السُلْطة، لغة، اسم مشتق من الفعل سلط. والسَّلاطة، في بعض من معانيها، تعني القهر. والعراقيون إذا استبدلوا السين بالزاي، تصبح "زلاطة". و "الزلاطة" كما تعلمون أنواع. وان كانت مرتبطة بالأكل فهي في زمن العجائب بعراق اليوم قد ترتبط بالحكم. فهناك حاكم عنده الحكم "زلاطة". لا يقرأ ولا يفكر ولا يشارك الناس همومهم ولا يتحمل أي مسؤولية حتى لو سالت دماؤهم انهارا. زلاطة!
فمن يريد أن يحكم على طريقة السيد المالكي، مثلا، لا يحتاج غير موبايل ومنطقة محصنة، كالخضراء، وفضائية أو فضائيات تحت خدمته يتحدث من خلالها متى شاء أو أحب، ويحتاج أيضاً الى خلطة "زلاطة" من نوع خاص ومجموعة توابل: حبتا طماطم من نوع "الفتلاوي" وخس "بياتي" وخيار "ساعدي" وملح من نوع "العسكري" وبضع أوراق من نبتة "الجعفري". تخلط جيداً ثم يضاف لها خل "مريم" وتتبل ببهارات "العبادي" وفلفل "ياسين" وشيء من زيت "الساعدي". تترك لمدة ولايتين وتُهيأ للثالثة برشة من "الشابندر". وعندما تتم سموها سَلَطَة أو سُلْطة، فلا فرق بين الاثنين في عراق ما بعد "التغيير". ان شئتم يمكنكم أن تسموها "زلاطة المالكي" لتمييزها عن غيرها من "زلاطات" الكتل الأخرى.
ذكرني مروري على "الشابندر" أن للسَلاطة معنى آخر غير القهر وهو طول اللسان. فالشابندر، الذي خرج قبل أيام في لقاء مع الإعلامي أنور الحمداني، مارس السَّلاطة من باب السُلْطة. فعندما كان الإعلامي يتحدث لمحت وجه النائب متجهما. ظننته حزينا على ما حل بالعراق من مجازر يوم الثلاثاء الفائت حتى ظننته سيبكي خجلا من عجز الحكومة عن حماية أرواح المواطنين. فوجئت بأنه عكس ذلك تماما. كان مهاجماً عنيفاً وكأنه جاب القاعدة من ذيلها أسيرة ذليلة.
وصف الشابندر وظيفة الإعلامي بأنه مجرد مقدم برنامج أو مذيع لا يحق له محاسبته، هو أو أي عضو برلمان أو وزير. أراد أن يقول له: نحن سلطة. ونسى بأن الإعلامي سلطة أيضا. انه ابن السلطة الرابعة التي هي أهم من كل السلطات في البلدان المعتبرة. ومن يختار أن يكون مسؤولاً، وهي وظيفة عامة يعتاش صاحبها على المال العام، فهو عرضة للمساءلة وحتى السخرية إن اقتضى الأمر. ليت الشابندر وغيره يخصص يوماً من أيام الجمعة لمتابعة الإعلام المصري وخاصة باسم يوسف ليفهم معنى ما أقوله.
أقول هذا وأذكّر الشابندر، وكلّ السياسيين الإسلامويين، بأن الله، الذي يدّعون أنهم "دعاة" دينه، منح الحق للمواطن العادي أن يوقفهم على طولهم ويسألهم ما يشاء. وعلى من يريد تجنب ذل السؤال، إن وجد السؤال مذلاً، أن يجلس في بيته أو يختار وظيفة أخرى غير وظيفة خادم أو كبير خدم الشعب. وقفوهم انهم مسؤولون.
لم يغضب الشابندر من أجل الدماء التي هدرت والبيوت التي هجمت وهو مثل حكومته عاجز عن أي فعل، وظل "يعوعي" وكأنه لا يدري بان قدميه غارقتان بدم العراقيين بفعل فشل دولة قانونه وانشغالها بحماية نفسها.
والأغرب من كل ذلك أن النائب الفائز بـ"التعويض" وليس بالانتخاب يطالب الإعلامي بالاعتذار وكأن الأخير هو القائد العام للقوات المسلحة والأمن والمخابرات والدفاع والداخلية ورئيس الوزراء، وقد حمى عياله وأحفاده تاركاً عيال الناس تحت رحمة من لا يعرف الرحمة.
سيد الشابندر لا نطالبك بالاعتذار إذ:
واضح بعد ما تحتاج تتعذر
من ذبلت "الكصّة" ولونها اتغير
جميع التعليقات 4
المدقق
ان الاعتذار هو من شيم الابطال ولكنكم من اين لكم البطولة وانتم تسكنون في عواصم العالم وتتركون شعبكم يقاسي ثم تاتون وبكل صلافة وعنجهية وتضعون اللوم على اناس لم يدخروا جهدا للقيام باعمالهم لكنكم مع ذلك تنتقدونهم وتدعون المسبب الحقيقي لكل الام العراق وتقومون
نوار الحسيني
صح السانك مثل ما يكول المثل ( اقصفوهم بالمقالات وافضحوا امرهم فانهم فتية مرتزقه تعلموا ان يعتاشوا عاى السحت والحرام وهذا ديدنهم )الغرور الذي يتملك القزم الشابندر ستجعل منه اضحوكة للعالم لنرى الايام ماذا تفعل به ((( ان غدا لناظره لقريب )
Ali Amir
Very good article,mr hashim
khalidweis
الافكار والمخطط الايراني لتدمير العراق. فرسانها الشابندر والمجيد واشهرستاني من اتباع دولة الا قانون. لكن الحيف كل الحيف من العراقيين الذين ينتخبون هولاء المرتزقة ...