بعد أن شاهدت مقطعاً على اليوتيوب أُخذ عن لقاء متلفز بين الشيخ صلاح العبيدي والنائب حنان الفتلاوي، عادت بي الذاكرة لحدث قديم. فذات يوم زارني صديق من الشعراء الشعبيين مهموما لأن زوجته تركته وراحت زعلانة لأهلها. حاول صديقي إرجاعها لكنه فشل في إقناع أمها بالسماح لها بالعودة. كانت والدتي تحبه، لذا توسلها أن تذهب لأم الزوجة لعلها تحل المشكلة. أخذت أمي معها أختي الكبيرة وقصدتا أم المحروسة. بعد أقل من ساعة عادت الوالدة فبادرتها: بشري. شأبشر يا يمه؟ ما انطتنا أمها درب وأخذتنا فلاحه ملاچه. أكملت أختي: من أول ما طبينه أخذتنا بالصايح وبألف يا علي يالله خلصنا روحنا.
لاح لي وجه أم زوجة صاحبي وأنا أرى الفتلاوي ماخذه الشيخ بالصايح. ومن تأخذ الناس بهذه الطريقة تسمى "صخّابة". والصخب دائما لغة من لا حجة له. كان الموضوع الرئيس بين الشيخ والنائب هو تأجيل انتخابات الموصل والأنبار لأسباب "أمنية" كما جاء في بيان المالكي. قالت الفتلاوي ان "كلبها محروك" إذ ترى الآخرين ينظرون الى تأجيل الانتخابات وكأن " السماء انطبقت على الأرض". صح النوم حضرة النائب، أتظنين أنها لم تنطبق بعد؟ ثم تحاجج الصدريين الذين علّقوا عضويتهم بمجلس الوزراء بأنها كانت ستؤيدهم لو جاء ذلك بسبب الأحداث الدامية الأخيرة التي هزت بغداد. خوش حچي والله. لكن لماذا إذن لم يعلّق وزراء دولة القانون عضويتهم لهذا السبب؟ وعلام لم يؤجّل المالكي انتخابات بغداد وعدد ضحاياها في الأسبوع الأخير، فقط، يعد أضعاف أضعاف ضحايا المناطق التي أُجّلت بها الانتخابات؟
واضح ان النائب تعدّ الحضور أهم من الفعل. المهم عندها هو أن يكشخ الرئيس براس الجالسين. ولا ادري ما نفع رئيس وزراء يواظب على الدوام كل يوم في مكتب مجاور لمنزله لكنه عاطل عن العمل؟ وما فائدة حضوره إن لم يحم أيدي الشعب من أن تقطع بالمئات بحسب وصف النائب؟ وهل يعدّ سائق الباص حاضرا إن هو جلس خلف الستيرن والباص ثابتة في مكانها لا تتحرك؟ أم أن واجبه قيادتها والسير بها على الطريق لينقل الناس حتى يكون لحضوره معنى وفعل؟
تقول النائب إن تأجيل الانتخابات لستة أشهر لا يعد مهما خاصة وان الهدف هو حرمان القاعدة من الصعود لمجلسي الموصل والأنبار؟ حلو. لكن هل من ضمانة للقضاء على القاعدة بعد ستة أشهر؟ ألم تمر ثماني سنوات والقاعدة تسرح وتمرح والجماعة بالخضراء يلعبون بالموبايلات ويصخبون على التلفازات.
هل تتذكر الفتلاوي حالة الأمن في اليوم الذي جرت به الانتخابات العامة العام 2005؟ ان لم تتذكر فأذكرها انه كان منفلتا بالكامل. ومع هذا خرج الشعب، الذي يدعي "الدعاة" أنهم يخافون عليه اليوم، وانتخب. وان كان اختلال الأمن هو سبب التأجيل، ورئيس الوزراء أول من يتحمل اختلاله، فخوفي أن يكون فشل الحكومة في حماية أرواح المواطنين حجة لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة ليظل المالكي رئيسا مدى الحياة. وكيف لا يبقى وقد اثبت الواقع انه افشل رئيس سلطة تنفيذية بالعالم في إدارة الملف الأمني؟ فان زعم أنه سينهي القاعدة بطريقته التي سار عليها طيلة حكمه، فليبشر هو بطول الولاية، ولتبشر القاعدة مثل "مربع" بطول سلامة.
أبشر بطول الولاية
[post-views]
نشر في: 23 مارس, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 3
قاسم عبد الله
كلامك ذهب يا استاذنا الفاضل ..... ولكن ما على الفتلاوي ان تقول وهي عبده حقيره مطيعه لدولة الفانون ثمنا لسكوتهم عن بعثيتها وبعثة شقيقها وانبطاحهم تحت اقدام النظام السابق..... اؤكد لك وللقراء الكرام ان الفتلاوي ومن لف لفهم سيذهبون الى مزبلة التأريخ.... وسي
المدقق
اذا لماذا لا تنتقد السيدة مها الدوري على صياحها وصخبها ايها الكاتب الشجاع ؟؟؟ لو على ناس وناس ؟؟ هزلت ولم يعد ينفع معها الا الطبل وعلى حس الطبل خفن يرجلية ططو ططو ططو ططو
زياد الخفاجي
عاشت ايدك وصح لسانك يااستاذ واريد اضيف ان من يؤجج الفتنة الطائفية هم من على شالكلت حنان الفتلاوي واريد اسالها سؤال لماذا اعيد اخوها للخدمة والالاف الضباط الذين هم خير منهم لم يعيدو خاف هم كان مظلوم في عهد صدام السبب الوحيد لانه شيعي ومزكا من حزب الدعوة فك