أبو ظبي / المدى
اختارت مجلة (فارايتي) الأميركية المخرج المصري يسري نصر الله لمنحه جائزة (أفضل مخرج الشرق الأوسط) لهذا العام.
ويشارك نصر الله في المهرجان الذي انطلق الخميس الماضي بفيلم (بعد الموقعة) الذي يتناول جانباً من الاعتداءات التي وقعت في الثاني من فبراير/ شباط 2011 على المحتجين السلميين الذين طالبوا بإسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك والمعروفة إعلاميا بموقعة الجمل، والتي كان لها دور حاسم في التعجيل بخلع مبارك. ويعرض فيلم نصر الله خارج المسابقة بعد أن شارك في مهرجانات منها (كان) في أيار الماضي.
قال انتشال التميمي مدير البرامج العربية في المهرجان: إن الجائزة بدأت في عام 2007 مع انطلاق الدورة الأولى لمهرجان أبوظبي ومنحت في السنوات الخمس الماضية إلى اللبنانية نادين لبكي والأردني أمين مطالقة والفلسطيني إيليا سليمان والعراقي محمد الدراجي والإيراني أصغر فرهادي. وقام علي الجابري مدير المهرجان بتسليم الجائزة إلى نصر الله.
ومن الأفلام المهمة التي عرضها المهرجان فيلم (حجر الصبر) للمخرج والروائي الأفغاني عتيق رحيمي ضمن مسابقة (آفاق جديدة)، وهو عن امرأة تتحدث بصراحة مطلقة حين يقع الزوج في غيبوبة وتقول رأيها في عالم قاس يحكمه رجال مدججون بالسلاح والأيديولوجيا ولا يجيدون إلا صناعة الحروب لأنهم فشلوا في الحب.
يبدأ الفيلم بهمسات امرأة تدعو "يا قهار" وتمتد يدها بأدوية إلى رجل مفتوح العينين ويبدو في سن أبيها ثم يتضح أنه زوجها أحد المسلحين والذي أصابته رصاصة في إحدى المعارك واستقرت في رقبته وأصابته بموت سريري وتخلى عنه رفاقه، تاركين جسده المقبل على الموت بين يدي زوجته وابنتيه الصغيرتين.
وحجر الصبر في الأسطورة الأفغانية مستودعا لأسرار وهذيانات. ولكن الزوج هنا يتحول إلى (حجر الصبر) تعترف له الزوجة بأسرار عن أسرتها وعن علاقتها به وبغيره من الرجال.
وعرض الفيلم بحضور بطلته الممثلة الإيرانية غولشفتي فراهاني ومخرجه الروائي الأفغاني عتيق رحيمي. ويلخص الفيلم في 98 دقيقة جوانب من آثار الحرب في أفغانستان، وقال رحيمي بعد العرض :" ليس باحثا في علم الاجتماع ولكني مخرج.. لا أبحث عن حلول"، موضحا أنه يقدم قصة إنسانية من بين قصص تحدث كثيرا.
وشهد أمس عرض الفيلم الفرنسي (المطبخ الراقي) الذي أخرجه كريستيان فينيسيت الذي سبق له أن فاز بجائزة السيزار عام 1990 عن فيلمه الروائي الأول (المتكتم). يتمحور فيلمه هذا (المطبخ الراقي) حول الطعام وولع الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران به.. حيث يقوم بتعيين أوتينز لابوري وهي طاهية معروفة لتكون طباخته في قصر الاليزيه لكي يحظى بفرصة تذوق أشهى الأكلات.. وفي كوميدية بإيقاع سريع نتابع أحداث هذا الفيلم .
وضمن مسابقة (آفاق جديدة) عرض فيلم "المغضوب عليهم" للمخرج محسن بصري وهو فيلم عن ثلاثة أصوليين إسلاميين يختطفون مجموعة عمل، بناء على أوامر قائد روحي. سيحضر بصري هذا العرض إلى جانب بطلين من الفيلم هما عبد نبي البينيوي وأمين الناجي.
وتميزت مسابقة الأفلام الوثائقية هذا اليوم بعرض فيلم "محمد أنقذ من الماء" وهو فيلم يعالج مواضيع الفقر والصحة العامة من خلال قصة عن صبي يعاني من قصور كلوي بسبب تلوث الماء. وشارك في العرض المخرجة صفاء فتحي التي استوحت الفيلم من تجربة خاضها أخوها وستحضر أيضاً المنتجة دلفين موريل.
وضمن الندوات المصاحبة لمنهاج المهرجان قدمت المونتيرية العالمية المعروفة فرانسواز بونو درسا في المونتاج السينمائي مع فرانسواز بونو.
حصلت فرانسواز بونو على الإلهام من والدتها المنتجة مونيك بونو، لتصبح واحدة من أفضل العاملين في هذا المجال على امتداد العقود الأربعة الماضية. وقد تعاونت طويلاً مع المخرج اليوناني الشهير كوستا غافراس، وحازت جائزة أوسكار عن فيلم "زد" عام 1969، وجائزة "بافتا" عن فيلم "المفقود" عام 1982. كما عملت مع العديد من أساطير السينما مثل رومان بولانسكي وجان جاك أنو وجولي تايمور.