باسم عبد الحميد حمودي لايعرف الفنان الكبير ـ عزيز علي ـ تاريخ ميلاده الحقيقي، هذا ماكتبه رحمه الله عن حياته لكن المعروف انه من مواليد عام 1908 وقد ولد في كرخ بغداد واكمل دراسته الابتدائية عام 1924 واستمر في الدراسة لفترة حتى عين موظفا في الكمارك. كان عزيز علي عاشقا لفن التمثيل
و قد اسس مع حقي الشبلي الفرقة العربية للتمثيل وترأسها عندما سافر حقي الشبلي للدراسة في باريس في ثلاثينيات القرن العشرين ، واشتهربكونه فناناً شاملاً فهو يكتب كلمات منولوجاته ويلحنها وينشدها على الهواء (مباشرة) من ميكرفون اذاعة بغداد (اللاسلكية) منذ عام 1936 عندما تأسست الاذاعة. كان عزيز علي رحمه الله فناناً لايمكن تكرار تجربته ولاقدرته الادائية الخاصة ولا تجاربه المميزة الانتقادية الساخرة موسيقى وكلمات. سجن عزيز علي عام 1941 لمشاركته في احداث مايس وقضى في السجن اكثر من عام حتى اطلقت وزارة جميل المدفعي سراحه ليعود الى وظيفته متنقلا الى عدة اماكن قبل ان يستدعى الى وزارة الاعلام عام 1968 ليؤسس مدرسة الاطفال الموسيقية بعد زيارات قام بها الى الاتحاد السوفيتي (السابق) وبلغاريا حيث اكتسبت الساحة الفنية اضافة جديدة من الشباب والشابات الذين يتقنون العزف على الالات الموسيقية المتعددة وتستطيع مجموعة منهم تقديم عروض الاوبريت والباليه باقتدار. طلب عزيز علي في السبعينيات احالته الى التقاعد بعد طول معاناة مع مسؤولي الوزارة وقبع في داره حزينا ساخطا لسوء تقدير الدولة له، وحب الناس واقبالهم على منولوجاته الساخرة الجريئة التي تصلح لكل زمان ومكان، عدا ما ارتبط منها بحدث مباشر مثل (ياكونت) الخاص بمقتل الكونت برنادوت ومونولوج (لهنانة وبس) الخاص بثورة تموز 1958. ان فن المونولوج عند الفنان الكبير عزيز علي يشكل رسالة اجتماعية وسياسية كما يشكل صورة فنية صادقة مثقلة بالاداء الفني الموسيقي المذهل وقد استطاع ـ عبر الأعوام والعقود ـ الحفاظ على هيبة المنولوج الذي يقدمه لانه كان منولوجياً مرتبطاً بقضية شعبية لها تأثيرها المباشر على حياة الناس واحلامهم. من هنا كان عزيز علي ، ولهذا نحتفي به في هذه الصفحة الخاصة.
فنان الشعب
نشر في: 28 أكتوبر, 2009: 05:20 م