اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأعشاب الطبية بين شكوك الأطباء ويقين العشّابين

الأعشاب الطبية بين شكوك الأطباء ويقين العشّابين

نشر في: 1 إبريل, 2013: 09:01 م

لا تزال الأعشاب الطبية  تهز عرش فروع متنوعة من الطب بقوة ، فهي ثقافة إنسانية شأنها شأن العادات والتقاليد تبلغ مبيعاتها في العالم مليارات الدولارات ، حتى في الدول المتقدمة هناك دول عديدة لا تستغني عن الأعشاب الطبية في علاجاتها كألمانيا التي تعتبر

لا تزال الأعشاب الطبية  تهز عرش فروع متنوعة من الطب بقوة ، فهي ثقافة إنسانية شأنها شأن العادات والتقاليد تبلغ مبيعاتها في العالم مليارات الدولارات ، حتى في الدول المتقدمة هناك دول عديدة لا تستغني عن الأعشاب الطبية في علاجاتها كألمانيا التي تعتبر من أكثر دول العالم استهلاكا لها ، وكذلك الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وبريطانيا فضلا عن دول أخرى فقيرة كالهند والبرازيل وجنوب إفريقيا ، وتمتاز الأعشاب الطبية بتاريخها الطويل الممتد عبر البشرية فقد أثبتت سلامتها ونجاحها على مدى قرون من الاستخدام فيما لو وصفت بطريقة صحيحة .
أشكال وأصناف
للأعشاب مثل غيرها أشكال وأصناف وألوان مختلفة ، ولها من الكتب ما لا يعد ولا يحصى ، ومنها ما يستخدم على طبيعته وأخرى تستخدم مخلوطة مع غيرها وقد تستخدم سيقان الأعشاب أو جذورها أو ورقها أو ربما جميع أجزائها ، غير أنها لا تستخدم جميعا بهدف العلاج فكما توجد أنواع مفيدة منها ، توجد أخرى قاتلة وللتعرف على أهمية الأعشاب والمستحضرات العطرية الطبيعية وتوضيح فوائدها على الجلد والبشرة بصورة عامة  توجهنا بسؤالنا الى المهندس محمد كريم خبير في العطور الزيتية والأعشاب ليحدثنا عن هذا الموضوع بشكل مفصل ، في البداية أكد كريم على أهمية النباتات العطرية في حياة الإنسان ، ليس من الناحية الكمالية فقط ، بل وصفها بالدواء الشافي لأمراض عدة تعاني منها اغلب عوائلنا نظرا لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة المؤثرتين تأثيرا مباشرا على الجلد ، فهناك حالات عديدة من الاكزيما والجفاف الجلدي والطفح وتساقط الشعر ، لذلك فالاقبال كبير على الأعشاب النباتية
الطب يعترف بها
لمعرفة رأي الطب في هذا الموضوع تحدث الدكتور إبراهيم كاظم اختصاصي الأمراض الجلدية حيث قال : هناك أكاديميات خاصة موجودة في الدول المتقدمة تستخدم طب الأعشاب أو ما يسمى بالطب البديل ونظرا لما له من أهمية وفوائد جمة على صحة الإنسان فضلا عن انه لاينتج أعراضا جانبية مضرة ، وقد استحدثت مادة طبية جديدة تدعى (سيراترول )مستخلصة من الفواكه ، لاسيما تلك الداكنة اللون مثل العنب الأسود ، حيث ثبت علميا إن هذه المادة لها القدرة على مقاومة الفطريات وتطيل عمر الإنسان بإذن الله وعن علاج بعض الأمراض من خلال هذه الأعشاب أوضح الدكتور إبراهيم إمكانية استخدام طب الأعشاب في علاج بعض الحالات المرضية ، فعلى سبيل المثال يمكن الشفاء من مرض الصرع في حالة عدم وجود سبب معروف له فالصرع في تعريفه العلمي هو اضطراب في الوعي نتيجة لاضطراب في كهربائية الدماغ ، ينتج عنه توهج الخلايا ، وعند استخدام العلاجات الطبية ذات المحتوى الكيميائي نجد أنها تقلل أو تمنع حدوث نوبات الصرع لكنها في الوقت نفسه تؤثر على إنزيمات معينه في الجسم لذلك لابد من مكملات غذائية عن طريق الأعشاب والنباتات الطبيعية للقضاء عليها دون إحداث أضرار جانبية، كما توجد عشبة طبية نباتية أخرى تسمى (جنكوبلوبا)توصف لحالات قصور الدورة الدماغية أو الدوار فوظيفة هذه العشبة تشبه عقار الأسبرين حيث أنها تزيد من سيولة الدم وتنشط الدورة الدماغية وتغذي الأطراف المحيطية مثل الأعصاب ..ووصفها بأنها طب المستقبل غير ممانع بان تضاف ضمن الوصفات الطبية .

الأعشاب ناجحة للشعر والجلد
فيما يتعلق بمشكلة تساقط الشعر التي يعانيها الجنسان في العراق بسبب نقص الحديد أو فقر الدم أو سوء التغذية أكد الدكتور إبراهيم: إضافة الى تلك الأسباب يمكن إضافة العامل الوراثي أو زيادة نسبة الكلور المعقم للمياه والذي يؤدي الى جفاف حاد في الشعر أو ضعف بصيلاته وان العلاج الأمثل إذا ما ابتعدنا عن الأدوية الكيمائية الكثيرة في الصيدليات ، مع استخدام صابون زيت الزيتون المخلوط بالأعشاب الطبية ثم يرطب الشعر بزيت مغذي لفروة الرأس ، ومن الأعشاب الطبيعية الخاصة بعناية الشعر زيت الخروع واللوز والزيتون وورق الغار كذلك حبة البركة التي تمتاز بخواص عديدة لأنها تعطي حيوية للجلد وتجدد خلايا البشرة ، كما إنها تعالج فروة الرأس من الجفاف والتقصف والقشرة، وعن النتائج الايجابية الناجمة عن استخدام الأعشاب الطبية أشار إبراهيم :إن جميع من استخدم الأعشاب الطبية لاحظ تحسنا ملموسا خلال فترة تتراوح من 4-6 أسابيع لكن الأهم الالتزام بالتعليمات الخاصة بطريقة الاستعمال من حيث الكمية وعدد مرات الاستحمام مع المواظبة حتى بعد تحسن الحالة ، ونبه الدكتور إبراهيم قائلا إن هذا لا يمنع من زيارة الطبيب الذي هو أولا وأخيرا من يجد حاجة المريض الى أي دواء أو تشخيص .

الأطباء يجافون حقيقة الأعشاب
طبيب الأعشاب سامان طه رشيد درس  في الجامعة المستنصرية (علوم بايولوجي) ودراسته كانت عن الأعشاب وتصنيفها.. حينها في عام2001  قرر ممارسة طب الأعشاب ومع مرور السنوات زادت خبرته وعالج الكثير من الأمراض، قلت له :منذ متى وأنت تمارس هذه المهنة؟ قال :نحن من قرى جبال بيرة مكرون كنت دائماً مع جدي أخرج معه في الفجر لكي نصطاد الأرانب البرية وحينما نعود كان يريني الأعشاب ويقول لي هذه العشبة تعمل على كذا وهذه على كذا مرض وحين كبرت بالعمر بدأت أهتم بطب الأعشاب.
وما تشاهده من أدوية معبئة فهذا نأتي به من مؤسسات أدوية أجنبية وعربية ولكن نحن لدينا أعشابنا ولأن الناس يحبون أن يشاهدوا الأعشاب مغلفة بطريقة جيدة فهم يثقون بها على العكس من أعشابنا التي ننتجها في علب وقوارير فهم لا يثقون بها.
ولهذا اعتقد إن الدواء الذي نجحت فيه وكان له الوقع الجيد لدى المرضى وحققت به نتيجة ايجابية بصراحة في عشبة (البابونغ) ابتكرت فيها أشياء مهمة جداً حول الأمراض الجلدية وبصراحة إن هذه العشبة على العكس من الأدوية فإنها تعمل على أشياء كثيرة مثل الجهاز التنفسي والعصبي والمعدة وأشياء كثيرة كذلك تعمل على البشرة بينما العلاج الكيميائي يعمل على جانب معين ويترك أثراً على جانب آخر وهذا معترف به من قبل الأطباء على العكس من الأعشاب فمثلاً البابونغ فيه الكثير من المواد المساعدة للجسم وللجلد على عكس المواد الأخرى و أنا استخدمه كحمام زيتي حين يوضع على الشعر فيكسبه لمعاناً وبريقاً كذلك لدي نجاحات في التجميل وأدوية المجاري البولية وأمراض الجهاز الهضمي.
لماذا يسميها الأطباء بالخرافة ؟!
ويستدرك سامان في حديثه قائلا :بان بعض الناس يظنون ويعتقدون أنها خرافة لأنهم لم يجربوها ولان الأعشاب شكلها غير جميل وطعمها غير مستساغ فهذا يجعل البعض يبتعد عنها كعلاج، كما إن هناك قضية مهمة جداً وهي إن بعض الأطباء يروجون الإشاعات والأفكار الخاطئة حول الأعشاب كي يبعدوا مرضاهم عن هذا العلاج . بعدها سألته عن مصدر تلك الأعشاب فقال لي  إن بعض التجار يأتون بها من إيران والهند وسوريا.فقلت له وبماذا يشتهر العراق ، قال يشتهر العراق بعشبة الزعتر و زهرة النرجس وهي موجود ة غالباً في كردستان وهي من أنواع البصيليات ذات رائحة نفاثة وتفيد في علاج الروماتيزم والبشرة والأعصاب.

تأثيراتها التي قد تكون سامّة!
رئيس قسم طب الأعشاب في وزارة الصحة العراقية الدكتورة لينا شامل قالت : إن (ما يجري اليوم في مجال تعاطي الأعشاب كأدوية، يتم بنحو فوضوي، ولا بد من تنظيم الأمر تجنباً للمخاطر والأضرار) موضحة أن ما يشاع لدى عامة الناس بشأن خلو الأعشاب الطبية من الأعراض الجانبية غير صحيح تماماً، ويدفع بهم لتعاطيها دون حذر، برغم المخاطر التي تنطوي على ذلك.وأضافت أن الوزارة أجازت 478 عشاباً خلال السنوات (1997 -2009) مبينة أن إصدار الإجازات توقف منذ 2009 بسبب الفوضى في استعمال الأعشاب وانتشار الشعوذة والدجل في هذا المجال،وأوضحت : أن وزارة الصحة بصدد إصدار ضوابط وتعليمات جديدة لتنظيم عمل العشابين، وستنشرها قريباً في جريدة الوقائع العراقية الرسمية، مستطردة أن التعليمات والضوابط الجديدة ستكون بمثابة عملية غربلة لتقرير مدى أهلية العشابين لمزاولة المهنة.وذكرت أن العشابين سيخضعون لاختبارات خاصة، لافتة إلى أن الإجازات الجديدة لمزاولة مهنة طب الأعشاب ستمنح في ضوء نتائج هذه الاختبارات،وحذرت شامل من مغبة الآثار  الخطيرة التي تنطوي على تعاطي بعض الأعشاب التي تنبت في البراري من دون دراية سابقة بطبيعتها وتأثيراتها التي قد تكون سامة، مشددة على ضرورة توخي حذر العشابين في استعمال الأعشاب الطبية أو وصفها للناس.وأكدت أن هنالك أعشابا سامة وقد يؤدي تناولها إلى الموت، موضحة أن وزارة الصحة ستصدر قريباً الدستور العراقي لطب الأعشاب، الذي يصنفها ويشرح مجالات استخداماتها،ومضت قائلة إن هذا الدستور الخاص بطب الأعشاب، سيكون متاحاً للعشابين، وسيقلل من اعتمادهم على مصادر معلومات غير دقيقة.
لا أؤمن بطب الأعشاب
من جهتها أوضحت الموظفة سلامة: بأنها لا تؤمن بطب الأعشاب ولم تذهب إلى العشابين أبدا بوجود  طب حديث وتكنولوجيا كبيرة متطورة، ومادام أيضا العلم في تقدم وبحث عن أفضل النتائج في الأقسام الطبية لمنح العلاج بأفضل صور ونتائج حقيقية تخدم المواطنين.
وأضافت: بعض أصحاب محال طب الأعشاب وليس الكل أصبحوا يدخلون السحر في عملهم كمادة للعلاج وهذا لمسته من خلال كلام بعض النساء اللواتي يذهبن إلى العشابين للحصول على العلاج، فضلا عن إن أصحاب تلك المهنة لا يمتلكون شهادات تؤهلهم للعمل وخبرة تنم عن ذلك وإنما يستعملون هذه المهنة كوسيلة للربح السريع على حساب أرواح المواطنين بحجة إن طب الأعشاب مجرب منذ القدم لعلاج الأمراض المختلفة.
أما حيدر وهو صاحب صيدلية قال الأعشاب تستخدم لحالات بسيطة كالرشح والأنفلونزا لما بها من زيوت عطرية أو محفزات لعملية الاحتقان إلا إني لا أؤمن بها ولا أجدها بديلا ناجعا عن الدواء واعتبرها مهنة من لا مهنة له لأنها لا تخضع لأبسط مقومات الفحص الدقيق ، ويكمل بقوله: إذا كانت الأعشاب تفعل كل هذا السحر في الشفاء فلنجلس في بيوتنا ونستعين بالعشابين ونتخلى عن الأجهزة المتطورة والأدوية التي تصنعها شركات الأدوية بعد سنين من الاختبارات العملية ومدى تأثيرها ، ما يقال عن الأعشاب ومفعولها مبالغ فيه وكما قلت لك لا يتعدى حدود نجاحها سوى نزلات البرد .

القول الفصل في الأعشاب
يبقى الصراع قائما بين طب الأعشاب والأدوية الكيميائية وكل طرف يحاول أن يجد علة في الطرف الآخر ، العلم لم يقل كلمته الفصل في طب الأعشاب بسبب إن الأدوية أصلا تأخذ مصادرها من الأعشاب البرية ولكن هذا الأمر لا يعني عدم تدخل الإنسان في جعل هذه العشبة أو تلك ولهذا تجد إن مختبرات ومراكز كبيرة تقوم بالتدقيق والتمحيص وأحيانا كثيرة يستمر التأكد من هذا العلاج أو ذاك لسنوات عدة، هذا هو الفرق لان الأعشاب توصف كما هي دون دراية أو معرفة ولهذا تخسر سباقها مع الأدوية الصيدلانية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram