اليوم وعلى بركة الله تعلن الكرة العراقية عن بدء مسارها الطبيعي الذي انتظرناه لخمسة عشر عاماً كادت تطيح بآمال الملايين من العراقيين الذين يمنون انفسهم بمشاهدة أسود الرافدين وهم يذودون عن اسم العراق وراية الله اكبر عالية خفاقة في سماء بغداد عاصمة الثقافة العربية وأخيراً تحقق منالنا واصبحنا في عداد الدول التي سبقتنا في التنظيم واقامة البطولات والمباريات الدولية الودية على ملاعبها .
من حقنا ان نفخر ومن حقنا ان نحتفل بطرقنا الخاصة لتحقيقنا مطلبا جماهيريا طال انتظاره لسنين عجاف مرت على الكرة العراقية وكادت تفقدها بريقها الذي سطع في جاكرتا واثينا وطهران ودمشق وعمّان ومسقط وجدة واخيراً في المنامة يوم انبرى اسود الرافدين وفاجأوا كل دول الخليج العربي عندما سحبوا البساط من تحت اقدام حامل اللقب الخليجي واطاحوا بعرش الهولندي ريكارد في ليلة شتوية باردة ليشد رحاله ويرزم حقيبته ويعود الى بلده بخفي حنين ،هكذا هم اسود الرافدين عندما يصممون يفعلون واليوم سنشاهدهم على مقربة وهم يتألقون على أديم ملعب الشعب الدولي الذي عادت له الحياة مجدداً كما سُرقت منه من قبل بفعل فاعل لنرى كيف سيسطـِّر الأسود أروع الملاحم البطولية ونسمع زئيرهم بآذاننا الذي سيدوِّي بقوة وسط العاصمة الحبيبة بغداد وهم يواجهون الاشقاء السوريين الذين لبوا نداء الاخوة وجاؤوا يشاركوننا فرحتنا الكبيرة بعد ان كنا نكتفي بسماعه من شاشات التلفزة فقط.
واخيراً ، عادت الحياة وعاد معها زمن التألق وزمن الانتصارات ، فلنعد الى سابق عهدنا ونعيد زمن المجد الذي سطـَّره عمالقة الكرة العراقية من قبل خصوصا انهم متواجدون اليوم ليروا ماذا سيفعل من خلفهم وسار على خطاهم من اللاعبين الشباب الذين سرقوا الانظار خلال آخر بطولتين شاركوا فيها في غرب آسيا وخليجي 21 الاخيرة ليطمئنوا ملايين العراقيين على حال الكرة العراقية التي قد تكون قد فقدت جزءاً من بريقها جراء التنقل بين ملاعب العالم وما يرافق هذا التنقل من جهد مضاعف وارهاق يسرق جزءا كبيرا من حالة التأهب والنشاط لدى اللاعبين خصوصا المكوث في مطارات الدول الاخرى مع فقدانهم اهم عناصر التألق والمجد وهما الارض والجمهور اللذان دائما ما يقفان الى جانب الفريق، لذلك ينبغي علينا وعلى جميع مَن تهمه مصلحة الكرة العراقية استثمار تلك الفرصة التي تعد ذهبية بكل ما تحمله تلك المفردة من معان ٍفي سبيل الحفاظ على ديمومة الكرة العراقية وبقائهما تتدحرج بفخر واعتزاز على اديم الملاعب العراقية منتشية بحالة رفع الحظر التي ستكون بمثابة الخطوة الاولى لرفعه كلياً عن جميع ملاعبنا خصوصاً في البطولات الرسمية ، وهكذا سننأى بالكرة العراقية بعيداً عن كل المنغصات التي تعترض طريقها بعد ان كانت ولفترة طويلة تتدحرج في ذلك النفق المظلم متأملة بصيص النور الذي يضيء نهايته .
اليوم نريده عرساً كروياً في كل حالاته ونأمل من جميع القائمين على الكرة العراقية وكل مَن تهمه مصلحة العراق ان يضع بنظر اعتباره تلك الفجوة الكبيرة التي نخرت بجدران الصرح الكروي العراقي لفترة طويلة ويضعوا العراق نصب أعينهم لأنها تجربة وستكون مراقبة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وعلى إثرها سيتم رفع الحظر كلياً ، لذلك من الممكن ان نقول اننا تحت اصعب اختبار الآن وباذن الله تعالى سننجح وننهض مجدداً .
عرس كروي في (الشعب)
[post-views]
نشر في: 25 مارس, 2013: 09:01 م