كاوه شيخ علي منذ خمسة أيام وأنا أحاول أن أرسم في ذهني صورة لمعرض الكتاب الثامن هذا العام، ولكي أرضي فايروس الفضول في روحي، اتصلت بالصديق المسؤول عن المعرض، فقال بأن يوم الافتتاح سيكون الثاني من نيسان مثلما هو كل عام، ولكنه ل
كاوه شيخ علي
منذ خمسة أيام وأنا أحاول أن أرسم في ذهني صورة لمعرض الكتاب الثامن هذا العام، ولكي أرضي فايروس الفضول في روحي، اتصلت بالصديق المسؤول عن المعرض، فقال بأن يوم الافتتاح سيكون الثاني من نيسان مثلما هو كل عام، ولكنه لا يعرف الوقت بالتحديد، ولكي لا يسرقني الوقت وأنسى يوم الافتتاح، اتفقت مع صديق لي أن نذهب الساعة التاسعة صباحا إلى مكان المعرض، نتمتع بجولة صباحية في بارك الشهيد سامي عبد الرحمن، ونكون قريبين من بوابة المعرض، وبالفعل تحقق لي ما تمنيت.
لقد تعودنا في كردستان على أمر يبدو لبعضهم غير محبذة ممارسته، وهو على ما يبدو تحوط أمني وتفتيش شديد، وبالطبع نفهم من ذلك من أن هناك مسؤولا سيحضر هذا المكان، لهذا كان الازدحام على أشده عند البوابة الخارجية للمعرض، وهذا الأجراء الأمني تتطلبه الحالة القائمة على ما يبدو، والأمر الأخر هو وسائل الإعلام العديدة بكاميراتها وأجهزة تسجيلاتها، وهذا ما عزز قناعتي بحضور شخصية مسؤولة في الإقليم لافتتاح المعرض.
ولم تمر سوى عشر دقائق حتى تقدم السيد رئيس الإقليم يصحبه السيد مدير المعرض وجمهرة واسعة من المسؤولين في حكومة الإقليم من وزراء وشخصيات سياسية معروفة، لقص الشريط الأحمر، ومن ثم التجوال في أركان المعرض والتعرف على طبيعة الكتب المعروضة واقتناء بعضها.
حضور كل هؤلاء المسؤولين والشخص الأول في الإقليم أثار في رأسي العديد من الأسئلة، وكثرة الأسئلة هي في الحقيقة لكثرة الدلالات، الدلالة الأولى هو إيلاء حكومة الإقليم أهمية كبيرة للثقافة، ومعرض الكتاب هو من الوسائل المهمة لنشر الثقافة، الدلالة الثانية هي ما يتمتع به الكتاب من أهمية تعطيها حكومة الإقليم حق قدرها، لما يشكل من حافز مهم لتداول الأفكار، وانتشار الأفكار يعني حرية التفكير، وحرية التفكير تمنح المر حق الاختلاف واحترام المختلف معه، والذي بحد ذاته يؤسس لوعي ديمقراطي، والإقليم يسعى إلى الديمقراطية الحقة، الدلالة الثالثة هي أن هذا المعرض والذي هو تقليد سنوي يقام في عاصمة الإقليم، يتمتع بدعم كبير من حكومة الإقليم لما يجعل منه تظاهرة ثقافية تستحق كل الاهتمام ..