هذه حلقة أخرى من "تراثيات معاصرة" التي تضم مختارات نثرية من كتاب (البصائر والذخائر) لأبي حيان التوحيدي، وهي منوعة، كالعادة، تجمع بين المعلومة والرأي والحكمة والطرفة.
- يقال إن يوسف عليه السلام كتب على باب السجن: هذه منازل البلوى، وقبور الأحياء، وتجربة الأصدقاء، وشماتة الأعداء.
- أهدي الى عمر بن عبد العزيز تفاحٌ لبناني، وكان قد اشتهاه، فرده، فقيل له: قد بلغك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية، فقال عمر:إن الهدية كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله هدية، ولنا رشوة.
- قال الزبير بن بكار: العقيقةُ طعام يتخذ إذا عُقَّ عن الصبي أي حُلِقَتْ عقيقته، والعقيقة: شعر رأس الصبي إذا وُلدَ.
- يقال: من استغنى بأموال الفقراء افْتَقَرَ بها، وكل بيت بني بقوت الضعفاء جُعِلَ آخرهُ خرابا.
- نظر رجل دميم في المرآة فولَّى وجهه وقال: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
- تُوفي ابن لأعرابي فعزاه بعض اخوانه فقال: لا يُتَهَمُ اللهُ في قضائه، فقال: والله ما يتهم غيرُهُ، ولا ذهب بابني سواه.
- قال أرسطو: أعجبُ الأشياء ما لم يُعرفْ سببه.
- كان آخر من مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله: بالمدينة جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر بمكة، وأنس بن مالك بالبصرة، وعبد الله بن أبي أوْفَى بالكوفة، وأبو أُمامَةَ الباهلي بالشام.
- سأل عبد الملك بن مروان عمن يسود مكة واليمن ومصر والشام والجزيرة وخراسان والبصرة فظهر انهم جميعا من الموالي. ولما وصل الى الكوفة قيل له ان سيدها من العرب. قال: ويلك فرَّجت عني، والله ليسودن الموالي العربَ حتى يُخْطَبَ لها على المنابر والعربَ تحتها. فقال له ابن شهاب الزهري: يا أمير المؤمنين إنما هو دين، منْ حفظَهُ سادَ ومن ضيَّعَهُ سقط.
- قيل للحسن: إن ابن سيرين ما احتلم قط، قال: لأن الأحلام عرس النساك اذا علم الله تعالى منهم العفاف.
- قال شُبَيْلُ بن عوف: من سمع بفاحشة فأفشاها فهو كالذي انشأها.
- سأل العُتبي أعرابيا: ما بال العرب سمَّت أولادها أسدأ ونَمِرا وكلبا، وسمت عبيدها مباركا وسالما؟ قال: لأنه سمت أولادها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها.
- قال الرشيد لابن السَّمَّاك: عِظني، قال: احذر يا أمير المؤمنين أن تصير الى جنة عرضها السماوات والأرض، ولا يكون لك موضعُ قدم فيها.
- احتضر الرشيد فقال: واحيائي من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله.
- واحتضر المأمون فقال: يا منْ لا يزول مُلْكُه ارحم منْ قد زال ملكه.
- قيل لزاهد وقد احتضر: أوصِ بشيء، قال: بما أوصي؟ ما لي شيء، ولا لأحد عندي شيء، ولا لنا عند أحد شيء.
- وسئل زاهد: كيف ترى الدهر: قال: يخلق الأبدان، ويُحِدِثُ الأحزان، ويباعد الأمنيَّة، ويقرب المنيَّة.
- يقال: الدنيا حمقاء لا تميل الا الى أشباهها.
- وصف الحسن الأسواق فقال: موائد الله، فمن أتاها أصاب منها.
- قال افلاطون: من القبيح أن نمتنع من الطعام اللذيذ لتصح أبداننا ولا نمتنع من القبائح لتصفو أنفسنا.
- قيل لفيلسوف: الملك لا يحبك، قال:الملك لا يحب من هو أكبر منه.
- سئل سقراط: لم تذكر في شرائعك عقوبة من قتل أباه، قال: لم أعلم ان هذا شيءٌ يكون.
تراثيات معاصرة
[post-views]
نشر في: 26 مارس, 2013: 09:01 م