عندما يظهر ناطق رسمي برلماني لأحد أطراف العملية على الشاشات معلناً ( أن كافة الأطراف في العملية رتبوا أمورهم الخاصة والعائلية بما فيهم المتكلم ) ولم نسمع مستنكراً أو مستفسراً أو شاجباً من جميع الأطراف التي ذكرها الناطق ماذا يعني ذلك ، الا يعزز ما نلمسه يومياً مثلاً في البذخ على انتخابات ثانوية قياساً بالبرلمانية وما يصرف عليها من مال يقال أنه سحت حرام ولم يخرج من خزائن الأحزاب ، وهذا يؤكد ما أثير حول العزوف عن إصدار قانون الأحزاب الذي قد نرى منه شفافية حول الداخل والخارج من وإلى الخزائن وهذا السحت الحرام لا نفهم كيف يتم التعاطي والتعامل معه هل يمول من الفساد الذي شكلت لأجله الهيئات والمفتشيات أم من مصادر أخرى ؟
لا يسعنا في هذه الحالة الا أن نحتكم لجهة يحترمها من يختلف معها أو من يؤيدها عندما يشير بسداد ناطقها ممثل السيد السستاني عن الفساد أن هناك هجرة للأموال العراقية ، وهناك صنفان ( أولهما تاجر يخاف على أمواله ولا يملك الروح الوطنية لبناء بلده ، والثاني هو السياسي الذي يتاجر خارج العراق خوفاً من أن يفضح أمره في الداخل ) وأضاف ممثل المرجعية أن هناك دولاً ذكرت أن 70% لديها من المستثمرين هم عراقيون . مطالباً بملاحقة هؤلاء الوضيعين وأصحاب الأخلاق الرخيصة . ( كربلاء النجف / مدى بريس 31/3 ) ألم يكن هؤلاء هم الذين رتبوا أمورهم كما يقول الناطق قبل أن تغرق السفينة أو سفينتهم الخاصة لأنه في ذلك حساب وهو محمي الآن .
المواطن البسيط أو الناخب الأبسط لا يحيط به غير هؤلاء ولا يدعي أحد أنه يمثله إلا مارحم ربي ، حيث يدغدغ هويته الطائفية أو العشائرية هذا المرشح الذي سيدشّن الساحة السياسية ليشارك في باقي الكعكة . هذا سحت الداخل فقط ويمكن لمس نتائجه من حيث أداء الرجال الذين وراءه كما نراه في الخدمات والبطالة والتنمية ...... الخ .
إذ هذا السحت كان سبباً وراء خراب النفوس والذمم وانعكس كاملاً على البناء الموعود . أما المال السياسي المستورد ومصدره معروف فأنه أيضاً خرب الذمم الوطنية وغيرها بحيث أصبح عامل ترجيح لما يمثله من دعم لوجستي حيث يخلق أقداما وأيادي لجميع المطالب الشرعية وغير الشرعية ولعل الأخيرة هي التي تقود الأولى حيث تستثمر في البطالة والفقر أي تقليد للوجه الآخر لها وهو سحت الداخل لان كلا المصدرين حرام سواء مال الفساد أو مال الشعوب المجاورة فوجهي العملة طائفياً وسياسياً وأخلاقياً وضعا البلد في دوامة ليصبحا جزءا مكملاً لبيا دق .
ساحة الشرق الأوسط التي يتناطح بها الكبار دوليا ً و إقليمياً . هذه الاستباحة للمال العام من قبل الأطراف التي تذكرها المرجعية ، ألم تحلق عالياً برواتبها وأمتيازاتها وتقاعدها بشرع بريمر القائد المؤسس لهذه الشريحة التاريخية حيث لم يذكر لنا تاريخنا مثلها قبلهم أصبح قدوة لكل واحد منهم بالاستهانة بالمال والشأن العام بشكل متجانس تماماً .
نأمل ممن تبقى أن ينفخ الله في صورته ليوقف الخسائر على الأقل قبل أن يترك ساحتنا من رتب أموره ويحصل الفراغ الرهيب خصوصاً في العراق العربي .
مال ســـحت ســـياســي
[post-views]
نشر في: 3 إبريل, 2013: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...