أقام البيت الثقافي بمقره في ساحة الأندلس احتفالية لمناسبة اليوم العالمي للمسرح ضيف فيها الفنان الرائد طه سالم للحديث عن تجربته المسرحية الطويلة, التي امتدت لأكثر من ستين عاماً من
أقام البيت الثقافي بمقره في ساحة الأندلس احتفالية لمناسبة اليوم العالمي للمسرح ضيف فيها الفنان الرائد طه سالم للحديث عن تجربته المسرحية الطويلة, التي امتدت لأكثر من ستين عاماً من عمره الذي تجاوز الثمانين عاما . قدم للاحتفالية السيد طه رشيد الذي قال نقدم لكم اليوم واحداً من رموز المسرح العراقي . الذي قدم عطاءً ثراً مؤلفا ومخرجا وممثلا . من ابرز أعماله الطنطل والكورة وقرندل وما معقولة .
بدأ الفنان سالم حديثه عن تجربته المسرحية التي أطرت بتجربة سياسية أيضا حين عمل في الحزب الشيوعي في خمسينات القرن المنصرم وقال طه سالم :ـ
- منذ بداياتي الأولى تفتح وعيي على آراء سياسية ونضال من اجل الشعب وتمتع بفكر يساري .. وكبرت تلك الآراء والوعي معي كلما كبرت حتى صارت تملأ ذهني فبدأت انتظم حزبيا وليس أراءً فقط .. كما بدأت المطاردات والاصطدامات مع رجال الأمن والشرطة.
وأضاف :ـ ولدت من أب عبيدي منحدر من الحويجة وسكنا الفضل في بغداد . وكان عسكريا وعمل في الناصرية حيث ولدت انا بعد أربع بنات .. وقد توفي والدي بسبب مرض غريب انتشر في المنطقة .. ثم رعاني عمي عبد الستار وأمي جنابية من الكاظمية .. وحين ولدت امسكوا بالقرآن الكريم وفتحه جدي فظهرت سورة طه فأسموني طه . والغريب ان والدي قال لأهله انه سيموت يوم غد وفعلا توفي في اليوم التالي ! وكنت من مواليد الربيع لكن في هوية الأحوال المدنية سجلوني من مواليد 1/ 7
و أضاف سالم -
لان عمي عسكري فأنني زرت جميع مناطق العراق من شماله الى جنوبه واستقر بي الحال في منطقة ( قنبر علي ) وكان فيها مقهى كبيرا فيه أكثر من التخت .. وكان الشباب والكبار يرسلون بيدي أوراقا أوصلها الى شباب آخرين يشاورون عليهم من دون ان اعرف ماهية ما مكتوب في تلك الوريقات .. لكن في داخلي كنت أتساءل عن السبب ومحاولة معرفة مايحدث ! وهنا بدأ الوعي يتشكل وينمو الى حين عرفت الحقيقة بعد ان كبرت ! حيث كانت منشورات سياسية.
وقد اثر بي موقف وكلام معلم في المنطقة حين قال لنا بدلاً من السيوف التي تصنعونها والكلام الذي تكتبونه عن الخيال ( كنت اكتب قصصا للفتيان نمثلها في المنطقة ) اكتبوا عن شخصيات المحلة من العمال والفلاحين والفقراء ... ومازال هذا الكلام يتردد في ذهني ومن يومها صرت أكتب عن أحوال الفقراء والكادحين .
وأذكر ذات مرة في عام 1948 خرجنا في تظاهرة وكان الشاعر الجواهري حزينا فقرأ قصيدة جعفر عن استشهاد أخيه جعفر .. وأصبحت اكتب بطريقة واضحة لنصرة الكادحين في بلادي وقد تعرضت للاعتقال غير مرة .
قدمنا مسرحية في الإعدادية المركزية من تأليفي وإخراجي وشاهدني الفنان حقي الشبلي فشجعني على دخول معهد الفنون الجميلة . وحضر الوصي عبد الإله المسرحية وتبرع للفرقة بـ 100 دينار .. درست خمس سنوات تعرضت فيها للسجن, وأستمررت بالنضال. وفي مرة سجنوني وحاكموني بتهمة التشرد بالرغم من كوني موظفا لدى الحكومة ! فكيف يصبح الموظف متشرداً .
كذلك قدمنا أعمالنا في مدرسة التفيّض..
بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة بدأت عملي الفني الاحترافي وقدمت الكثير من الأعمال المسرحية كاتبا ومخرجا وممثلا ... كما بدأت أمثل في التليفزيون والسينما وشاركت في عشرة أفلام سينمائية . وبدأنا نشكل جماعات او كٌروبات فيها الفنان سامي عبد الحميد ومحمد مبارك والحصيري .
