TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خامس المستمسكات

خامس المستمسكات

نشر في: 27 مارس, 2013: 09:01 م

همّ جديد أُضيف  إلى أعباء العراقيين المغضوب عليهم  باستحصال تأييد وصحة صدور كتاب من دوائر الكهرباء  يؤكد أن حامله قد دفع أجور قوائم الكهرباء الوطنية ، وليس بذمته أي مبلغ  لقاء حصوله على الطاقة ، وإعلان البراءة من الديون أصبح شرطا لإنجاز أية معاملة رسمية بموجب قرار  حكومي صدر مؤخرا   للضرب بيد من حديد على من يتجاهل دفع حق الحكومة مقابل خدماتها "الجليلة للمواطنين" .
القرار جاء متزامنا مع  تقليص ساعات القطع ،  نتيجة قلة  استهلاك الطاقة  هذه الأيام بعد التخلّي عن المدافىء الكهربائية ، وربط القضية بإنجاز المعاملات كغيره من القرارات الأخرى ، أثار التساؤلات والاستفسارات التي وصلت إلى حد السخرية ، فالعراقي يعد الكهرباء  عدوه اللدود  ، خاصمها منذ زمن بعيد ، واتسعت الفجوة بين الطرفين ، عندما تبددت  الأموال المخصصة  لتطوير محطات الطاقة  بين الشركات الوهمية ، والفساد المالي ، والاختلاس ،  وبسبب العداء التاريخي ، توجه عباد الله إلى أسلوب آخر للحصول على الطاقة من أصحاب المولدات الأهلية وهؤلاء فرضوا شروطهم في تسعيرة الأمبير الواحد ، وخضع الجميع لها في ظل  تراجع خدمة "الوطنية"  أي كهرباء الحكومة .
 القرار الجديد سيجعل العراقي يحمل هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن وشقيقتها التموينية ، وأضيفت  إليها الوثيقة الخامسة براءة الذمة من "الديون الكهربائية" ، وهذه الوثائق" المقدسة " هي مفتاح إنجاز أية معاملة حكومية ،  ومن امتلكها سيكون صاحب الحظ السعيد ، والبخت الكبير ، في الحصول على استحقاق إنجاز  معاملته بحسب الأصول  بأسرع وقت وسط ترحيب  واحترام الموظفين ، ومعظمهم تفرغ هذه الأيام للترويج لمرشحي أحزابهم للانتخابات .
خامس المستمسكات  سيجعل مراجعي الدوائر  يتوجهون إلى دوائر الكهرباء بأعداد كبيرة للحصول على البراءة من الديون ، ومراجعة "الدواير" على حد قول الحاج راهي ، المعروف عنه في منطقة  البياع انه صاحب مزاج رائق على الدوام على الرغم من المصايب التي  تعرض لها  طوال سنوات عمره الذي تجاوز السبعين ،  وسلوكه ينسجم مع اسمه فهو  يتعاطى مع المشاكل برهاوة ، لا يعرف الغضب ، في أشد الظروف ، إلا في حالات نادرة جدا ، وعندما سمع بقضية خامس  المستمسكات ، أطلق صرخة استغاثة ، فأثار استفسار  الحاضرين من حوله في مقهى يقع في منطقته ، وبعد الاطمئنان على وضعه ، دخن سيجارة ضاربا عرض  الحائط تعليمات الأطباء ونصائحهم بالابتعاد عن التدخين للحفاظ على سلامة قلبه المعطوب،  بفعل أحداث مر بها سابقا أججتها الوثيقة الخامسة  ، وللمرة  الأولى يكشف عن همومه ، عندما قال انه أمضى أكثر من  ثلاثة أشهر للحصول على  راتب تقاعدي لأيتام ابنه الأكبر احد منتسبي الشرطة الاتحادية،  قتل بحادث تفجير سيارة مفخخة  قبل أكثر من عام .
راهي أبدى استعداده لمراجعة دائرة الكهرباء للحصول على براءة الذمة من الديون ، ودعا الحكومة  لان تكون أكثر "رهاوة "في استحصال ديونها وطالبها  في الوقت نفسه بملاحقة وزير الكهرباء الذي "  هرب بالدخل"  وفضل الإقامة في الخارج ليتخلص من ساعات القطع المبرمج  للوطنية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram