TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صولة "مخانيث"

صولة "مخانيث"

نشر في: 23 مارس, 2013: 09:01 م

أثناء متابعة عشرات الإعلاميين  لفضائية (......)  يوم  الثلاثاء الماضي  بانتظار  إطلالة مسؤول للتعليق  أو الإدلاء بتصريح أو أي  موقف  بخصوص  تفجيرات ذلك أمس ، ظهر على  الشاشة محلل سياسي ولخص القضية والمشكلة الأمنية في العراق  بإدانته "المخانيث " ومن يقف وراءهم في  ارتكاب  الجرائم الإرهابية بحق الشعب العراقي ، المحلل كرر مفردة  "المخانيث" أكثر من مرة ، وعلى صدى صوته  كان يتصور أن مفردته   ستلاحق الإرهابيين  وتجعلهم يجرون  أذيال الخيبة ، والهزيمة ، وأثناء  حديث المحلل كانت فضائيات أخرى  تبث  أخباراً عاجلة عن انفجار مفخخات في أحياء متفرقة من العاصمة .
الحديث" التحليلي" تضمن أيضا توجيه شتائم مباشرة  لجهات سياسية ، مشاركة في الحكومة ، لاتخاذها مواقف داعمة  لجماعة "المخانيث " ، لأن تلك الأطراف أعلنت دعمها للتظاهرات الاحتجاجية ، وتجاهل المحلل الإجراءات الحكومية بتشكيل اللجنة السباعية في تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة  ، وعلى وفق نظريته التحليلية ، شمل الوصف الجميع  بلا استثناء ، وفي ضوء ما طرحه المحلل استطاع "المخانيث " أن يجعلوا بغداد مدينة  خالية من المارة ، خشية حصول تفجيرات أخرى ، وسط عجز واضح للأجهزة الأمنية  عن مواجهة صولة "المخانيث " ، وإغلاق هواتف المتحدثين الرسميين في  وزارتي الدفاع والداخلية بوجه الإعلاميين لرفض الرد على أسئلتهم واستفساراتهم  ، وبين  حيرة الإعلاميين في تفسير خطاب المحلل  وصمت الناطقين والمستشارين والمتحدثين الرسميين لم يجد  إعلامي أفضل من استذكار أغنية " جيب الورق جيب القلم خل نكتب هموم وندم" لتكون شعارا  لأهالي بغداد في  هذه الأيام ،  لأن الإرهابيين سيواصلون تنفيذ جرائمهم .
عضو لجنة الأمن والدفاع عن كتلة الأحرار النائب حاكم الزاملي قال في حديث متلفز إن الأيام المقبلة ستشهد المزيد  من الحوادث الأمنية ،  مطالبا الحكومة باتخاذ إجراءاتها في حماية أمن المواطنين ، وذكر النائب أن المجاميع المسلحة المتمركزة في منطقة جرف الصخر شمالي محافظة بابل سينفذون هجمات تستهدف وحدات الفرقة 17 العسكرية  ، والتوجه إلى بغداد لاستهداف الجامعات والمدارس ،وأن هذه  "الغزوة " ستنفذ  لغرض تعطيل إجراء الانتخابات حتى في العاصمة  على حد قول النائب الزاملي الذي سبق أن أدلى بتصريح لإذاعة دولية أكد فيه أن الإرهابيين يتخذون من جرف الصخر ، ومنطقة الجزيرة جنوبي الموصل مواقع لهم  بالإمكان معالجتها  بوحدات عسكرية مدعومة بطيران الجيش .
 إدارة الملف الأمني مسؤولية  جميع الأطراف المشاركة في الحكومة ، ولكن في ظل غياب الثقة ، واتساع الخلاف السياسي ، والتمترس في الخنادق الطائفية  استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المقبلة ،  في مثل هذه الأجواء لا ضمان لاستقرار الأمن،  وتصريحات بعض المسؤولين والنواب ، تؤكد هذه الحقيقة ، حينما يعلقون أسباب الفشل على الصداميين والتكفيريين   واختراق تظاهرات المحتجين من قبل الإرهابيين ،  فاستغلوا الأزمة السياسية الراهنة ونفذوا جرائمهم ،  وأصحاب تلك التصريحات شخصوا السبب قبل سنوات،  وماداموا من المقربين لصناع القرار يتحملون مسؤولية حثهم على شن صولة على من يستهدف أمن العراقيين قبل أن يكونوا ضحايا "  المخانيث " والعلوج .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram