اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > الحرب في العراق.. مسلسل لـ BBC

الحرب في العراق.. مسلسل لـ BBC

نشر في: 28 أكتوبر, 2009: 05:42 م

ترجمة المدى لم ينجح السينمائيون في نقل صورة الحرب في العراق الى الشاشة، او ان القصص التي قدمت فشلت في نقل الواقع الحقيقي للحرب. ولكن الاعمال التلفازية حققت نجاحا اكبر ومقاربة افضل واكثر دقة، حتى وان كان ذلك عبر مشاهد ثانوية في مسلسلات مثل،
"غري اناتومي" او "رحمة" او "NCIS"، تتحدث عن جندي جريح، او اجراء عملية له، دون التطرق الى تفاصيل الحدث او خلفيته في بعض الاحيان، مع التأكيد ان تجربة الحرب في العراق، تركت اثارها على من شارك فيها من الناخبين المادية والعاطفية. وهذا الامر هو هدف ورسالة المسلسل القصير (إحتلال) (4 حلقات) الذي بدأت بثه الـ BBC، مع ان كاتبه بيتر باوكر قد تقدم خطوات في القول ان هذه الحرب غيرت الناس بشكل مميز. ولا شيء قد شهده المرء على شاشات التلفاز، يهيئه للمشاهد المرعبة، المؤلمة القاسية في "احتلال"،على الرغم من صور الجرحى والقتلى، قدمت بشكل واقعي وقريب من الحقيقة. ان العامل الذي يحرك المؤلف، الشخصيات وكل ما يتعلق بالرقص الآثم الذي يدور في العراق، هو حماقة عدم فهم الناس من حولك. انه ليس صِداماً ثقافياً كما هو اضطراب ثقافي. ومنذ المشهد الاول، حيث فتاة شابة اصيبت بجروح شديدة، وحتى المشهد الاخير، ينتقل الجنود البريطانيون، من مكان الى آخر، يتفادون طلقات الرصاص، دون سبب واضح: ان الحرب في العراق هي صورة مرآة مميتة لما كتبه شكسبير في "الغابة السحرية". ويرفض المؤلف اللجوء الى اجوبة سهلة – او الى حالة اللااجوبة على الاطلاق. وفي هذا العمل، نشاهد الحرب عبر اعين ثلاثة جنود، في العراق، المكان الذي يرسلون اليه دون تفكير، وما ان يصبحوا فيه حتى لا يقدرون على الفرار منه. من شخصيات المسلسل السرجينت مايك سويفت يخاطر بحياته للبقاء مع الفتاة الجريحة، ينقلها الى المستشفى وعندما يعلم بعدم وجود عدد كاف من الجراحين لمساعدتها، ينقلها الى انكلترا، ويغدو جنديا بطلا.ولكن سويفت يقع في حب عالية، طبيبة عراقية، وسرعان ما تدرك زوجته ان هناك وسيلة اخرى لخسارة الزوج في العراق. اما الكابتن داني باترسون، فهو جندي قوي يمجد كيبلينغ (الشاعر) باستمرار، واثق من نفسه في المعارك. ولا يمتلك داني اي فكرة في كيفية التعامل مع الاوضاع في المنزل، وسرعان ما نجده ينظم مجموعة من اصدقائه القدامى للعودة الى العراق عبر عقود خاصة (او المرتزقة – كما يسميهم). انه قد ضحى بنفسه في سبيل وطنه، فلماذا لا يفعل ذلك من اجل المال؟ اما لي هيبز، وكيل العريف، فهو الشاب المثالي، الذي يؤمن تماما ان الحرب امر يعود للعراقيين. يعود الى البصرة مع داني من اجل انشاء هيئة المجازفة للعمليات ببطء وتدريجيا ينسلخ كل رجل من ماضيه او حياته السابقة، ويرغم لتشكيل نفسه في الفوضى الجنونية للحرب والسياسة. وبالنسبة لحب مايك تجاه عالية فان الاحداث تعطيه ابعاداً ملحمية فهو يجد فيها دليلا على وجود شيىء يستحق القتال من اجله في العراق. اما هيبزي، فيحس بالضجر بعد ادراكه ان مجرد محاولة مد الصداقة للسكان المحليين، قد يجعله هدفا للمخاطر. اما داني فنراه يتخلى عن محاولة الوصول الى قرارات تستند الى الحق، "لافائدة من البقاء هنا"، ويضيف، "ليس هناك غير الاسوأ والاسوأ". ولا توجد شخصيات ملائكية في "احتلال"، مع شيء من البطولات التقليدية ومن احد المشاهد المرعبة، تلك التي هي عملية خطف هيبزي، ثم مواجهته الموت. يبكي هيبزي ويحدث خاطفه عن والده وذكرياته في مرحلة الطفولة، لينتهي الى القول، "كما ترى لم يكن من المفروض ان تنتهي حياتي بهذه الطريقة". وفي المسلسل يظهر البريطانيون والامريكان بأنهم لا يقومون باعمال جيدة بل مضرة في الغالب، لان وجودهم يثير العنف بين زمر او احزاب شتى. ومن خلال عالية نشاهد قهر المرأة تدريجيا – فهي على الرغم من كونها طبيبة، فانها سرعان ما تمنع من التحدث الى الرجال، وحتى صداقتها لمايك تجعلها بالنسبة اليهم، مومساً. وفي مشهد رئيسي يمثل الذروة (يذكر المشاهد بآخر شاهدة في فيلم صوت الموسيق)، يشاهد مايك احد معارفه من الذين انضموا الى مجموعة من القتلة. ويسأله، "انت لست واحدا منهم!" ثم يكتشف انه كان مخطئا. هذه قصص ليست ذات نهايات سعيدة، ولكن "احتلال"، وبشكل غير متوقع يرقى الى مستوى عالٍ في انسانيته وشجاعته. نيزبيت، غراهام وبراون، يذهبون الى الحجيم ويعودون منه من دون ان يخسروا شيئا غير الحقيقة الجوهرية التي لا يمكن انكارها وهي من هو كل واحد منهم! ومشاهدة، "احتلال"، تترك اثرا عميقا، قد لا يثير الدهشة، وهو ان الكثيرين من الجنود، في العراق او في حروب أخر، يصبحون غير قادرين على معاودة نمط حياتهم الاولى مطلقا. عن الكريستيان ساينس مونتير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مشهد بصري لشاعر يتلهّى ويستأنس بالكلمات والصُّور الشعرية

الأثر الإبداعي للكتب السينمائية المترجمة ملف "السينمائي" الجديد

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

مقالات ذات صلة

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية
سينما

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

المدىياسر كريم مخرج شاب يعيش ويعمل حاليا في بغداد، حصل على بكالوريوس علوم الكيمياء من الجامعة المستنصرية. ثم استهوته السينما وحصل علي شهادة الماجستير في الاخراج السينمائي من Kino-eyes, The European movie master من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram