لكبر سنه قياساً بأقرانه من فتيان حي الدباش في منطقة الحرية ، فرض عودة عطية مناتي سيطرته ونفوذه على زملائه ، ولأنه كان يشعر بأنه يمتلك مواصفات القائد ، كان يقودهم غزواتهم على حي المعلمين المجاور، للسطو على الحدائق للحصول على العنب ، أو التوجه نحو المزارع القريبة والعودة بروس الخس شتاء والخيار والبطيخ صيفا ، ولمشاكساته المتكررة وعجز أهله عن منعه من سلوكه وتصرفاته ، بوصفه قائد عصابة زعاطيط " منح أشقاؤه للجيران حق معاقبته .
عودة الملقب " معودس" بكسر الدال تعرض لعقوبة تركت أثراً في خده الأيمن عندما تلقى ضربة من قبضة كانت تحمل أكثر من خاتم معدني من قصاب سرق معودس من ابنه حلوى من السماء ،ووسط ارتياح وتأييد أهالي الدباش لصاحب القبضة المعدنية ، لخطوته الاستباقية للحد من مشاكسات قائد "الزعاطيط" الذي قرر بدوره بعد تعرضه للحادث العمل على توفير أي نوع من السلاح له ولزملائه ، لاعتقاده بأهمية التسليح في تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية، وبعد أن جمع مسامير من الحجم الكبير ، توجه نحو سكة القطار ليضعها تحت عجلاته ، فتحولت إلى أشبه بالخناجر وبمساعدة زملائه استخدم بكرات الخياطة الخشبية من نوع الباخرة لتكون مقابض للسلاح الجديد.
بامتلاك عصابة "معودس" قوة تسليحية أخذت تخطط لتنفيذ عمليات وشن غزوات خارج محيطها الجغرافي ، واختارت مواقع منتخبة لتحقيق أهدافها الستراتيجية ، ومنها مخيم الغجر الواقع في منطقة الهبنة القريبة من التاجي شمال العاصمة ، البعيدة عن الأنظار ، وسيطرة رجال الشرطة وقتذاك ، وسبق تنفيذ الغزوة القيام بعملية استطلاع قادها "معودس" لتحديد خط الشروع ثم الصولة على الأعداء والعودة بالغنائم.
عندما اقترب المهاجمون من أقرب خيمة للغجر سمعوا أصوات الأغاني ، وعلى الإيقاع الصاخب كانت "حمرية" ترقص الهجع ، وتنتقل بين أحضان الرجال ، المنظر أثار استغراب المهاجمين ، فانساقوا لفضولهم في التعرف على المزيد من التفاصيل عن ذلك المشهد الذي أجج حواسهم ، وفجأة هاجمهم كلب كبير فأجبرهم على الفرار، والتراجع لمسافة بعيدة عن خيمة "حمرية الغجرية ".
عصر اليوم التالي حدد " معودس " ساعة الصفر، وعزز قواته بعناصر مسلحة بالخناجر لشن غزوة على خيام الغجر حدد وقتها بعد وصول الزبائن إلى "خيمة حمرية " ، وأثناء انشغال الجميع بالطرب والرقص يكون الهجوم على محورين ، الأول يستهدف الحمير ، والآخر يرشق الخيام بالحجارة ، وبإشارة من القائد الميداني بدأت الصفحة الأولى من الهجوم وانتهت بإطلاق نار من مسدس احد الزبائن ، وعندما انقشع غبار المعركة ، وانسحب المهاجمون إلى مواقعهم ، ووصلوا إلى أطراف الحي بزمن قياسي من شدة الخوف ، وملاحقة الكلاب .
عقد "معودس" اجتماعا ميدانيا آخر ، لمراجعة تنفيذ الخطة ، وتشخيص الأخطاء ، وشعر بالفخر والاعتزاز لسببين، الأول يتعلق بتحقيق النصر والحصول على جحش من حمير الغجر كغنيمة حرب، والثاني انه أعطى درسا للأجيال المقبلة في تعلم فن القيادة لشن صولات وغزوات لتوفير جحش مناسب يليق بمقام أي شخص يتطلع لنيل شرف القيادة ، ويسعى ليكون معبود الجماهير.
جميع التعليقات 2
المدقق
انصحك ان تتقدم للتعيين في متنزه الزوراء وتحديدا في حديقة الحيوان وذلك لانك تتمتع بمعلومات حيوانية كبيرة .. فطالما كتبت عن انواع متعددة من الحيوانات فتارة تكتب عن الطيور واخرى عن الجاموس وثالثة عن البعران ورابعة عن المطاية وخامسة عن الجحوش وووووو .. لذلك ف
نص ردن
دولة الفافون يستحقون هذه الامثله وبامتياز