منذ أن عملنا معا في صحيفة "أوان" الكويتية في العام 2007 أدركت ان سرمد الطائي سيكون له شأن في بلاط صاحبة الجلالة، وها هو الآن صاحب شأن بالفعل في الصحافة والإعلام.. انه يقف في الصفوف الأولى ليس فقط بعموده اليومي في "المدى"، وقبلها في "العالم" (العيب الوحيد في هذا العمود انه طويل)، وانما ايضاً في مجمل نشاطه الصحفي والإعلامي. والمقابلة التي أجراها أخيراً مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تعكس براعته.
سرمد يتميز في ما يكتب بقاموسه اللغوي الثري وبمعرفته الجيدة بالتاريخ والفقه وباسلوبه الأخاذ الذي لا يعيبه الا عصبيته. الاسلوب هو الرجل - والمرأة أيضاً فالكتابة لم تعد حكراً على الرجال - وسرمد عصبي بطبيعته، وأرجو أن يلتفت الى هذا من أجل صحته وعائلته ومهنته.
زعل سرمد غير مرة أخيرا بعدما تلقى ردوداً قاسية، بعضها اتهمه بقبض الاموال من مقتدى الصدر، بل تضمن بعضها تهديداً مباشراً بالقتل،فقط لأنه امتدح الاتجاه الوطني المتعمق على حساب الاتجاه الطائفي لدى التيار الصدري وزعيمه، وفقط لأنه متمسك بنقد أداء الحكومة ورئيسها معبراً عن رأيه ورأي الكثيرين من أمثاله وقطاعات واسعة من الشعب العراقي، وهو أمر كفله الدستور وألزم الدولة بصيانته بوصفه حقاً من الحقوق السياسية.
أرغب في الا يفور دم سرمد لما يقال سلباً عن كتاباته وحتى للتهديدات، والقاعدة الذهبية في هذا المجال كان قد أرساها الامام الشافعي بقوله الحكيم "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".
اقول لسرمد اننا قبله تعرضّنا على مدى عقود لحملات وتهديدات مماثلة. في عهد النظام السابق وضعونا في خانة العملاء وأعداء الوطن لأننا كنا نفضح جرائم النظام ونعارض سياساته وحروبه المدمرة.
تلك الحملات تواصلت بصورة ما في عهد النظام الجديد، فكثيراً ما تلقيت، وانا اكتب في صحيفة "الشرق الاسط" السعودية في لندن، اتهامات بالعمالة للنظام السعودي، والسبب انني انتقدت غير مرة في عمودي الاسبوعي وفي تقاريري وتحليلاتي الطبقة السياسية الجديدة وعيوب العملية السياسية التي أنشأها الاميركيون وعيوب الدستور واخطاء الحكومات المتعاقبة. أظن ان أكثر من تسعين بالمئة مما انتقدته وانتقده سواي من الكتاب والمحللين والسياسيين أصبح الان متداولاً بكثرة على ألسنة افراد الطبقة الحاكمة بمن فيهم رئيس الوزراء الذي لا يملّ من ذم المحاصصة الطائفية والتوافقات وحكومة الشراكة والدستور الذي قال بلسانه انه مليء بالالغام.
في الماضي والان ينظر ضعاف النفوس الى مواقفنا بوصفها سلعة مباعة. ذات يوم كتب لي أحدهم معيراً بانني اقبض من السعوديين بالبترودولار، فصححت له معلومته بانني أقبض بما هو أقوى من الدولار، الجنيه الاسترليني الذي يتجاوز سعره الدولار ونصف الدولار.
بعد زيارة الى الكويت العام الماضي ضمن وفد اعلامي وثقافي كبير (نحو ثلاثين شخصاً) انتقتني والزميل محمد عبد الجبار احدى الصحف الصفراء الموالية للحكومة لتتهمنا بان كلاً منا قبض 20 الف دولار من الكويتيين. بالتأكيد "الصحفي" البائس الذي أمليت عليه كتابة الاتهام لا يعرف ان كراج السيارة في بيتي اللندني يمكن ان يدرّ علي عشرين الف دولار سنوياً لو عرضته للايجار.
سرمد الطائي لا تحزن، ولا تتلف نفسك بالعصبية، فما ينفع الناس يمكث في الأرض، أما الزبد فيذهب جفاء.
جميع التعليقات 8
علي الخزعلي
رائعيين انت وسرمد وعلي حسين اقلام من ذهب لاتكتب الا الذهب الذي يحتفظ فيه الناس ويحرصون عليه لانه نافع للناس كما تقول
كاطع جواد
كثير منا من يخسر أصدقائه بسبب حدة المزاج والعصبية وعند مراجعته لمواقفه واعتذاره بقوله(اسف تره انا عصبي شويه) نجد ان اعتذاره لا يعيد اصدقاءه ، اما هذه الصفة فهي خارج إرادة الشخص ..هذه بالنسبة للشخص العادي اما من يتحمل مسؤولية إعلامية او سياسية فالخطأ يكون
سناء
ههههههه الشادي بعين امه غزال , قالوا للحرامي أحلف قال اجاني الفرج . هذا تصفيط كلام يا سيد عباس حسين لانكم يمكن كنتم سابقا اعلاميين وتكتبون وتنتقدون بحق اما الان فانتم حتى الجاهل عرف اسلوبكم المأجور والموجه بشكل غير منطقي لا تقبل الشك لجهة واحدة فقط فاين م
سناء
ها لقيت لك مثل اخر ينطبق على ما كتبته ,, مين يشهد للعروسة ,,,
محمد عباس
أنت يا سيد عدنان تعرف مقتدى الصدر جيداً وتهجمت عليه يوم كنت تعمل في صحيفة الشرق الأوسط/ واليوم تعمل في المدى، وهذه الصحيفة تغازل كل من يعادي المالكي، فهل حقاً صار مقتدى الصدر أفضل من المالكي إنها سياسة عدو عدوي صديقي أليس كذلك؟
المدقق
نعم فليواسي احدكما الاخر فانتم حقا بحاجة لمثل هذه المواساة بعد ان وجه لكم البطل المالكي الضربة تلو الضربة حتى صرتم تترنحون .. لكنكم وللاسف لا تتعظون بسبب اتجاهاتكم المريضة والحاقدة على كل ما هو جميل وستظلون في نرجسيتكم لان مموليكم يريدون ذلك ,,, فعذرا لكل
محمد المالكي
الأخ العزيز عدنان هل تقصد أن الأخ سرمد يعير إهتماماًكبيراُ لهؤلاء المساكين أنا إذا في غاية الدهشة والأستغراب .وماذا يتوقع غير ذلك إن أعداء الحرية في كل العالم ليس لديهم سلاح غير الترغيب والترهيب والتلفيق ولا يتورعون عن أخس وأقذر الوسائل . أنا أقول للعزيز
واثق العاني
اقف لك اجلالا استاذ عدنان . امثالك دائما يضمدون الجراح