TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محصّن ومحروس

محصّن ومحروس

نشر في: 1 إبريل, 2013: 09:01 م

 

استناداً إلى تصريح  أدلى به القاضي عبد الستار البيرقدار قبل إعفائه من مهمة  المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى ، أكد فيه  اتهام أحد النواب باغتصاب فتاة قاصر ،  وإحالة  قضيته إلى محكمة  جنايات بغداد الرصافة ، تحرك صحفي للاطلاع على المزيد من المعلومات ، لطرحها أمام الرأي العام ، لكنه اصطدم بعقبات  كثيرة،  وهناك من نصحه بالابتعاد عن هذا الموضوع حفاظا على حياته ، ولم يسعفه احد من أصحاب الشأن في الحصول على معلومة واحدة ، ولأنه جاء من الباب ، لاعتقاده بأن الدستور يمنحه حق الحصول على المعلومات من جهات رسمية ،  وبعد أن تيقن بأن اعتقاده لا احد يشتريه  بـ "زبانة " لجأ إلى أسلوب آخر يمكن أن يوفر له فرصة  الدخول من الشباك ، وتحقق له ذلك ، وخرج بحصيلة من المعلومات  مازال  يتردد في نشرها حتى لا يكون ضحية الكاتم ،  فأذعن لنصائح زملائه بالحفاظ على حياته  بعد إقناعه بأن لا أحد   يستطيع حمايته أو يقف ، ويتضامن معه ويدعمه في نشر الحقائق .
الفنان الممثل  حمودي الحارثي وفي  المقدمة الغنائية لمسلسل "تحت موس الحلاق " وتعبيراً عن ندمه على مشاكساته  المستمرة للحاج راضي الفنان الراحل سليم البصري كان يردد "محصن  بالله ومحروس ياستادي" فاستحق الحاج راضي الحصانة من الحارثي ، وخارج  المشاهد التمثيلية ترفع  عنه كبقية العراقيين الذين لم يكن يعرفون الحصانة البرلمانية وقتذاك، وبحدود حصانة الصحفي الضيقة جدا ، الممنوحة له من رؤساء التحرير عندما يكون مزاجهم رائقا وموافقة "مشعول" الصفحة ،  يقصد مسؤول الصفحة ، نشر خبرا  لا يثير غضب أصحاب الكواتم  جاء فيه أن :" السلطة القضائية تعتزم تقديم قائمة إلى رئاسة البرلمان  تضم  13 نائبا لرفع الحصانة عنهم تمهيدا لتقديمهم للقضاء " الخبر لم يذكر الأسماء ، ولكنه أشار إلى الأسباب، فبعضهم متهم بارتكاب جرائم  جنائية ، وآخر متورط في دعم  مجاميع مسلحة،  تقف وراء تنفيذ  أعمال عنف طالت مدنيين ، في العاصمة بغداد ، واغتيال موظفين حكوميين "   
الدورة التشريعية السابقة  شهدت  التصويت بأغلبية الأصوات على قرارات رفع الحصانة عن بعض الأعضاء ، والبرلمان الحالي لم يطرح في جدول أعماله رفع حصانة عن احد أعضائه، وهذا المؤشر لا يعني  عدم وجود  متهمين  بقضايا  تستحق رفع الحصانة ، بحسب  أعضاء من مختلف الكتل النيابية ، ولكن واستنادا إلى تصريحاتهم  فإن  تعطيل الإجراءات يعود لعقد صفقات وتسويات  ، بين رؤساء الكتل ، بذريعة خشية  اتخاذ قرارات قد  تسهم في تفاقم المشهد السياسي .
النواب المدافعون عن استقلالية  القضاء العراقي لطالما أكدوا رفضهم التدخل بشؤونه ، والكلام صحيح ، وفوق الرؤوس سواء كان فوقها  العقال أو العمامة أو الجراوية أو السدارة البغدادية أو القبعة ، لكن واقع الحال وما يتمخض من نتائج  عن اجتماعات رؤساء الكتل قبل الدخول إلى الجلسة ، يكشف إخضاع القضاء  للمساومات السياسية ، في مشهد  تمثيلي ، لم يرد في مسلسل "تحت موس الحلاق " ، فالنائب محصن ومحروس في البرلمان العراقي،  بوجود الكاتم صاحب الصوت الأقوى في إغلاق الملفات الخطرة .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram