TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تحت المراقبة

تحت المراقبة

نشر في: 2 إبريل, 2013: 09:01 م

ناشط مدني أعدَّ تقريراً استند الى معلومات  حصل عليها من عشرات الطلبة والاساتذة في   جامعات اهلية وحكومية،  تؤكد  خضوعها لإجراءات رقابية ، وصفها بأنها  تنتهك الحريات الشخصية.. وذكر الناشط في تقريره ان  وزارة الداخلية  استحدثت في عام 2005 دائرة حماية أمن الجامعات ، توزع موظفوها بين  الكليات والمعاهد ، واخذوا يجولون بزيهم المدني داخل الحرم الجامعي ، ويختلطون بالطلبة ويستمعون لأحاديثهم ، ويتعرفون حتى  على تفاصيل حياتهم ، ويؤشر الناشط وجود ممارسات للضغط على الاساتذة وابتزازهم ، فضلا عن قيام الكليات بنصب كاميرات لمراقبة تحركات الطلبة ، وطبقاً لما ورد في تقرير الناشط فان الهمس يدور الآن بين الاساتذة حول وضع كاميرات  لمعرفة ما يدور بينهم خلال احاديثهم .

عناصر حماية الجامعات كلفوا بمهمات امنية ومنها استقصاء المعلومات عن اي نشاط  يدعو الى تبني الفكر المتشدد ،  والعنوان العريض لهذه المهمة يفتح ابواب احتمال   التدخل في  شؤون اخرى ، قد تكون من وجهة نظر البعض فرض رقابة صارمة على الافكار وحرية التعبير ، ولا سيما ان عنصر الحماية لم يأخذ التدريب الكافي  في استخدام الاسلوب الصحيح  والسليم الذي لا يتقاطع مع أداء واجبه.

الجامعات العراقية عرفت  سابقا الحرس الجامعي ، وكانت  مهمته  محددة  بمتابعة ارتداء الطلبة  الزي الجامعي ، اما مراقبة  النشاط الفكري ، المعادي (للحزب والثورة)  فيقع على عاتق  جهات اخرى مرتبطة بأجهزة امنية تمتلك صلاحية الاعتقال الفوري  العاجل من دون بيان الاسباب  ، والاساتذة وقتذاك كانوا يخافون حتى من ظلهم ،  ولا احد منهم يستطيع الادلاء  بحديث سياسي ، للتعبير عن رأيه بقضية ما ، لان مصيره  سيكون غير محمود العواقب ، اما قضية الكاميرات واللاقطات فهي ماثلة في الاذهان قبل وضعها في الجدران والسقوف  والزوايا غير المرئية .

في يوم  هروب حسين كامل من  العراق الى الاردن ، كان احد المسؤولين مصاباً بكسر بقدمه ، وفي اثناء زيارته من قبل بعض الاعلاميين للاطمئنان على صحته ، تحدث الحاضرون   في منزل المسؤول  عن كيفية حصول عملية الهروب ، والرجل حاول تغيير الحديث ، ودعا الضيوف الى   التركيز على اجراءات القيادة الحكيمة  وقدرتها على  احتواء  ومعالجة أشد الازمات خلال 24 ساعة .

بعد خروج الضيوف  طلب المسؤول من احدهم ان يبقى معه لدقائق  وقال له معاتبا:  ليس من المناسب الحديث في منزلي بقضية هروب حسين كامل،  فردَّ عليه الضيف ،  الخبر معلن   وبثته وكالة الانباء العراقية، وصدر بيان من القيادة  بإعفاء حسين كامل من منصبه ، المسؤول انفرجت أساريره ، فدفع كرسيه المتحرك نحو حديقة المنزل ليودع   ضيوفه  ثم عاد مسرعاً  ليتابع  ما يبثه  التلفاز الرسمي من انباء جديدة  ، واناشيد وطنية .

مخاوف المسؤول السابق من حديث ضيوفه ربما انطلقت من اعتقاده بوجود كاميرات ولاقطات   الاستماع ، والامر ليس مستبعدا ، ومنذ ذلك الوقت ،  وحتى الان المخاوف قائمة ، بعد ان اصبحت  الكاميرات ترصد حركات الطالب او الاستاذ جامعي ،  وصورت شخصا قاده  حظه العاثر "ليريق المائية " على جدار مقر حزب متنفذ!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram