تلميذة عمرها 11 سنة توفيت منذ عشرة أيام أثناء ما كانت تتلقى العلم في مدرستها. المعلومات الرسمية أكدت أن الوفاة كانت بالسكتة القلبية، فللتلميذة معاناة سابقة من متاعب في قلبها. المعلومات غير الرسمية أفادت بان التلميذة التي توفيت في الطريق من المدرسة الى المستشفى تعرضت في الصف الى تعنيف من معلمة لها ضربتها بكتاب على يدها، لكن ادارة المدرسة نفت ذلك.
أياً كانت التفاصيل فان الخبر عادي، ويحدث مثله يومياً تقريباً في مختلف انحاء العالم، ولا يلتفت اليه أو يهتم به سوى عائلات الموتى وجيرانهم، ولا تنشره وسائل الاعلام، الا الصحف المحلية أحياناً اذا كان المتوفى من عائلة معروفة في مدينته.
لكن وفاة التلميذة ذات الإحدى عشرة سنة منذ عشرة أيام صارت خبراً رئيساً في بلادها، الكويت .. نعم الكويت جارتنا الجنوبية الصغيرة، فحال إعلان خبر الوفاة، بل قبل اعلانه في وسائل الإعلام، تقدّم وزير التربية والتعليم العالي الكويتي الدكتور نايف الحجرف باستقالته من منصبه ووضعها تحت تصرف رئيس الوزراء، محملاً نفسه المسؤولية عن هذا الحادث بحكم منصبه "استشعاراً لمسؤوليتي السياسية والأدبية".
نعم حدث هذا في الكويت منذ عشرة ايام، والوزير المتقدم باستقالته الذي اجتمع على الفور بمسؤولي التربية في منطقة الفروانية حيث وقع الحادث في احدى مدارسها ثم انتقل معهم الى دار عائلة التلميذة المتوفاة لمواساة أهلها وتعزيتهم، قال في تصريح للصحافة "أحطت رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بحادثة الوفاة، ولأنني مؤمن بأن أبناءنا الطلبة هم من مسؤوليتي الشخصية، فإنني أتحمل مسؤولية ما حدث بدون أي تقصير من المسؤولين في الوزارة"، وكرر القول ""أنا مسؤول عن كل طالب وطالبة في المدارس، وأتحمل مسؤوليتي السياسية بعد وفاة الطالبة وأقدم استقالتي".
لا ادري إن كان كبار المسؤولين في دولتنا، العراق الكبير العريق العظيم، بمن فيهم رئيس الوزراء والوزراء ونائب رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس النواب ورئيسهم ونائباه والقادة الأمنيون قد عرفوا بهذا الأمر .. نفسي أعرف، إن كانوا قد عرفوا به، ماذا قالوا في دواخلهم.. هل أكبروا في الوزير الكويتي فعلته أم ضحكوا منه؟
هنا، في عراقنا الكبير والعريق والعظيم، تُزهق كل يوم بالجملة أرواح بريئة، وكل اسبوع تقع سلسلة واحدة في الأقل من التفجيرات الإرهابية التي يذهب ضحية لها المئات من العراقيين الأبرياء.. ومن أول وأهم أسباب هذا الهدر الهائل في ارواح العراقيين تقصير أجهزة الأمن والأجهزة الدولة السياسية ايضاً، ولكن لا أحد يتحلى بالشرف العسكري أو المدني ولا بالحس الوطني والضمير الانساني لكي يتقدم باستقالته كما فعل وزير التربية والتعليم العالي في جارتنا الصغيرة، أو في الأقل لكي يعتذر إلى عائلات الضحايا.
كل ما خرج به القائد العام لقواتنا المسلحة، رئيس الوزراء، أخيراً انه لام المسؤولين الأمنيين وهددهم بالطرد والسجن إن تكررت مجزرة الثلاثاء الماضي. ولكن يا سيادة القائد العام هذه المجزرة لم تكن الأولى ولا الثانية من نوعها لكي تكتفي بلوم رجالك وتهديدهم بالطرد والسجن .. إنها المرة المئتان بل الثلاثمئة في عهدك.. كان عليك ان تطرد رجالك وتسجنهم منذ زمن .. بل كان عليك أن تعتذر إلى شعبك عن عدم قدرة حكومتك عن تحقيق الأمن، فضلاً عن جلب الخدمات ومكافحة الفساد.. الخ .. بل كان عليك أن تتحمل المسؤولية السياسية والأدبية وتستقيل، كما فعل وزير التربية في جارتنا الجنوبية الصغيرة.
لِمَ لا نكون كالكويتيين؟
[post-views]
نشر في: 22 مارس, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 5
المدقق
اتعرفون لماذا يحصل هذا في الكويت ولا يحصل عندنا ؟؟ لان في الكويت رجال قلبهم على بلدهم ولا يريدون تمزيقه كما تفعلون انتم ... فلاحظوا الساسة والاعلاميين والطوائف ورؤساء الاحزاب والكتل السياسيةفي الكويت وقارنوها بمثيلاتها في العراق عندها ستعرفون السبب .. وا
ابو هبة
السيد عدنان حسين المحترم تحية طيبة من ارض المهجر لك ولعراقي الجريح الذي تزهق أرواح أبنائه بالمئات شهريا ، والسادة السلاطين يبحثون عن تجديد لولاية ثالثة في غياب دولة القانون في مفاصل الحياة الاجتماعية و الأمنية و الاقتصادية ، و كان هؤلاء العراقيين ينحرون ي
علي الخزعلي
هؤلاءلايعرفون معنى المسؤليه الادبيه والمعنويه ولاحتى الوطيفيه لانهم لم يخطر ببالهم يوما ان يجلسو في هكذا مناصب التي كبقرو بها واستقالتهم تعني بالنسبه لهم فقدان مكانتهم ولهذا لايهمهم لانهم لم يعطو للمنصب هيبته ومكانته بل المنصب اعطاهم الهيبه ولو مات الشع
محمد سلمان
الاخ العزيز عدنان المحترم لا العسكرين ولا المدنين ولا رجال الدين ولا السياين يتذرون لانهم لا يعرفون هذة الكلمة عليك تعليمهم لمدة 500 سنة حتى يتعلمونها اجوا المطلبة من الشعب العراقي كله بالمطلب على الغاء جميع رواتب اليئاسات وكل من يقترب منهم بالعمل
MOON SALEH
روى لي احد معارفي ، انه خلال الحرب الايرانية العراقية، رجعت دبابة يقودها عريف من اهل الجنوب في اللواء 19 وقتلت سهوا احد اولاد عم( صدام حسين) وكان برتبة ملازم، اعدم السائق فورا، وحل تشكيل اللواء19 من الجيش العراقي. لان ابن عم صدام دهس. وكان يومها يموت المئ