اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عمتنا النخلة تعاني من ظاهرة التجريف في ذي قار

عمتنا النخلة تعاني من ظاهرة التجريف في ذي قار

نشر في: 31 مارس, 2013: 09:01 م

النخلة تلك الشجرة المعطاء والجميلة المنظر هي أحد الملامح النباتية الطبيعية والكنز الاقتصادي الذي لا ينفد ، كما أنها الغطاء النباتي الذي يسهم في تنقية البيئة وتزيينها وصد رياح الصحراء الغبارية ومنعها والحد من انتشارها عبر المناطق السكنية ، في محافظة ذ

النخلة تلك الشجرة المعطاء والجميلة المنظر هي أحد الملامح النباتية الطبيعية والكنز الاقتصادي الذي لا ينفد ، كما أنها الغطاء النباتي الذي يسهم في تنقية البيئة وتزيينها وصد رياح الصحراء الغبارية ومنعها والحد من انتشارها عبر المناطق السكنية ، في محافظة ذي قار تنتشر العديد من بساتين النخيل لكن ثمة مشاكل أفصح عنها أصحاب بساتين النخيل تستدعي النظر فيها من قبل المسؤولين في وزارة الزراعة وعلى رأسهم وزير الزراعة ، مناشدات زارعي النخيل والقائمين على استنباته وتنميته والعناية به تأتي على خلفية وجود مشكلات تتطلب الحل .

النخلة.. الشجرة المباركة

وردت آيات في ذكر شجرة النخلة في القرآن الكريم للتعريف بأهميتها ( والنخل ذات الأكمام ) ( هزي إليك بجذع النخلة تساقط إليك رطبا جنيا ) أتى  ذكر النخلة في القرآن بسبب منافعها الاقتصادية والصحية والبيئية فلماذا لا نعتني بها ولا نكرمها كما جاء في حديث النبي محمد ص ( أكرموا عمتنا النخلة ) ؟ للأسف الشديد لم تحظ هذه النعمة في بلادنا بالعناية والحماية فقد تعرضت هذه الشجرة التي تعد صديقة حميمة للبيئة للإهمال والإساءة  منها التجريف وعدم الرفق بها وغياب الحماية والعناية بها .

أمراض مستشرية

يبلغ عدد النخيل في محافظة ذي قار 620 ألف نخلة نسبة الإناث منها تتجاوز الـ 93% إلا أن هنالك أمراضا تصيب النخلة تؤدي إلى إلحاق الضرر بها والعلاج الكفيل بالخلاص من هذه الأمراض  يتمثل باستخدام المبيدات بين رئيس الجمعيات الفلاحية بمحافظة ذي قار مقداد الياسري للمدى" هنالك أكثر من 50% من أشجار النخيل مصابة بحشرتي الحميرة والدوباس نتيجة لانعدام المكافحة الجوية منذ 2003 ولحد الآن ، مما يفقد المحصول قيمته الغذائية والاقتصادية وسيجري بعد حوالي 60 يوما حصاد أشجار النخيل التي تغطي مساحة 43 ألف دونم بالمحافظة لكنها للأسف والحديث للياسري إن مجموعة من أشجار النخيل في المحافظة مصابة بمرضين مزمنين تسببهما حشرتا الحميرة التي تعزل الثمرة عن الشجرة والدوباس التي تشكل غطاءً لزجا يعزل الثمرة عن الشمس ،مضيفا إن المرضين كان يتم التعامل معهما باستخدام المكافحة الجوية الا إنها لم تفعل منذ 2003 ، لقد وزعت دائرة الزراعة في ذي قار المبيد الأرضي  لمكافحة المرضين الا انه اثبت عدم جدواه في معالجة أشجار عالية تصل أحيانا 15 مترا " .

النخيل في الرفاعي

فيما يوضح المهندس الزراعي حسين علي عبد الحسن للمدى " تقدر مساحة النخيل المثمر في منطقة الرفاعي بحدود 1242 دونما وقد تم استنبات وزراعة النخيل حديثا ضمن مساحة 75 دونما لكن مشكلتنا الرئيسية التي نعاني منها هي عدم شمول بساتين النخيل بآلية الرش بالمبيدات بواسطة الطائرة، مضيفا قيام إدارة شعبة زراعة الرفاعي بطلب لمديرية زراعة ذي قار لتوفير وسيلة الرش الجوي لكن لم يتم تلبية الطلب، ويرى عبد الحسن أن رش المبيد عن طريق الجو الهدف منه معالجة دودة الحميرة وآفة غبار النخيل وآفات أخرى أما تأثير رش المبيد أرضيا فهو لا يضاهي الرش الجوي ،والسبب في ذلك كما يقول بسبب افتقار بعض الفلاحين للخبرة الفنية التي تمكنهم من  التعامل بنجاح مع هذه الآلية ".  مقداد الياسري رئيس الجمعيات الفلاحية أكد للمدى " ان المرضين افقدا المحصول قيمته الغذائية والاقتصادية مما سيؤدي الى تسويق الثمار المسماة ( الشيص ) كعلف للحيوانات وبأسعار زهيدة ستضعف بالتأكيد من اهتمام الفلاحين ببساتين النخيل " .

جولة في أحد البساتين

ثمة بساتين للنخيل كثيرة تنتشر في مناطق متقاربة أو متباعدة في محافظة ذي قار تمثل ثروة زراعية نافعة إلا أن مستوى إنتاج التمور فيها لا يناسب أعدادها لوجود مجموعة من العوائق.

سنحت الفرصة لي لزيارة احد البساتين وهو بستان المزارع عبد الكاظم جواد الذي يقع ويطل على نهر الغراف في هذا البستان الأخضر تتوزع مئات النخلات المورقة التي بان طلعها استعدادا للنمو ثم بلوغ مرحلة الثمر اليانع بعد حوالي شهرين من الآن كم جميل منظر البستان الذي يعانق مياه نهر الغراف المتلألئة كأنها أسوار من فضة في يدي فتاة جميلة يقول المزارع الحاج عبد الكاظم "خلال  الخمسينات قام والدي المرحوم جواد بجلب مختلف أنواع فسائل النخيل ثم قام باستنباتها كان يهدف إلى تحقيق الهدف الاقتصادي وكذلك التعبير عن عشقه للأرض ولشجرة النخلة وحرصه على العمل الذي كان يراه شرفا للإنسان ، أنظر  يا صديقي كيف تحولت جهود والدي الجبارة إلى بستان ضخم يضم ألف نخلة  ما أعظم من يزرع الأرض ليحصد ثمار جهده .

خير الناس من نفع الناس

يتمنى جواد من كل مواطن في محافظة ذي قار أن يزرع شجر النخيل في بيته كما ناشد مديرية زراعة ذي قار بتشجيع المواطنين على زراعة هذه الشجرة المعطاء والغنية بالفوائد " أسهب الحاج كاظم في الحديث ثم قال " لدينا أنا وشقيقي ناظم مشكلة في تلقيح النخلات ذات الطول السامق فلو اعتمدنا على الطريقة التقليدية فإنها تتطلب الوقت والجهد والتكلفة المادية الباهظة لذلك أنا أقترح على السيد وزير الزراعة توفير مضخات رش لها القدرة على إيصال مادة اللقاح إلى قلب النخلة العالية ، يمكن لنا نحن المزارعون استئجار هذا النوع من المضخات من مديرية الزراعة حينما يتم استيرادها لأنها غير موجودة حتى في السوق " هكذا دأب عبد الكاظم على طرح مشكلته وانطباعاته التي تعكس حبه وولعه الشديد بالعناية ببستانه الذي أنجب الكثير من النخيل الوارف بنفس الأسلوب تحدث شقيقه ناظم جواد الذي قال لي " سأهديك بعض فسائل النخل لتزرعها في بيتك ما رأيك ؟ قلت له " اقتراح سديد لا أعترض عليه فأنت تهديني ما ينفع وخير الناس من نفع الناس "

مبيدات غير معروفة المنشأ

في السوق العراقية ضمن القطاع الخاص يتم عرض وبيع مبيدات أمراض النخيل لكن ثمة شكوك من بعض  المزارعين حول منشأ بعض هذه المبيدات وفاعليتها يقول المزارع ناظم جواد " جربنا المبيدات التي حصلنا عليها من السوق لكن بعضها لم يحقق ما نصبوا إليه لذلك نحن نشك في صلاحية هذه المبيدات فنرجو من وزارة التجارة العراقية وبالتعاون مع وزارة الزراعة متابعة عملية استيراد هذه المبيدات والتعرف على صلاحيتها وفاعليتها ، لأننا  استخدمنا بعض هذه المبيدات لمكافحة الإصابات التي لحقت عددا من النخيل لكن دون جدوى لأن  عددا من النخيل قد ذبل ومات " .

جهود جديدة لإيجاد الحل

يبدو أن وزارة الزراعة غير بعيدة عن تناول المشكلة وإيجاد الحل المناسب لمشكلة أمراض النخيل فقد صرح مدير زراعة ذي قار حسن البنا  قائلا " إن الهيئة العامة لوقاية المزروعات إحدى تشكيلات وزارة الزراعة ، أوفدت فريقا إلى المحافظة لتقييم مدى حاجة مزارع النخيل فيها إلى المكافحة الجوية،

وقد أجرى الفريق المذكور كشوفات ومسوحات ميدانية على مزارع النخيل لدراسة واقع الإصابة بحشرة الدوباس وأمراض أخرى وإن الفريق سيرفع نتائج الكشف وعينات من الإصابات إلى مختبرات الهيئة العامة في بغداد ،لتحديد مدى حاجة المحافظة في الوقت الراهن لإجراء عمليات مكافحة جوية  .يذكر إن الهيئة العامة لوقاية المزروعات قامت العام الماضي بمكافحة جوية لخمسة آلاف دونم فقط من مزارع النخيل من أصل 48 ألف دونم مزروعة بالنخيل في عموم المحافظة .

تجريف النخيل

لم يسلم النخيل من عمليات التجريف في بعض مناطق ذي قار مما يستدعي المسارعة من قبل وزارة الزراعة لمنع هذه الظاهرة وإيقاف انتشارها يقول  مقداد الياسري رئيس الجمعيات الفلاحية في محافظة ذي قار " إن ما يقدر بنحو 25 ألف دونم من بساتين محافظة ذي قار يتعرض للتجريف والإصابة بالآفات الزراعية منها حشرة الحميرة، وحفار ساق النخيل، وأمراض انحناء القمة النامية، وخياس طلع النخيل، وأمراض وبائية أخرى مما أدى إلى تراجع حاد في زراعة وإنتاجية هذه الشجرة المباركة ....إن محافظة ذي قار تتميز بوفرة بساتين النخيل فيها، حيث تمتد المساحة المزروعة بالنخيل من مركز المحافظة انتهاءً بقضاء الجبايش، في الشريط المحاذي لنهر الفرات.لكن هذه الثروة الوطنية لم يتم الاعتناء بها بالمستوى المطلوب منذ عام 2003 حتى الآن" المواطن سالم بشارة قال" إني مالك لأراض زراعية كبيرة كانت في فترة من الفترات تعج بالأشجار وبالنخيل وأيضا زراعة(الحنطة والشعير و الشلب والذرة وغيرها) إلا إنها تحولت إلى قفار بسبب ملوحة الأرض وقلة المياه وعدم الاهتمام الحكومي بالفلاح وبالزراعة حيث تحولت هذه الأراضي إلى مساكن والسبب هو غلاء الأسعار في العقارات خاصة في المدن مما دفع بعض المواطنين إلى الإقبال على شراء هذه الأراضي الزراعية لقربها من النهر وكونها متنفسا لبناء بيوت بمساحات كبيرة بعيدا عن ضوضاء المدينة وإننا عملنا جاهدين على تسهيل أمر المواطنين بالرغم من وجود مشاكل بين أبناء العمومة وصلت إلى التناحر والتقاتل في بعض الأحيان حتى وصلت إلى الاحتكام القانوني والعشائري لحل مشكلة الورثة" .

الرأي القانوني

لبيان طبيعة التجاوزات على بساتين النخيل توجهنا بالسؤال إلى المستشار القانوني محمد عبد الله  فقال " إن القانون العراقي يتيح البيع والشراء في الأراضي الزراعية لكن بشرط بقائها ضمن حدود البستنة وان تكون لها صورة زراعية لا سكنية ولا يمكن أن تتحول كمناطق سكنية أو مناطق عمل لمشاريع القطاع الخاص والعام أو تحويلها إلى دائرة من دوائر الدولة أو مرفق سياحي أو استثماري إلا بسند قانوني حكومي يتيح لها التحول إلى هذه الصفة الجديدة وان القانون لا يحمي المتداولين بالبيع والشراء ولا يمنحهم الحق في تحويلها إلى مناطق سكنية".

 

حماية النخيل مسؤولية وطنية

حسب المعطيات التي يعج بها الواقع الزراعي في محافظة ذي قار فإن حماية بساتين أشجار النخيل من قبل وزارة الزراعة لم يكن بالمستوى المطلوب من هنا تأتي مناشدة مزارعي هذه البساتين لوزارة الزراعة لوضع الخطط وبذل الجهود لحماية هذه الثروة من الانقراض والتهديد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram