ياسين طه حافظأُعاوِدُ بعضَ الأغاني القديمةِ،كاسيتُها متعَبٌ وعليه غبارٌولكنني اشتقتُ اسمعُبعضَ الأغاني القديمة.ففي غرفةٍ كالمتاهة قفراءَأحسُ بأنيَ في وحشةٍوبأني اتيهُفأصبو لعشق يُتيّمُ روحيبصدٍ ووصْلٍكما في الأغاني القديمة.فلو أصحب الآن صوتَ محبّ ٍيم
ياسين طه حافظ
أُعاوِدُ بعضَ الأغاني القديمةِ،
كاسيتُها متعَبٌ وعليه غبارٌ
ولكنني اشتقتُ اسمعُ
بعضَ الأغاني القديمة.
ففي غرفةٍ كالمتاهة قفراءَ
أحسُ بأنيَ في وحشةٍ
وبأني اتيهُ
فأصبو لعشق يُتيّمُ روحي
بصدٍ ووصْلٍ
كما في الأغاني القديمة.
فلو أصحب الآن صوتَ محبّ ٍ
يمرّغُه الحبُّ، يموتُ صراخاً!
وألمح تلك الحبيبةَ مثل نباتٍ طريٍّ
تميلُ وتبعُدُ
أو تستريح لأحزان عاشقِها فتزَيدَ العذابا.
وقد تتراكض مخطوفةَ اللونِ
ترقبُ في حذَرٍ من خصاصِ
لتُسمِعَهُ كِلْمَتينِ وتغلقُ بابا...
وقد تستثيرهُ في نظرةٍ لسواهْ
والتفاتٍ كذوبٍ إلى غير ما احدٍ
وتؤجج نارَ هواه
فتشعلَهُ غيرةً وارتيابا
وهي إن أقبلت من بعيدٍ
تميطُ الحجابا
وحين الوصولِ
تشدُّ عباءتَها
تتجاوزُهُ حلوةً تتصابى.
يا حياةً ملوَّثةً ، يا سماءً مغيمه
غَنَجٌ مُسْكِرٌ
وحياةٌ مُدّلَّلَةٌ في الأغاني القديمة !
غرفتي الليلةَ موحشةٌ لا حياة
فلو أسمع الآن ذاك الغناءَ
المعذََّبَ يخترقُ الكون في الليلِ ،
لو بَرَحٌ موجِعٌ يسحقُ قلبي
كما في الأغاني القديمة!
يا لَذاك اللهيب الذي ضاعَ منا
أسمع العاشقَ يجأرُ ، صيحتُهُ
تصعد من روحهِ للسماواتِ :
"ابتعدتَ حبيبي"!
وهي تضّاحكُ إذ يشتكي صدَّها
وهو مستأنِسٌ أن تلومَه.
تعلمنا الحبَّ
هذه الأغاني القديمة !










