TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بطالة الأنبار تؤشر

بطالة الأنبار تؤشر

نشر في: 24 مارس, 2013: 09:01 م

أعلن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون عبيد الشعلان أمس أن نسبة البطالة بلغت   30%  من دون معالجة حقيقية من الدوائر والمؤسسات الحكومية  .  هذه نسبة مخيفة في الظروف الاعتيادية ومرعبة في ظرف الأنبار أو الموصل  .  ندفع ثمنها الآن وتعالج الآن بإعادة حقوق ورواتب ورفع حجوزات  .  أي أن هناك تمهيد لأرضية جاهزة باستمرار نسبة البطالة وتزايدها في حال عدم وضع برنامج لها لأنها مشكلة سريعة العطب لسهولة تسببها وتدجينها طائفياً   .

والذي يغذي هذه البطالة داخلياً هو الاستقطاب في الانتخابات للمجالس المحلية التي أجلت، أي رحلت للستة أشهر المقبلة، أما وسيلة التدجين فهي جاهزة جغرافياً أي قريبة جداً من سوريا ملتقى العشاق للتطرف الإسلامي الذي يغذيه على الأقل إعلامياً الاخونة  العربية والدولية  .  ومالياً معروف المصدر وليس سراً أن يكون القرضاوي منظراً لهم وبجنسيته الثانية أو الأولى  .  وهذا التحدي يبقى ماثلاً شاخصاً يستمد زخمه من ترسانة التاريخ والتخلف والجغرافية السياسية ومن خلال صراع الدولتين أو الثلاث (إيران ـ تركياـ السعودية) ومن وراء هذا الصراع والمصالح  .

ولذلك يكون عصياً جداً أن نكافح البطالة بالحل الأمني بل حتى بجانبه الوقائي من خلال اعتماد عناصر وجهات وفئات أو شرائح معينة من تجار العمل السياسي واللعب على الحبال وخبراء القوة الناعمة  .

وبطالة الأنبار تكون حادة أكثر من غيرها إذ من المؤكد أن نسبة السماوة في البطالة أو الديوانية أو الحلة قد تكون أكثر أو مقاربة لنسبة البصرة أم النفط  .  ولكن المؤثرات التأريخية (الاجتثاث والمادة  4 إرهاب ) كافية لإشعال الفتيل والتي هي محدودة كثيراً هذه المؤثرات في المحافظات الأخرى ما عدا الموصل وديالى وصلاح الدين  .  كما أن قرب الأنبار من سوريا وتفاعلاتها وخبرة القاعدة في الأنبار أو الموصل تجعل البطالة أكثر اشتعالاً مهما ازداد الدعم  (سلف تموينية رواتب مجانية ) لأن الجمر سهل الإثارة   . 

ولذلك كانت ولازالت الحلول السياسية أو الاقتصادية أو المالية متأخرة جداً ويعرقلها العمل الأمني العلاجي أثناء التطبيق سواء من ناحية البيروقراطية وإدارة المركز فضعف التخطيط والمتابعة أسهم في رفع نسبة البطالة ما قد يشكل سبباً رئيساً في تدهور الوضع الأمني في استغلال العاطلين ليسلكوا طريق الجريمة والإرهاب كما أشار السيد نائب المحافظ برغم أن الأنبار حققت   99% في صرف تخصيصات تنمية الأقاليم عكس الموصل لم تصل  5%  .  هذا التفاوت في التنفيذ يعكس قوة التأثير السياسي إقليمياً أو محلياً  .  حيث بالتنفيذ الكامل لم يحسم الأمر ولا بعكسه إذن الحل يكون بدون تسييس ومزايدات وشراء ذمم  .  وهذه سياسة قصيرة النفس جداً  ،  ولا الحل الأمني لأن الانفجارات في المركز أكثر من الإطراف فنموذج الأنبار أو الموصل أو صلاح الدين يقودنا الى الحل الوطني الشامل لأن البطالة أكثر في غيرهم لكنها أقل تسييساً.   لذلك وهكذا يكون الامتداد بحل واحد للجميع وإلغاء قوانين استثنائية وسحبها من التداول والأغلبية جاهزة للحل العراقي وليس الخارجي بعد زرع الثقة بكل تجلياتها (المصداقية وقول مقرون بفعله). 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram