الكثير من الأصدقاء والقراء ظلوا طيلة السنوات الماضية يطلبون مني أنا المعروف بانتقاد الأصولية المتشددة، توضيحات بشأن قولي بأن أداء التيار الصدري يجب أن لا يبقى موضع تجاهل. وقد كتبت عام ٢٠١٠: بلاد الصدر تتعلم الكلام. وقلت إننا جميعا نتطور، وأن بلادنا الخارجة من قمع الدكتاتورية بدأت تجد كلمات مناسبة أكثر للتعبير عن نفسها. ومع اشتداد المواجهة بين البرلمان والمالكي في أزمة سحب الثقة وما تلاها، كتبت: لماذا الصدر والحكيم؟ وبين هذه وتلك كتابات عديدة مثل المقدمة الطويلة للقائي مع زعيم التيار الذي اخذ يقرأ تاريخ اللاهوت المسيحي والنهضة الأوروبية ورواية "عزازيل". لكنني بدوت لكثير من علمانيينا متسرعاً مصابا بالجنون. أما اليوم فأنا سعيد بأن أسماءً ثقافية مسموعة، بدأت تقول بصراحة إن الصدر كان الزعيم الأوضح صوتاً في "فتنة المالكي والعيساوي" وفتنة طوزخورماتو، ومواقع عديدة أخرى.
مشرق عباس مدير مكتب الحياة اللندنية في بغداد أعاد نشر مقاله: الصدر والحكيم سليلا عائلتين دينيتين. وفيه قراءة عميقة للمواقف المبكرة في هذا الإطار. طالب عبد العزيز الشاعر الأشهر كتب تعليقاً في المدى تحت عنوان: في البحث عن الإمام. أنا سألت: من سيقبل مخاطرة المواقف التي تتجاوز السائد كصلاة الصدر في جامع عبد القادر الكيلاني، وعن حق يهود العراق بالعودة؟ وطالب أجاب: أنا سأصلي خلف الصدر.
"بقع ملونة في عباءة الشيعة" هو مقال الاعلامي قيس حسن، وهو نص مكتوب بشاعرية الألم ومليء بالصراحة عن عشر سنوات من العمر السياسي للصدر.
أحمد عبد الحسين الكاتب والشاعر المعروف كان مثلي من أشد منتقدي التيار الصدري. وكتب على صفحته بفيسبوك قبل أيام "متظاهرو الفلوجة يزرعون شتلات الزيتون ويؤدون صلاة الغائب على أرواح ضحايا الثلاثاء الدامي.. أقول ـ وقد يغضب لقولي بعضهم ـ أن تصريحاً عاقلاً واحداً للسيد مقتدى الصدر نجح في تهدئة نفوس خلق كثير! كنا أشد المنتقدين لمقتدى الصدر فيما مضى لكنه الآن يثبت أنه أكثر نضجاً من فريق رئيس الوزراء بكثير".
نبراس الكاظمي مؤرخ وكاتب عراقي تلميذ المؤرخ اسحق نقاش كتب باهتمام شديد عن مواقف الصدر: "إرهاب في عموم البلد... وفوق كل هذا، استفزازات متتالية من الحكومة تجاه المحافظات المتظاهرة، وكأنها تريد أن تدفعهم الى اليأس من العملية السياسية، والى التوجه الى خيار التمرد مجدداً. ويصبح المشهد سريالياً أكثر عندما نجد العقلانية والمقبولية في موقف مقتدى الصدر، لا غيره، وهو الموقف الوحيد من الطبقة السياسية الذي يتناسب مع حجم الحدث".
أما الكاتب والمؤرخ رشيد الخيون فقد أثار اهتمامه الحوار المنشور مع الصدر، وكتب في مجلة "المجلة" الدولية: "التيار الصدري.. وقفنا ضده ونقف معه" خاتماً بالقول عن الصدر: إنه "بدأ يشق طريقاً بعيداً عن ظلامية الكهوف. إن الأربعين نائباً ووقوفهم يداً واحدة في قرارات صائبة، ومحاولتهم.. كبح الخطوات التي ستؤدي إلى إعادة الدكتاتورية.. يحق لهذا التَّيار إذا ثبت على ما توخاه مِن مهمة، أن ندعمه وننتظر منه المزيد.. فالمشتركات مع هذا التَّيار أكبر من المختلفات معه في هذه اللحظات، كيف لا وهما: وحدة العِراق والوقاية مِن الدكتاتورية".
وقبلنا جميعاً كان "شلش العراقي" قد أثار الانتباه لطريقة الصدر في التعامل مع المتظاهرين.
ومقابل هؤلاء السادة يقف يساريون وعلمانيون على الضد، ساخرين منا أو ناقمين علينا. صديق أحبه كتب قبل أيام "بعثي يلحس حذاء الحاكم، وليبرالي يصبح بوقاً للسيد". الشباب كتبوا لي، أنني وأمثالي بحديثنا إيجاباً عن الصدر "سنخسر الجمهور العلماني" بعد أن "خسرنا" الجمهور الإسلامي إثر دفاعنا المستميت عن مبادئ المدنية. قلت لهم: قد نفقد أنا ورشيد ونبراس وطالب دعم الجمهور العلماني. كما يفقد الصدر الآن دعم جزء من جمهوره الديني. والفقدان سببه سوء فهم يجب بحثه عميقا. والثمن أن نقول ويقول هو، كلمة متعقلة سيجري فهمها لاحقاً. التاريخ دائما كان هكذا في لحظة التحول. ونحن في لحظة انعطاف تحتاج قرارات كبيرة.
الانقسام الذي يحدث في الوسط العلماني حيال مقتدى الصدر أمر جيد، يمنحنا فرصة فهم للوحة الشطرنج ومعاني الصراع ولحظته، وهو أمر فهمه محور "أربيل نجف" قبلنا. الهدف أبعد من إسقاط المالكي، وسيتضح أكثر مع نشر القسم الثاني من حوار الصدر الثلاثاء.
جميع التعليقات 2
الراصد العراقي
الاستاذ الكاتب البديع سرمد الطائي انا علماني يساري التوجها اقول ان السيد مقتدى الصدر في السنتين الماضيتين اصبحت مواقفه من الصراع الدائر في البلد من اقوى المواقف الصريحة والشديدة ومن خلال مواقفه تبين بشكل واضح انه رجل يحب بلده وشعبه نتمنى من كل رؤساء التيا
سناء
تريد تبرئ صفحتك من الورطة التي كشفتك قمت تجئ باسماء لا تقل عنك في توجهاتها تلهث وراء من يدفع اكثر لنكم كلكم مستعدين من اجل ذلك ان تتحولوا من علماني الى اسلامي او يهودي او نصراني