منذ سنوات طوال لم تتغير نظرة المراقبين لشؤون الكرة العراقية انها ولودة باللاعبين المهرة ممن يغزون ساحات أزقتهم بالعشرات ويتحينون فرصة المدربين المحليين ليأخذوا بأيديهم الى قمم الشهرة مع الاندية والمنتخبات الوطنية ، وفي الوقت نفسه وعلى العكس من ثراء المواهب ، تعد كرتنا فقيرة في ادارة تلك الاندية وفق أسس الاحتراف السائدة اليوم بعد ان تلاعبت بها أهواء رؤساء مصابين بعقم التخطيط الاحترافي ومازالوا يفكرون بتدابير بالية لا تنسجم مع متطلبات الاتحادين الدولي والقاري.
ووسط تلك الصورة القاتمة ، ينفرد نادي أربيل بستراتيجية القيادة الادارية التي تتبعت مسار الاحتراف في خطوات متأنية على مستوى الافراد والبنى التحتية والتنظيم والاعلام والجمهور، وبلغت مستويات عليا جعلت النادي يحتل المرتبة الاولى محلياً ترشحه ليكون سفير المحترفين العراقيين مثلما نراه اليوم على صعيد البناء الفني للفريق من لاعبين عرب وأفارقة ومدرب كرواتي بات على دراية كاملة بمكامن تفوق أربيل في دوري النخبة وبطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
من هذا المنطلق نرى ان تكثف ادارة النادي اهتمامها ببطولة الكأس القارية هذا العام لانها تمثل الانعطافة المهمة في تأريخه التي تنقله الى منافسات دوري أبطال آسيا عام 2014 بعد موافقة المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم على تأهل بطل الكأس ووصيفه الى النسخة الجديدة بمشاركة 23 فريقاً بدلاً من 10.
ان شهادة مدرب فنجاء العُماني هشام القزاوي اليوم قبيل مواجهة أربيل في الجولة الثالثة من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي في ملعب فرانسو حريري ليست الأولى ولن تكون الاخيرة وجاءت لتؤكد مكانة وقوة أربيل وسط الفرق الكبيرة في المنطقة بعدما عكس اهتمام ادارته وحلقاته التنظيمية المحترفة وتعامله الحريف بممثل سلطنة عُمان صواب نهجه للمضي في مشوار الاحتراف ليقطف ثمار جهوده ويصبح أول ممثل عراقي في بطولة دوري المحترفين العام المقبل بعدما بقينا نؤدي دور المتفرّج لمسرحها طوال العروض الماضية!
لابد ان تترسخ قناعة ادارة نادي أربيل بحتمية التواجد ضمن النخبة الآسيوية من خلال المحافظة على صدارة قمة المجموعة الثانية والعبور الى الادوار اللاحقة بالطموح ذاته حتى تحقيق اللقب او الوصافة اضعف الإيمان ، كما ان المدرب الكرواتي رادان والملاك المساعد له يعي اهمية مواصلة التقدم في البطولة بعدما قدمت له ادارة النادي مفاتيح النجاح " مادياً ومعنوياً " لاغتنام نقاط الجولات المقبلة لاسيما انه يمتلك صفوة لاعبي الجيل الجديد ( ذوي الخبرة وحماسة الشباب ) ممن اثبتوا انهم يستحقون ثقة الادارة والمدرب وتمثيل أحد أقوى فرق الدوري العراقي واكثرهم استقراراً في جميع الاحوال.
واذا ما كانت هناك نقاط سلبية ينبغي ان تشخص بكل صراحة هي تمرد انفار من الجمهور على نظام التشجيع النظيف كما هو واقع الحال في جميع ملاعب المحافظات، حيث ينساقون وراء مشاكسات غير مبررة تعود بالسلب على سمعة ناديهم إذا ما أوكل اليه الاتحاد المركزي للعبة تضييف مباريات دولية على صعيد الاندية والمنتخبات مستقبلاً.
وأخال ان ادارة النادي لا تسمح بتمادي البعض في هوس التشجيع خارج الاصول والضوابط ودائما هناك مسلمات واضحة تحد من بروز ظاهرة العنف وتوئدها في مهدها عندما يخفق حكم مباراة في ضبط ايقاع قراراته، من دون ان ننسى الجانب المشرق "الأعم" في التقاليد الجميلة لجمهور أربيل اثناء دعم ومؤازرة جميع الفرق الاندية حباً منه لكرة القدم ومتعتها ونتائجها المفاجئة بعيداً عن مراهنات شخصية فوق المدرجات تلحق ضرراً كبيراًً وتضع ناديهم تحت طائلة العقاب في حال ركب المتمردون موجة التعصب.
جميع التعليقات 1
علي احمد حسن
كلام منطقي جدا ويجب على جميع الاندية العراقية وخاصة البغدادية منها والتي يعتبر بعضها ( عريق )ان تحذو حذو نادي اربيل وتبدأ خطواتها نحو بناء اندية محترفة تأخذ مكانها بين الاندية العربية والاسوية وحتى العالمية لما نمتلكه من مواهب رياضية واعدة مع الاخذ بالاعت