أحمد الرميثي عاد الموسيقار أحمد مختار من جولة موسيقية شملت خمس مدن سويسرية، حيث حل مختار ضيفاً على مهرجان المتنبي الشعري التاسع باستضافة المركز الثقافي العربي السويسري الذي يديره الشاعر علي الشلاه حيث شاركت في المهرجان نخبة من الشعراء العراقيين والعرب والأجانب القادمين من العراق ودول اوروبية وعربية.
قدم مختار برنامجاً خاصاً لكل امسية حيث عزف في افتتاح المهرجان بمدينة زيورخ أعمالاً موسيقية مستوحياً اياها من قصائد شعرية لشعراء عرب واجانب مثل محمود درويش ، و مظفر النواب ، وبلند الحيدري ، و في امسيتي مدينة بيرن وجنيف قدم أعمالاً صوفية مثل "دعاء" و" وجد" و"سماع" ، حيث ظهر تأثير الصوفية الموسيقية في مؤلفات مختار في الفترة الاخيرة، و في امسية مدينة لوكانو قدم الموروث العراقي بصيغ معاصر وحداثوية ، اما في امسية مدينة بازل فقد قدم أعمالاً مستوحاة من تجربته في المنفى التواقة للحرية مثل "رثاء النخيل" و" ضوء في نهاية النفق" و" اشتياق". تميزت أعمال مختار الموسيقية بالعمق التأليفي، و الحياكة الموسيقية التي تحمل الروح العميقة لتصوير الفكرة، كما كان الاتقان بالعزف ميزة دائمة في العروض، اتسمت اعماله بالنخبوية لما تحتاجة من عمق و تركيز في الانصات للتواصل، وكانت هناك مسحة صوفية واضحة في اعماله ومما يذكر ان لمختار مشاركات عديدة مع الشعراء بدأت منذ 1990 مع مظفر النواب مرورا بأسماء اخرى ، وانتجت هذه التجربة العديد من المؤلفات الموسيقية المستوحاة من القصائد، كما نتج ذلك عن ابتكار مختار أسلوب المحاكاة الشعرية و ليس المرافقة الشعرية و الاول يضمن حضور الموسيقى و الشعر بشكل متواز، كما خلص الموسيقى من تبعيتها للقصيدة واظهر موسيقى القصيدة الداخلية، لذا استحق احمد مختار لقب شاعر العود الذي اطلقة عليه الناقد الموسيقي السوداني معتصم الأزيرق بجدارة.
شـــاعــــر الـــعــــود الـــعـــائــــد مـــن ســــويـــســــرا
نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 07:02 م