هي ... فتاة مثل غيرها من الفتيات ... نشأت في أسرة متوسطة الحال ... منذ صغرها وأحلامها الكبيرة تقف حائلا بينها وبين الاستمتاع بحياتها ... كانت تنظر إلى زميلاتها وتقول: لماذا لا أصبح مثلهن ... فهن لسن أفضل مني في شيء؟ وكانت تجيب على نفسها قائلة : أنا أ
هي ... فتاة مثل غيرها من الفتيات ... نشأت في أسرة متوسطة الحال ... منذ صغرها وأحلامها الكبيرة تقف حائلا بينها وبين الاستمتاع بحياتها ... كانت تنظر إلى زميلاتها وتقول: لماذا لا أصبح مثلهن ... فهن لسن أفضل مني في شيء؟ وكانت تجيب على نفسها قائلة : أنا أجمل منهن وأذكى لكن تنقصني الدنانير ... أفكار كثيرة كادت تفتك بعقل (هـ) إلى أن التحقت بكلية الفنون وتعرفت على كثيرات ثريات ... كان قلبها يملؤه الحقد على زميلاتها وتمنت لو فعلت أي شيء للحصول على ما يملكنه ... رسمت في خيالها حياة أخرى بعد التخرج وخططت أن تلتحق بالعمل في إحدى الفضائيات الخاصة وتحصل على راتب كبير يتيح لها فرصة تحقيق أحلامها بسرعة ، لكن القدر لم يمنحها تلك الفرصة ففور تخرجها من الكلية حاولت الحصول على الوظيفة التي طالما حلمت بها ، لكن محاولاتها باءت بالفشل إلى أن حصلت على وظيفة في إحدى الصحف كمحررة أخبار وتقارير وكان راتبها ضئيلا لكنها اضطرت لقبول الوظيفة لعدم وجود حل بديل ... ومرت الأيام عليها وهي تعمل في الجريدة التي اعتبرتها حلا مؤقتا للخطوة التالية التي ستقودها إلى حلم الثراء السريع ... تعرفت على زميل لها في نفس الجريدة ونشأت بينهما علاقة قوية وأصبح كل منهما يقص للآخر مشاكله التي تؤرق حياته. وبعد عدة شهور تحولت العلاقة بينهما إلى حب ملأ قلبيهما واتفقا على الزواج بعد فترة حددها الاثنان ... شعرت (هـ) في هذا الوقت بأن همومها ستختفي بعد زواجها من هذا الشاب الذي كان يعمل في قسم التحقيقات ويحصل على راتب جيد ... وتقدم الحبيب إلى أسرتها ووافق الجميع على هذا الزواج وتم تحديد ميعاد حفل عقد القران ... تركت (هـ) عملها بعد أن طلب منها خطيبها ذلك خاصة أنها لن تحتاج لهذه الوظيفة في ما بعد ... ولم يمر سوى شهر واحد حتى فوجئت (هـ) بإحدى صديقاتها تخبرها بأنها رأت خطيبها يصطحب فتاة في سيارته ... غضبت (هـ) عند سماعها هذا الخبر ... واجهت خطيبها بما شاهدته صديقتها وتمنت أن ينكر هذه الواقعة أو حتى يبرر فعلته لكنها فوجئت به يؤكد لها ما فعله وقال لها إنه سئم من غيرتها عليه وانه يريد أن يفسخ الخطبة لأنه لم يعد يحبها ... وقعت (هـ) فاقدة الوعي داخل منزلها ... لم ينتظر خطيبها حتى يطمئن عليها وينصرف ، وإنما انصرف هو تاركا إياها وقد فقدت الوعي ... أفاقت (هـ) وهي على فراشها وحولها أفراد أسرتها ... وجوههم تكسوها نظرة حسره لما حدث لها من هذا الشاب المستهتر الذي فضحته الصدفة وكشفه القدر ... فقد كان يريد التسلية فقط ... ولكن هذه الصدفة لم تمر بخير على الفتاة الجميلة! قررت أن تغلق قلبها وألا تعرض نفسها لمثل هذا الموقف مرة أخرى ... وبدأت تفكر في طريقة أخرى تستطيع من خلالها الوصول إلى حلمها ... عادت إلى الجريدة مرة أخرى لكنها فوجئت برئيس التحرير يرفض عودتها بحجة لا وجود شاغر عندهم في الوقت الحاضر ... أحست الفتاة أن كل الأبواب أوصدت في وجهها واسودت الدنيا في عينيها واستغل الشيطان هذه الحالة التي سقطت فيها (هـ) وبدأ في نصب شباكه عليها والإعداد للعبته الحقيرة التي دمرها بها وصارت ألعوبة في يديه ... راودتها بعض الأفكار ... ترددت لكنها في النهاية ضعفت واستسلمت إلى الحل الذي قدمه لها ويتيح لها تحقيق حلمها البعيد الذي بدأت تيأس أن تحققه ... نزلت إلى سوق الملابس الراقية في المنصور وبعد جولة قصيرة ... اشترت بعض الملابس شبه العارية التي تظهر من جسدها أكثر ما تخفي ... كانت خطة (هـ) بسيطة – هكذا ظنت – تعتمد على مظهرها في المقام الأول حيث تختفي في كل مرة تحت قناع الدموع بخداع ضحيتها حتى يقع في شباك جمالها ... وتنتظر حتى تحين اللحظة المناسبة لتنفيذ خطتها ثم تفر بعد ذلك بعد أن تكون قد حققت غرضها .
بداية السقوط :
أخبرت أهلها أنها تبيت مؤقتا عند إحدى صديقاتها بسبب مرضها وصدمتها .. الجميع تركوها ظنا منهم أن هذا ربما يساعدها على الخروج من أزمتها التي تسيطر على عقلها منذ أن فشلت قصة حبها ... لم يكن أحد يدرك أنها بداية السقوط .. ارتدت ملابسها العادية وداخل حقيبة صغيرة وضعت الملابس القصيرة المثيرة ثم توجهت إلى منزل إحدى صديقاتها التي تسكن مع أمها في أحد الأحياء الراقية في بغداد ولكي تبيت عندهم وتكون على حريتها ... إضافة إلى أن صديقتها تعرفت عليها سابقا في أحد اللقاءات الصحفية وكانت سيئة السمعة ! فهي على علاقة بشباب ورجال من مختلف الطبقات الراقية ... المهم رحبت بها الصديقة في بيتها ... لم تحاول (هـ) إخفاء ما بداخلها ... أخبرت صديقتها بحلمها في الوصول إلى الثراء لكنها لا تريد أن تفقد غشاء البكارة ... اندهشت صديقتها ... فلابد من مقابل .. فهذا شرط لمن يعمل في هذه المهنة ... وبقي شيء واحد ألا وهو أن تقنع أسرتها بأنها حصلت على عمل جديد ولكنها ستحتاج إلى أن تقيم في منزل صديقتها بعض أيام الأسبوع التي تحتم عليها السهر لاوقات متأخرة حيث أقنعتهم بأنها تعمل بإحدى شركات الموبايل وأن عملها يبقيها في بعض الأيام لساعات متأخرة من الليل ولذلك لن تستطيع العودة إلى منزلها في نفس الوقت ... وافق الأهل بصعوبة بعد إصرار (هـ) على موقفها ! بدأت (هـ) في تنفيذ خطتها وسهلت لها صديقتها المهمة حيث ارشدتها الى خدعة ماكرة تستطيع من خلالها الحصول على الأموال دون الحاجة إلى تضحيات كبيرة جدا ! أعطتها بعض أقراص مخدر قوي المفعول وطلبت منها أن تتوجه معها إلى مطعم في العرصات يتواجد فيه الراغبون في المتعة الحرام ... تأخذ مكانها وتحاول أن تختار أفضلهم مظهرا والذي يبدو عليه الثراء ثم تحاول أن توقعه في شباكها ، وبعد أن يطلب منها أن يصطحبها إلى منزله لقضاء الليلة الممتعة توافق على الفور ، وفور وصولها لمنزله أو مسكنه تحاول أن تجاريه فيها يفعل من تقبيل وعناق .. ثم تطلب منه الانتظار إلى أن تقوم بإعداد مشروب البيرة ثم تضع المخدر في البيرة وتنتظر حتى يذهب في غيبوبة ثم تأخذ ما في جيبه من نقود وما خف وزنه من المكتب وغلت قيمته وتفر هاربة ... نجحت الخطة في المرة الأولى والثانية وتكررت فعلتها أكثر من مرة وبدأت الأموال تتزايد ... شعرت (هـ) بأنها اقتربت من تحقيق حلمها وأنها لن تضطر بعد ذلك إلى الاستمرار بهذه المهنة الخطرة ... لكن القدر لم يمنحها الفرصة بعد أن وصلت معلومات إلى شرطة الكرادة بأن هناك فتاة تقوم بسرقة الزبائن المتواجدين في مطاعم الجادرية والعرصات بعد أن تواعدهم على قضاء ليلة حمراء معهم تضع لهم المخدر في المشروب ثم تقوم بسرقتهم ! بعد عمل عدة أمكنة ثابتة وكمائن متحركة تم القبض على (هـ) ولم تتحمل التحقيق معها .. اعترفت بسرعة بفعلها وأنها كانت تقوم بتخدير الشباب حتى في سياراتهم الخاصة ... بعد أن تواعدهم على قضاء ساعات من المتعة المحرمة معهم وتقوم بسرقتهم وتفر هاربة قبل أن يفوق الضحية من المخدر ... أمر قاضي التحقيق توقيف المتهمة على ذمة التحقيق وأرسلت إلى موقف النساء انتظار محاكمتها على ما فعلته من جرائم خدعت عشرات الرجال ولا تزال عذراء !