لم يزل اللغط دائراً بشأن الزيارة السريعة التي قام بها رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد الفهد الى المدينة الرياضية في البصرة وانعطافها نحو بغداد تحت يافطة التداول مع مسؤولي وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة عن كيفية وضع التدابير اللازمة للمساهمة في رفع الحظر الكامل عن الكرة العراقية في وقت يُحتدم صراع التصويت على جبهة الانتخابات القارية بين اقطاب الترشيح الخليجي الثلاثة لإستمالة الاصوات بشتى الطرق!
ما يخص الشأن العراقي ، كنت اتمنى على مسؤولي الرياضة إذكاء مقترح إرجاء زيارة الفهد الى ما بعد انتهاء انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المؤمل ان تجري في الثاني من شهر أيار المقبل وتفويت الفرصة على المتصيدين "المهووسين" في تجيير المواقف المتزامنة مع مسألة رفع الحظر والتصويت الانتخابي لمصلحتهم طالما ان تحركاتهم مرسومة مسبقاً بقناعة عراقية مشفوعة بطاعة عمياء.
إن ملف الحظر الدولي كما اشرنا في مصارحة سابقة نام على دُرج فيفا سنين طوالاً ، بل ان بعض العرب كان يدفع الحجج ويسوق الاتهامات باتجاه الابقاء على العقوبة لإرهاق أسود الرافدين في التنقل بين هذه العاصمة وتلك ، وللأسف كان هذا الفعل المخزي يطيب لاتحاد الكرة الذي يشجب قرار استمرار الحظر في العلن كلما تتذمر منتخباتنا في مطارات الدنيا ، ويتمدد لاعبونا بحقائبهم في قاعات الانتظار، بينما الواقع يشير الى انشراح اعضاء الاتحاد لتعدد الرحلات السياحية خلال السنة وإنفاقهم الميزانية على تذاكر الطيران والفنادق والتسوّق طالما ان واقع الحال يفرض خوض مباريات المنتخبات الوطنية على اراضٍ بديلة في الدوحة أو دبي أو غيرهما.
وبخلاف ذلك ليخرج لنا عضو الاتحاد كامل زغير بالحماسة ذاتها التي طلّ على مشاهدي الرياضية العراقية مع الزميل إياد الجوراني ليخبرنا عن ماهية دوره وزملائه في رفع الحظر وقد اخفقوا بعد اشهر عدة من تسنمهم قيادة الاتحاد في تضبيط الأمور التنظيمية لمباراة العراق والأردن في تصفيات كأس العالم فاغتنمها فيفا لاصدار قرار التجميد ثانية وهدم مساعي الاتحاد السابق في معاودة اللعب على أرض إقليم كردستان عام 2009 ، عن أي إنجاز يتحدث زغير وكرتنا دفعت ثمن خطأ إداري حرم منتخبنا الاولمبي من مواصلة مشواره الى نهائيات اولمبياد لندن 2012 ، وأية حكمة ودراية تجيز لاتحاد الكرة تقديم طلب نقل تضييف مباريات منتخبنا الوطني من ملعب العربي في الدوحة الى ملعب الاهلي بدبي اثناء استمرار منافسات تصفيات المونديال الحالية والتي لم تنل موافقة فيفا على ذلك طالما كانت قطر خيار الاتحاد قبل بدء التصفيات ؟! ولم ينته الأمر عند هذا الحد فتسبب الاهمال في متابعة المنظومة الكهربائية لملعب الشعب في معاودة انقطاع التيار اثناء لقاء منتخبنا مع سوريا في باكورة رفع الحظر الجزئي وكان يستوجب تشديد المراقبة والحرص على هذا الموضوع لتفادي الورطة ثانية.
لا يمكن لأحد ان يبخس جهود اتحاد الكرة في محاولة استعادة اللعبة بريقها الخليجي والقاري في جميع الفئات العمرية ، لكن من الانصاف تنبيه عضو الاتحاد كامل زغير وبقية زملائه ان ما تحقق حتى الان لا يمثل طموح اسرة اللعبة والاعلام والجمهور لكي يفرد صدره متفاخراً ومزهواً في مهاجمة من عمل قبله ، فالكرة العراقية كانت في عز الظروف القاسية أثناء عام التغيير 2003 والعام الذي تلاه افضل بكثير مما نراه اليوم وهي تنعم بالرخاء على صعيد المال والدعم اللوجستي بفضل تعاون اعضاء مجلس ادارة الاتحاد آنذاك وتكاتفهم وتفضيل مصلحة الرياضة بصورة عامة على المشاريع الضيقة والتلاسن الشخصي!
القرار الشجاع المأمول من اتحاد الكرة ألا يخضع الصوت العراقي في انتخابات آسيا لتأثيرات "سيناريو" زيارة الفهد وما نجم عنها من تأييد حكومي وأولمبي لا يتعدى اطار تثمين توجّه ابن الكويت في انتهاز فرصة رفع الحظر واستعداد البصرة لـ(بروفة) الافتتاح الرسمي لملعب خليجي 22 لعام 2014 والتعبير عن متانة العلاقة بين الدولتين الشقيقتين من جهة واستثمار نجاح جهوده مع فيفا في دعم حملته الانتخابية لموكله البحريني سلمان بن ابراهيم، فالحقيقة التي لن يهرب منها أحد : ان مستقبل الكرة العراقية لن يكون موضع ابتزاز أو مزايدة أو عربوناً مقابل مكسب سيادي لا يصحّ ان يجيّر لأي طرف ، ومن حق رئيس الاتحاد ناجح حمود باعتباره المسؤول الاول عن مستقبل اللعبة ان يدلي بصوت الاتحاد " لا صوته " للمرشح العربي الأفضل في برنامجه الانتخابي لانقاذ قارة غارقة في التجاذبات طمعاً بالكراسي الزائلة.
صوتنا ليس عربوناً للفهد
[post-views]
نشر في: 30 مارس, 2013: 09:01 م