TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > البحث عن الزوجة المخلصة !!

البحث عن الزوجة المخلصة !!

نشر في: 31 مارس, 2013: 09:01 م

الزوجة تحولت الى لغز كبير وعلامة استفهام تمزق أسرة بأكملها ! اختفت فجأة تركت أطفالها الأربعة الذين لم يتعودوا على غيابها ولم تتصور هي – أيضا – غيابها عنهم ، الزوج المسكين قلبه أصبح ممزقا بعدما شطرته تلك الأزمة الى شطرين او الى قلبين : قلب

الزوجة تحولت الى لغز كبير وعلامة استفهام تمزق أسرة بأكملها ! اختفت فجأة تركت أطفالها الأربعة الذين لم يتعودوا على غيابها ولم تتصور هي – أيضا – غيابها عنهم ، الزوج المسكين قلبه أصبح ممزقا بعدما شطرته تلك الأزمة الى شطرين او الى قلبين : قلب الزوج المحب لزوجته وقلب الأب الحنون الذي ينفطر قلبه وينكسر كلما سأله أبناؤه الأربعة عن أمهم أين ذهبت ؟ ولماذا اختفت ؟ إجابة هذه الأسئلة هي قصة تلك المأساة كما يعيشها الزوج (ج) حيث تحدث إلينا قائلا : كانت زوجتي تريد ان تبتعد قليلا لتريح أعصابها ، وكل ما طلبته يومين فقط لزيارة أهلها وفي اليوم الثالث تعود الى البيت . وبالفعل جهزت الزوجة حقيبة يدها الصغيرة ولم تضع فيها سوى حاجات صغيرة ... خرجت وأغلقت الباب خلفها لكن بعد ان قبلت أطفالها ووعدتهم الا تتأخر وكذلك فعلت مع زوجها ممسكة بيده وهي تنظر في عينيه وتوصيه بان يهتم بالأطفال ثم انصرفت . لقد كانت الزوجة تسكن مع زوجها في منزل كبير يضم العائلة كلها . كل يسكن مع عائلته في غرفة بالمنزل وكانت (ي) تعيش هكذا دون اختلاط مع عائلة أشقاء زوجها الا في حدود اللياقة . لقد حذرها زوجها بعدم الاختلاط مع زوجات أشقائه واستمعت الزوجة لنصيحة وتحذير زوجها وسارت عليها طوال إقامتها بالمنزل ، لكن مع وجود الأطفال بدأت المشاكل تتفاقم بينها وبين زوجة شقيق زوجها الكبير ... ففي يوم من الأيام تشاجر أطفالها مع أطفال شقيقه وتدخلت (ي) للدفاع عن أطفالها لكنها فوجئت بزوجة شقيق زوجها تقوم بسبها هي وابنائها ولما حاولت الدفاع عن نفسها تطورت المشاجرة بينهما الى اشتباك بالأيدي وتعرضت (ي) للضرب على أيدي شقيق زوجها وزوجته ... وعندما عاد زوجها من عمله وجدها تجلس في وسط الغرفة وهي تبكي والدماء تسيل من وجهها ، لم يتمالك الزوج نفسه وهو يرى زوجته على هذه الحالة ... حاول معرفة السبب ، الا انه فوجئ بشقيقه يتطاول عليه وكأنه هو المجني عليه وليس الجاني ... تدخلت الأم في فض الشجار العنيف بين الاخوة فنالها هي الأخرى كلمات نابية وضربت من قبل ابنها الأكبر ... بعدها أتى الزوج الى مركز الشرطة وسجل دعوى ضد أخيه وزوجته عسى ان ترجع الشرطة كرامة زوجته ، كذلك قامت الأم بتسجيل شكوى مماثلة ضد ابنها وزوجته وعندما علم الشقيق الأكبر بتلك الشكاوى هرب مؤقتا عن أنظار الشرطة بعدها ظهر واخذ يفتح نيران الانتقام ضد شقيقه وزوجته والاعتداء المستمر عليهما وأخيرا اتفق مع مفوض في المركز القريب على توقيف زوجة أخيه في بلاغ كاذب لا صحة له .. وكانت المرة الأولى في حياتها تدخل (ي) التوقيف في سجن النساء وفي الصباح أفرج عنها القاضي بكفالة ... لكنها لم تنس هذه الليلة السوداء التي تركت في نفسيتها جرحا غائرا لم يندمل ! ومنذ تلك الليلة وحالة (ي) النفسية تزداد سوءا يوما بعد يوم فقد شعرت بانها تحولت الى مجرمة مرتادة السجون فضلا عن الحصار النفسي التي كانت تحاصرها به زوجة شقيق زوجها .. انعكست الحالة النفسية للزوجة على حالة البيت كله ... أصبحت (ي) شاردة طوال اليوم تفكر دائما في المجهول ... كانت تنتابها فجأة حالة فزع تشعر ان باب غرفتها ينفتح فجأة وتدخل عليها الشرطة ... ويأخذونها الى التوقيف مرة أخرى ! حتى جاء اليوم التي قررت فيه (ي) الاختفاء عن حياة العائلة جميعا ... قررت ان تهجر هذه الحياة التي أصبحت مؤلمة بالنسبة لها فاخترعت قصة الذهاب لزيارة أهلها في مدينة الحرية وتبقى عندهم يومين لعلها تريح أعصابها وتهدأ قليلا... لكن اليومين صارا شهرين والزوج يبحث عنها في كل مكان أول مكان ذهب اليه أسرة زوجته يستعلم عن غيابها لكنه فوجئ بأهلها يخبرونه بانها لم تأت أصلا لزيارتهم ... وجن جنون الزوج وبدأت رحلة العذاب في البحث عن الزوجة المختفية في كل مكان يتوقع الزوج ان يجد زوجته فيه عند أقاربها او أصدقائهما ... في مراكز الشرطة والمستشفيات في كل مكان ... لكن دائما تخيب مساعي الزوج الذي يبدأ رحلة البحث في الصباح ولا يعود الا في جنح الظلام مساء يعود في كل مرة بخفي حنين فيجمع أبناءه الأربعة بين أحضانه يحاول طمأنتهم لعوده أمهم إليهم ... لكن الأطفال أسئلتهم لا تنتهي أين ذهبت ماما؟ لماذا تأخرت ؟ هل ستعود ؟ أسئلة كثيرة يلقيها الأطفال على أبيهم ولا يملك عليها إجابات فيحتضن اطفاله وتسيل الدموع من عينيه رغما عنه فلا يملك ان يخفيها عن أبنائه ! شهران والزوج الوفي لزوجته يبحث عنها في كل مكان يواصل الليل بالنهار حتى يعثر على زوجته .. ذهب الى مركز الرافدين في المدينة وقام بتقديم شكوى بفقدانها ... لم تهتم الشرطة بذلك واعتبرته حالة عادية ... الكثير من النساء يخرجن من بيوتهن ولا يعدن في هذه الأيام ! وحتى الآن لا يزال الزوج يلهث في الشوارع ليبحث عن زوجته في كل مكان ... جملة واحدة تتردد على لسانه أشبه برسالة يبعث بها الى زوجته ... عودي .. ارجعي يا زوجتي الحبيبة ... حياتي لم يعد لها معنى بدونك !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram