إكرام زين العابدين كرة القدم كانت ومازالت تمثل زادا يوميا للفقراء والاغنياء في ارجاء المعمورة، وهي في نفس الوقت تمثل الشيء نفسه لعدد غير قليل من فئات الشعب لتعلقهم الكبير بها وللدور المهم الذي لعبته في توحيد العراقيين ورسم البسمة على وجوههم بعد ان حقق اسود الرافدين كأس آسيا 2007 بكرة القدم في اصعب ظروف العراق الجديد.
وفي نفس الإطار حمل نهائي الدوري العراقي بكرة القدم لموسم 2008 الذي جمع ناديي الزوراء واربيل رسالة مهمة وصريحة وواضحة للجميع بعد ان حضر أكثر من 50 ألف متفرج الى مدرجات ملعب الشعب وهتفوا وشجعوا وقالوا لأعداء الإنسانية بان العراق سيبقى وسيعود قويا في مختلف مجالات الحياة ومنها الرياضة التي كما اشرنا إنها متعة الفقراء بعد ان حرموا من متع الحياة الأخرى. لذلك فعندما نكتب ونطالب بأن تنطلق مسابقة الدوري الممتاز بكرة القدم وان تكون بمعزل عن انتخابات الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم لا نريد ان نقف مع جهة معينة او ننصر جهة على أخرى او نساهم في بقاء الاتحاد المنتهية ولايته. بل إننا نريد عودة الروح لملاعبنا من خلال انطلاق مباريات الدوري الذي سيساهم بتشغيل آلاف الأيدي العاملة العاطلة عن العمل في بغداد والمحافظات إضافة الى المساهمة الفعلية بتطوير المستوى الفني لكرتنا التي نعدها الهدف الأسمى والأغلى خاصة وان جميع المعارضين للاتحاد الحالي يصرحون ويؤكدون بان الاتحاد الحالي فشل في عمله وساهم في تراجع المستوى الفني لكرتنا داخليا وخارجيا. وشهد نهاية الموسم الكروي 2009 مباشرة البدء بإعداد الفرق للموسم الجديد من خلال التعاقد مع عدد من المدربين واللاعبين بمبالغ مالية كبيرة وهي حالة تحصل لاول مرة في اندية بغداد بعد ان كانت حكراً على اندية اقليم كردستان التي حصدت اللقب في المواسم الثلاثة الماضية، وتعاقدات الاندية حصلت على أمل ان ينطلق الدوري في شهر تشرين الاول الحالي وان قرعة المجاميع جرت في الاتحاد وبحضور ممثلي اغلب الفرق المشاركة في الدوري ولكن نفس الاندية عادت ورفضت اللعب وطالبت بان تجرى الانتخابات وينطلق بعدها الدوري. والسؤال الذي يجب ان يطرحه الجميع ما ذنب الجمهور الذي انتظر طويلا انطلاق الدوري،وكذلك إدارات الأندية التي تعاقدت مع المدربين واللاعبين على أمل ان تخوض منافسات الدوري وما ذنب المدرب واللاعب الذي لم يتسلم كامل عقده على أمل انطلاق الدوري وتسديد باقي مستحقاتهم من قبل الادارات. هذه الاسئلة لا نعرف إجابتها ولن نحصل لتفسير منطقي لها الا اذا عمل الجميع لمصلحة الكرة العراقية لا لمصالح شخوصها الذين باتوا نجوما يتصدرون الفضائيات اكثر من نجوم السينما. وفي نفس السياق يجب ان نذكر ان جمهورنا الرياضي بدأ يتحول من تشجيع الاندية الجماهيرية التي لا يعرف من نجومها الا القليل لتشجيع الاندية الخارجية التي حفظ اسماء نجمومها وانتقلت العدوى الى الاطفال ايضا وبدأ الجميع منقسماً بين الريال والبرشا بعد ان شعروا بان دورينا على وشك الالغاء ولا وجود لنجوم حقيقيين فيه بسبب الغياب عن مسرح الكرة العربية والعالمية. رفقاً بكرتنا العراقية التي بات البعض يتغنى باسمها وبالحفاظ عليها ولا يقدم التنازلات لها بحثا عن مصالحه الشخصية المعروفة.
في المرمى: ما ذنب جمهورنا؟!
نشر في: 28 أكتوبر, 2009: 05:35 م