TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الحقد الدفين أدّى به إلى قتل شقيقه !

الحقد الدفين أدّى به إلى قتل شقيقه !

نشر في: 31 مارس, 2013: 09:01 م

السادسة صباحا نهضت الأم الريفية من فراشها وفركت عينيها ... هدوء تام يسكن أركان البيت الريفي البسيط ... بناتها الثلاثة وابنها (ب) يغطون في نوم عميق ... بدأت توقظهم ليبدأوا يومهم المعتاد .. ثم صعدت الى غرفة ابنها الكبير حيث ينام هناك وهو رب الأسرة ...

السادسة صباحا نهضت الأم الريفية من فراشها وفركت عينيها ... هدوء تام يسكن أركان البيت الريفي البسيط ... بناتها الثلاثة وابنها (ب) يغطون في نوم عميق ... بدأت توقظهم ليبدأوا يومهم المعتاد .. ثم صعدت الى غرفة ابنها الكبير حيث ينام هناك وهو رب الأسرة ... كانت تنادي عليه وهي تصعد درجات السلم القديم .. لكن صوته لم يجبها ... أخيرا ... فتحت الأم باب غرفة الابن ... فجأة وجدت نفسها أمام مشهد غريب لم تتوقعه أبدا ... تسمرت قدماها في الأرض ... بحثت عن صوتها فلم تجده ... تلون وجهها بألوان الطيف لحظات ... تصرخ بعدها من أعماقها ... ابني ... ابني ... بصعوبة ... اقتربت الأم من ابنها الذي كان يرقد فوق سريره جثة هامدة بلا حراك وسط بركة من الدماء ! استيقظ أشقاؤه الصغار على صوت استغاثة الأم ... صدمهم المشهد ... تجمع الجيران داخل البيت ... الكل أمام جريمة قتل أصابتهم بذهول ... فمن الذي قتل (ح) ؟ ولماذا قتله داخل فراشه بغرفته وهو نائم ؟ وكيف تسلل القاتل الى داخل المنزل في وجود الأم واخوته واخواته ؟ أسئلة عديدة فرضت نفسها على كل الحاضرين ... لكن لا احد يملك الإجابة عليها وإزاحة الغموض الذي اكتنف الحادث سوى رجال الشرطة ! على الفور ابلغ أقارب (ح) مخفر الشرطة الموجود في ناحية الدبوني ... وحضرت الشرطة بعد ساعات وكشفت على الجثة فوجدت الجثة مصابة بتهشم في الرأس وتهتك بالأذن اليسرى وجروح مقطعية متفرقة ... وتبين من خلال الكشف ومن آثار الضربات إنها بدافع الانتقام الشخصي من المجني عليه ... كما تبين من الكشف على الغرف المجاورة استبعاد شبهة ان تكون السرقة كانت دافعا للجريمة ... حيث ثبت ان محتويات الغرفة والبيت كما هي ... كذلك الشبابيك والنوافذ المؤدية لدخول الغرفة سليمة ... بدأت الجريمة مغلقة المعالم ... يكتنفها الغموض ! خاصة بعد ان استجوب ضابط التحقيق أم المجني عليه وأشقاءه الخمسة بنفسه ... اذ كانوا لا يشكون في احد .. او يعرفون أي معلومة تكشف عن وجود أي مشكلة بين المجني عليه وآخرين في القرية ... لكن أسرة (ح) استبعدت هذا الاحتمال ... كذلك علاقة الأسرة بباقي العوائل ... لم تكشف الشرطة أي خيط يفيد في وجود ثأر او مشاكل عائلية مع أي أسرة أخرى ... ووسط جهود ضابط التحقيق في كشف أسرار الجريمة ... ارتاب المقدم من احد أشقاء المجني عليه الأصغر ويدعى (م) وكان عمره 15 سنة ... ورغم انه كان يتظاهر بالحزن الشديد على شقيقه ... وكان مبعث هذه الريبة معلومة تلقاها المقدم تفيد بان المجني عليه كان يعامل اخوته بقسوة شديدة ... اعتاد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح ويتحدث معهم بقسوة وبكلمات نابية وبالضرب وكان آخرها عندما اعتدى بالضرب المبرح قبل اكتشاف قتله بثلاثة أيام على شقيقيه الصغيرين وأمرهما بالنهوض مبكرا كل صباح والتوجه قبله الى البستان لحرث الأرض وسقي المزروعات مما ينتج عنه غيابهما عن المدرسة ... بينما يتعمد هو النوم في البيت ويتلذذ بتعذيب أشقائه ... القي القبض على الأخ الصغير (م) وبمحاصرته بالمعلومات التي توفرت ضده وتضييق الخناق عليه بكى أمام المحقق واعترف أمامه قائلا ... لقد تعبت من تعذيبه لي .. المفروض ان يكون أخي بمثابة أبي الذي توفي منذ فترة ... كنت أريد ان التمس منه العطف والمعاملة الطيبة والرعاية الأبوية خاصة بعد وفاة أبي .. لكن أخي الكبير لم يراع ذلك ولم يهتم بنا كوننا اخوانه ... فدائما يضربنا ويشتمنا ويصدر إلينا الأوامر لنعمل في البستان والمزرعة التي ورثناها عن والدي ويأكل وينام طوال النهار ويسهر في المقهى مع أصدقائه ... لقد تركنا الدراسة والمدرسة من اجله بعد ان فصلنا من المدرسة بسبب الغياب وعدم الدوام وقبل الحادث بثلاثة أيام ضربني أنا وأخي (ب) ضربا مبرحا وعنيفا بدون سبب خاصة وانه أمرني بان استيقظ مبكرا كل صباح واذهب الى المزرعة ولم يراع أي حقوق أخوية بيننا ... وأردف قائلا ... لم اشعر بنفسي وانا اجلس مبكرا تنفيذا لأوامره الظالمة لا توجه الى المزرعة بدلا من ان أتوجه الى المدرسة مثل كل أصدقائي ... كنت أراهم كل صباح وابكي على والدي الذي تركنا ورحل بيد هذا الأخ الظالم ... شعرت ان الحياة أصبحت نقطة سوداء في عيني وحان وقت الخلاص من هذا الجلاد الظالم .. أمسكت بقطعة حديد وصعدت الى غرفته ... تأملته وهو غارق في النوم ... رأيت الشيطان مرسوما فوق ملامحه يبحث عن ضحية جديدة ... غلت الدماء في عروقي ... رفعت القطعة الحديدية وهويت بها على رأسه أكثر من مرة بكل قوة حتى تأكدت من موته ... ثم توجهت الى المزرعة لسقي المزروعات والعناية بالأبقار وانا انتظر بفارغ الصبر توابع اكتشاف الجريمة ... فتظاهرت بانني لا اعرف شيئا حتى اعترفت أمامكم ! بعدها ارشد (م) المحقق على قطعة الحديد التي استخدمها في قتل شقيقة الأكبر وبعدها تم تصديق أقوال المتهم أمام قاضي التحقيق الذي أحال القضية الى محكمة الأحداث لصغر سن الجاني وعدم بلوغه سن الرشد مع توقيفه في موقف الأحداث على ذمة التحقيق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram