TOP

جريدة المدى > غير مصنف > عزيز علي في حوار عن الفن والحياة

عزيز علي في حوار عن الفن والحياة

نشر في: 28 أكتوبر, 2009: 05:08 م

في حوار اجري مع عزيز علي عام 1995 ادلى الفنان الكبير في اعترافات مهمة حول سيرته الفنية والحياتية وقد نشر الحوار في العام نفسه واثناء نشر الحوار توفي عزيز علي عن عمر تجاوز الثمانين عاماً ظل خلالها عزيز معبراً من خلال اغنياته ومنولوجاته عن امال واحلام العراقيين .. ملحق (عراقيون) يعيد نشر هذا الحوار بمناسبة مرور 14 عاماً على رحيل فناننا الكبير .
المونولوج مصطلح المهرجين والضاحكين اما في العراق فالامر يختلف تماما اذ كان البلد يتطلع الى لون غنائي جديد يصب فيه عواطفه ويحدد من خلاله مواقفه ازاء قضايا العصر الجديدة. وكان لابد من ظهور مونولوج جديد بمضامينه واهدافه كي يكون ردا على اغاني السقوط والانحلال ويبتعد عن المونولوج في مصر وسوريا مونولوج ينتقل بالغناء السطحي والهابط الى غناء ثوري مرتبط بالمجتمع والشعب. مونولوج يوناني لا تيني مركب من كلمتين هما مونو تعني كلمة او خطاب ولوج وتعني (فرد او فردي) او خطاباً ويصبح المعنى الكلام الفردي او الخطاب الفردي وهذا يشمل كل كلام فردي او خطاب سواء كان ملحن او غير ملحن لكن هذه التسمية ابتعدت عن مضمونها كثيرا فصارت تطلق في الوطن العربي على لون غنائي شعبي يتداوله ويدافع عن حقوق المواطنين ويكشف عورات النظام الفاسد ويدفع الناس للثورة على النظام والفساد ويحرضهم ضد السلطة الرجعية والاستعمار البريطاني الجاثم على صدر الشعب العراقي وهذا هو بالضبط ما فعله عزيز علي عن طريق المو نولوج منذ اواسط الثلاثينيات حين انطلق عزيزعلي يردده معه جماهير شعبنا ساخرة معه من رجال السلطة ومن المستعمرين واذنابهم.وقد ساعده تحقيق ذلك النجاح المنقطع النظير الحنجرة الثمينة التي وهبته اياها الطبيعية وهي حنجرة تمتلئ بحرارة الايمان ووقارالرجولة وقوة التجربة وعزيز علي دخل الى هذا العالم متسلحا بدراسة اوزان الشعر العربي القديم دراسة موسيقة استطاع من خلالها ان يختار البحر المناسب منها لكل تجربة كما اجاد عزيز علي نظم الشعر وجميع ما قدمه من مونولوجات كانت من نظمه وبذلك يجمع بين نظم الشعر وحلاوة الصوت راس الجسر (جسر الشهداء حاليا) نقله والده الى الملا داود في محلة الفحامة لتعلم الموسيقى وهي حالة نادرة في الفترة التي ظهر فيها عزيز علي ..فمن هو عزيز علي؟ هو عزيز بن علي بن عبد العزيز بن حاتم بن هاني ولدفي ربيع الاول من عام 1911 أي ان عمره انذاك 81 عاما وبعد ان ختم القران عندالملا وبقي عنده ثلاث سنوات تعلم على يديه القراءة والكتابة وختم القران ثم علمه شقيقه عمليات الحساب الاربع والتاريخ والجغرافية مما اهله للقبول في مدرسة الكرخ الابتدائية في الصف الرابع.واكمل الابتدائية والتحق بالثانوية في الاعدادية المركزية في الرصافة وهي المدرسة الثانوية الوحيدة انذاك وفي عام 1926 قررت وزارة المعارف فصله من المدرسة لمعارضته فصل الاستاذ انيس النصولي مدرس التاريخ في الاعدادية المركزية مع مجموعة الاساتذة والطلبة بسبب ماورد في كتاباته عن الدولة الاموية في الشام.وبعد ان الغت الوزارة قرارها كانت الامتحانات على الابواب فلم يتمكن من اجتياز الامتحان وكان في الصف الثالث الأدبي وقتذاك فقررالانتقال الى دار المعلمين وفي عام 1928 فصل من الدار مع عدد من طلبة واساتذة دار المعلمين لمشاركته المميزة في التظاهرة الكبرى التي خرجت بها بغداد احتجاجا على مجيء المدعوسير الفريد موند الداعية الصهيوني الى العراق وكان عزيز يتولى الهتاف في المتظاهرين وقد ظهرت صورته في المقدمة وتحت لافتة كتب عليها فلتحيا الامة العربية كانت الصورة قد التقطتها شرطة التحقيقات الجنائية وكان معه في التظاهرة حسين جميل وفائق السامرائي وعبد القادر اسماعيل وهم المشرفون على تنظيم تلك التظاهرة وقد فصلوا ايضا في موسم 1930-1931 شارك في الامتحانات الخارجية ونال شهادة الاعدادية وكان بوده ان يدخل كلية الحقوق لكن وفاة والده الذي ترك له رعاية امه واخته حالت دون ذلك وقبل حصوله على الاعدادية في 2 نيسان 1928 كان قد عمل موظفاً في ادارة كمرك ومكوس بغداد وبعد ثورة رشيد عالي الكيلاني فصل من خدمة الكمرك بعد ان اذاع في الاذاعة ما يؤيد الثورة وبعد شهر من فصله اتهم بانه حاز مروحة منضدية من اموال اليهود المنهوبة وحكم عليه بالسجن لمدة عامين قضى منها بضعة اشهر في سجن باب المعظم ثم نقل الى سجن الكاظمية ثم اعيد إلى سجن باب المعظم بعد اسابيع ومنه الى سجن العمارة مع مجموعة من المواطنين والقوميين.. وبعد 17 شهرا افرج عنه وطلب مدير الشرطة العام مقابلته وابلغه بانه متهم بالنازية وامره بان لايقيم في بغداد وان يعود الى الاذاعة ويقدم فيها بعض اشعاره حتى يثبت للحكومة والناس بانه ليس نازيا على حد تعبير مدير الشرطة فاختار عزيز علي ان يقيم في كربلاء التي عمل بها مأمور كمرك لمدة ثلاث سنوات.. مراحل مونولوجاته.. ولم يكن عزيز علي طوال مدة اذاعته المنولوجات مادحا او قادحا انما كان راويا للوقائع والاحداث التي يفرزها المجتمع باسلوب رقيق لاقى من المستمعين رضىً واستحساناً ويمكن تقسيم مراحل مونولوجاته او اقواله الملحنة كما يطيب له تسميتها الى ثلاث مراحل ابتدأت الاولى منذ تأسيس اذاعة بغداد التجريبية في الاشهر الاخيرة من عام 1936 حتى نشوب الحرب العالمية الثانية.. اما المرحلة الثانية فقد بدات من عام 1939

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

بغداد/ المدىيعرض معرض "إعادة العرض" الفني، الذي يجمع أعمال فنانين عراقيين من داخل الوطن وخارجه، لوحات حية من تاريخ العراق المعاصر.ويسلط المعرض الضوء، من خلال لغة السينما، على التحديات التي واجهها الشعب العراقي على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram