا قلنا ان ما تعرضت له من حملات إبادة ومطاردات وتعذيب وتقتيل لأبنائها إبان الأنظمة المتعاقبة،
 فاقم من معاناة اهلها ودفع بالكثير من أبنائها خاصة الشباب منهم الى الهجرة وترك مرابع الطفولة والصبا. ومنذ عام 2003 دأبت الجهات المختصة في الإقليم على رسم برامج ووضع آليات عمل لاستعادة أبنائها الذين تركوه قسرا للإفادة من خبراتهم في عملية التطور والنهضة ، خاصة بعد ان صار بمقدور هذه الجهات التحرك بشكل اكثر مرونة وحرية في دول العالم ، وإدامة وشائج التواصل مع الجاليات الكردية المنتشرة في بقاع العالم. ويبدو ان سلطات الإقليم كانت واعية ان هذه المهمة تتطلب اولا خلق عوامل جذب لأبنائها وفي مقدمتها الأمان والقناعة بان هنالك ما يستدعي العودة لأحضان المدن التي غادروها.. لم تلجأ في ذلك الى إجراءات قسرية او إدارية، بل اتخذت طريق الحوار والنقاش وبناء العلاقات الإنسانية سبيلا للوصول الى هدفها هذا وترك الخيار لمواطنيها فيما يخص تقرير الطريقة التي يرتأونها لخدمة وطنهم . ومع اننا لا نمتلك إحصاءات عن عدد الذين عادوا واستقروا مجددا في مدن الإقليم، لكن ما تشير اليه الأخبار ومصادر المعلومات الرسمية ومنها بشكل خاص دائرة العلاقات الخارجية وهيئة الاستثمار، ان هناك تواصلا مستمرا بين الإقليم وبين مواطنيه في دول العالم ،كان من نتائجه إسهامهم في حملات الاعمار وإنشاء المشاريع المهمة، بل كان لهم دور في جذب الاستثمارات الأجنبية وفي التعريف بالقضية الكردية وبناء وتطوير علاقات سياسية واقتصادية متينة مع أصحاب مراكز القرار في الدول التي يقطنونها . ومع ان البعض يطرح موضوعة نزوع شباب إقليم كردستان الى الهجرة كمشكلة، الا ان هناك من يعدها غير ذلك ويعزوها الى التركيبة النفسية لهذه الشريحة التواقة الى استكشاف معالم جديدة يوفرها السفر الى دول العالم وليس بغرض الهرب.. كما ان وجود جمعيات أدبية وثقافية واجتماعية متنوعة في اغلب الدول التي تتميز بكثافة تواجد الكرد فيها كفيلة بعدم ابتعاد هؤلاء الشباب عن وطنهم الأصلي وإبقاء روابط التواصل بهذه الطريقة او تلك بينهما . والشيء المفرح ان الذي يميز الأغلبية العظمى ممن اختاروا العيش في هذا البلد او ذاك، تركهم كل خلافاتهم الفكرية او الحزبية جانبا وإلقاؤها وراء ظهورهم من اجل المصلحة العامة العليا. صحيح ان الطموح في جوانبه الإنسانية يتجه الى عودة هذه الكفاءات الى أوطانها، ولكن ليس هنالك من ضير في بقائهم في الخارج ماداموا راغبين بذلك وما داموا على تواصل ويؤدون واجباتهم تجاه وطنهم ومدنهم وأهلهم على أكمل وجه ، بل ان البعض يجدون ان وجودهم في البلدان التي اختاروها اكثر نفعا.. ونظن ان التواصل الإنساني بينهم وبين الجهات المسؤولة في الإقليم قد خلق قاعدة راسخة من الفهم المشترك نتيجته خدمة الصالح العام قبل كل شيء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram