استناداً إلى تصريح أدلى به القاضي عبد الستار البيرقدار قبل إعفائه من مهمة المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى ، أكد فيه اتهام أحد النواب باغتصاب فتاة قاصر ، وإحالة قضيته إلى محكمة جنايات بغداد الرصافة ، تحرك صحفي للاطلاع على المزيد من المعلومات ، لطرحها أمام الرأي العام ، لكنه اصطدم بعقبات كثيرة، وهناك من نصحه بالابتعاد عن هذا الموضوع حفاظا على حياته ، ولم يسعفه احد من أصحاب الشأن في الحصول على معلومة واحدة ، ولأنه جاء من الباب ، لاعتقاده بأن الدستور يمنحه حق الحصول على المعلومات من جهات رسمية ، وبعد أن تيقن بأن اعتقاده لا احد يشتريه بـ "زبانة " لجأ إلى أسلوب آخر يمكن أن يوفر له فرصة الدخول من الشباك ، وتحقق له ذلك ، وخرج بحصيلة من المعلومات مازال يتردد في نشرها حتى لا يكون ضحية الكاتم ، فأذعن لنصائح زملائه بالحفاظ على حياته بعد إقناعه بأن لا أحد يستطيع حمايته أو يقف ، ويتضامن معه ويدعمه في نشر الحقائق .
الفنان الممثل حمودي الحارثي وفي المقدمة الغنائية لمسلسل "تحت موس الحلاق " وتعبيراً عن ندمه على مشاكساته المستمرة للحاج راضي الفنان الراحل سليم البصري كان يردد "محصن بالله ومحروس ياستادي" فاستحق الحاج راضي الحصانة من الحارثي ، وخارج المشاهد التمثيلية ترفع عنه كبقية العراقيين الذين لم يكن يعرفون الحصانة البرلمانية وقتذاك، وبحدود حصانة الصحفي الضيقة جدا ، الممنوحة له من رؤساء التحرير عندما يكون مزاجهم رائقا وموافقة "مشعول" الصفحة ، يقصد مسؤول الصفحة ، نشر خبرا لا يثير غضب أصحاب الكواتم جاء فيه أن :" السلطة القضائية تعتزم تقديم قائمة إلى رئاسة البرلمان تضم 13 نائبا لرفع الحصانة عنهم تمهيدا لتقديمهم للقضاء " الخبر لم يذكر الأسماء ، ولكنه أشار إلى الأسباب، فبعضهم متهم بارتكاب جرائم جنائية ، وآخر متورط في دعم مجاميع مسلحة، تقف وراء تنفيذ أعمال عنف طالت مدنيين ، في العاصمة بغداد ، واغتيال موظفين حكوميين "
الدورة التشريعية السابقة شهدت التصويت بأغلبية الأصوات على قرارات رفع الحصانة عن بعض الأعضاء ، والبرلمان الحالي لم يطرح في جدول أعماله رفع حصانة عن احد أعضائه، وهذا المؤشر لا يعني عدم وجود متهمين بقضايا تستحق رفع الحصانة ، بحسب أعضاء من مختلف الكتل النيابية ، ولكن واستنادا إلى تصريحاتهم فإن تعطيل الإجراءات يعود لعقد صفقات وتسويات ، بين رؤساء الكتل ، بذريعة خشية اتخاذ قرارات قد تسهم في تفاقم المشهد السياسي .
النواب المدافعون عن استقلالية القضاء العراقي لطالما أكدوا رفضهم التدخل بشؤونه ، والكلام صحيح ، وفوق الرؤوس سواء كان فوقها العقال أو العمامة أو الجراوية أو السدارة البغدادية أو القبعة ، لكن واقع الحال وما يتمخض من نتائج عن اجتماعات رؤساء الكتل قبل الدخول إلى الجلسة ، يكشف إخضاع القضاء للمساومات السياسية ، في مشهد تمثيلي ، لم يرد في مسلسل "تحت موس الحلاق " ، فالنائب محصن ومحروس في البرلمان العراقي، بوجود الكاتم صاحب الصوت الأقوى في إغلاق الملفات الخطرة .