TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > تفجيرات الأحد تذبح البراءة في حضانة أطفال وزارة العدل

تفجيرات الأحد تذبح البراءة في حضانة أطفال وزارة العدل

نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 06:58 م

ايناس طارق – وائل نعمة بغدادذهب زهاء 70 طفلا كانوا في حضانة وروضة وزارة المالية ضحايا لعمل ارهابي، واليوم نحو هذا العدد من الاطفال ذهبوا ايضا ضحايا لتفجير الاحد الدموي والذين كانوا موجودين في حضانة وزارة العدل لحظة القيامة التي اتتهم في غير موعدها! في روضة مجلس القضاء الاعلى الواقعة في الطابق الارضي من وزارة العدل،
تناثرت اشلاء الاطفال وتطايرت احلامهم مع غبار التفجيرات ، وتحولت الروضة في لحظات الى ركام من الدمى والأسرّة والصور. 50 طفلا بين شهيد وجريح، من اطفال الموظفين في الوزارة ، كانوا ضحايا لتفجير اعمى، لا يمكن تبريره تحت اية واجهة أو شعار. انتظار الأمهات ماذا بإمكانك ان تصف أو تقول عن منظر امهات يقفن عند ابواب وزارة العدل بانتظار ان ترى الواحدة منهن طفلها يخرج اليها من بين ركام الموت كما اودعته صباحا في الحضانة ! تقول سندس (موظفة في وزارة العدل) :>تهشم زجاج النوافذ، قتل الناس بالداخل ورأيت موظفين بالوزارة وحراس أمن من بين الضحايا، اصاب الهلع جميع الموظفين خصوصا الامهات ، بعد ان اصبن وغرقن بدمهن بدأن بالصراخ والبكاء وهن يحاولن النزول من الطبقات العليا لانقاذ اطفالهن في الروضة التي تقع في الطبقة الارضية. سارة احمد موظفة في الدائرة الادارية كانت حزينة وتبكي بشدة لفراق ابن زميلتها الذي كان يلعب مع الاطفال في الروضة ، تقول: جئت اليوم لاتفقد ابن زميلتي الموظفة في قسم الرواتب بعد ان جرحت في الانفجار ونقلت الى المستشفى ،ولانها لاتستطيع المغادرة طلبت مني ان ابحث لها عن ابنها احمد البالغ من العمر خمس سنوات لعلي اجده على قيد الحياة ! والحقيقة المرّة هي ان الطفل احمد قد تحوّل الى جثة هامدة بين الانقاض .فهل بالامكان تصور حالتي ووضعي النفسي وانا اخبرها بموت طفلها ! يقول ميثم كاظم موظف في الوزارة وهو مصاب بجروح طفيفة في يديه ووجهه لكنه كان شديد التوتر والقلق: انا هنا منذ ليلتين لعلي اجد ابني حيدر البالغ من العمر اربع سنوات الذي كان بصحبتنا في ساعات الصباح الباكر ، فانا موظف وزوجتي ايضا وقبل حدوث الانفجار جاءت والدته اليه وقدمت له بعض انواع الشكولاته التي طلبها في ذلك اليوم المشؤوم ، لكن لا اعلم اين اصبحت والدته وماهو مصير حيدر؟! ذهبت الى جميع المستشفيات لم اجد جثتهما ، والان الرجال الذين يرفعون الانقاض يقولون ان جثتيهما قد تكونان تطايرتا اشلاء بسبب قوة العصف ولااعلم ماذا افعل ، انا في حيرة من امري،لكن اريد ان اسأل المجرمين.. ماذا جنيتم من فعلتكم هذه؟ اختلف العدد والضحية واحدة البعض يقول ان عدد الاطفال في الحضانة كان 70 طفلا واخرون قالوا انهم 50 ولا احد يعلم العدد الصحيح غير المعلمات اللائي اصبحن ضمن الضحايا ايضا و المعلمة التي انقذت هي الآن في اروقة مستشفيات بغداد تصارع الموت لان الاصابة كانت في الراس . وذكر عدد كبير من رجال الامن المسؤولين عن حماية وزارة العدل ان عدد الاطفال المصابين كان كبيرا جدا فضلا عن وجود اطفال غادروا الحياة فور حدوث الانفجار او اثناء نقلهم الى المستشفيات لان غالبية اصاباتهم كانت في الراس نتيجة سقوط السقوف الثانوية. شاهد عيان اما المواطنون فقد قالوا ان ما يقارب 30 طفلا تم نقلهم وهم ينزفون دما الى المستشفيات ومنها مستشفى الطفل العربي والكندي والكرامة، يقول احمد وهو رجل امن في وزارة العدل: لقد نقلت ما يقرب من عشرين طفلا بعضهم كانت اصاباته بليغة والبعض الاخر طفيفة وقد ساعدني اصحاب المحال القريبة والمواجهة لبناية وزارة العدل بنقلهم لكن بعد ذلك لا اعلم مصير بقية الاطفال لانني بدأت بمساعدة رجال الانقاذ لنقل الضحايا من الموظفين وذلك بحكم وظيفتي. البحث عن لعبة طفل استطعنا الدخول الى مبنى الروضة لكن بصعوبة وحذر لان السقوف والزجاج كانا لا يزالان يتساقطان بين لحظة واخرى، وما شاهدناه من دمار وسقوط سقوف وتحطم زجاج، وانقلاب الاسرة وتناثر وتمزق لعب الاطفال كان كاف لتصور ماحصل للاطفال وعدد الشهداء فيهم فضلا عن الجرحى.وقد قال لنا العقيد سعد خلف مسؤول امن الوزارة :لايمكن اعطاء احصائيات دقيقة عن عدد الاطفال المصابين ، لكن غالبية الاطفال هم على قيد الحياة واصاباتهم كانت طفيفة ، ولا تثير القلق ، وفيما يخص عدد الاطفال الموجودين اثناء حدث الانفجار قال سعد خلف: انهم كانوا بحدود 70 طفلا. في اثناء حديثنا مع العقيد ، شاهدنا الام فاطمة تجهش بالبكاء وتبحث بين لعب الاطفال عن لعبة ابنتها مينا! ليلة الشموع بعد ان تركنا الالم والحزن في الروضة المهجورة المسكونة بأرواح الاطفال الابرياء ، توجهنا الى الاهالي من سكنة المنطقة المقابلة للوزارة والذين جلسوا على الارض وقد قضوا ليلتهم الحزينة الطويلة على الرصيف ، وتركوا الهواء يدخل ويخرج عبر نوافذ بيوتهم المحطمة دون استئذان. يقول كريم ابو محمد(40 سنة)، وكان قد افترش الرصيف ليلة الانفجار، وعيناه تعلقت بالرافعات والجرافات التي ما سكت صوتها بحثا عن الاشلاء. ابو محمد أحد سكنة الشقق التي تقع مقابل وزارة العدل التي اصابها احقاد القتلة بالدمار قال: كيف لي ان ادخل الى الشقة ولم يبق فيها غير جدران صامتة ، فالسلالم التي تؤدي اليها قد سقطت ، واضاف : لقد ارسلت اهلي الى اقاربهم وانا بقيت هنا وحدي قرب الشقة مواساة للجيرا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram