(2) كاوه شيخ علي كنت دائما أسأل نفسي، ما أهمية إقامه معرض للكتاب اذا كان الهدف هو الترويج لإصدار كتب ما؟ فأعتقد جازماً من أن هناك الكثير من محال بيع الكتب تعرض الاصدارات الحديثة وربما بأسعار أقل بكثير مما موجود في معارض الكتب برغم التخفيضات المفتعل

(2)

كاوه شيخ علي

كنت دائما أسأل نفسي، ما أهمية إقامه معرض للكتاب اذا كان الهدف هو الترويج لإصدار كتب ما؟ فأعتقد جازماً من أن هناك الكثير من محال بيع الكتب تعرض الاصدارات الحديثة وربما بأسعار أقل بكثير مما موجود في معارض الكتب برغم التخفيضات المفتعلة، ناهيك عن المكتبات الاليكترونية التي توفر لك أغلب الكتب التي ترغب في قراءتها، لهذا أنا موقن من أن أهمية المعرض تكمن في إعلاء شأن الكتاب، وليس من أجل عرضه، وإعلاء شأنه يأتي من خلال إقامة هذه التظاهرة الثقافية من أجله، وبالفعل معارض الكتب هي تظاهرات ثقافية من أجل الكتاب.

اقول هذا وأنا لا أؤمن بعجز البيت الشعري الذي يقول(وخير جليس في الزمان كتاب)، فلم يكن في يوم ما خير جليس، هو جليس مشاكس يوفر لك الاسباب الضرورية لكي تدخل عالم الجنون، وأول علامات الجنون هي الثورة، الثورة على كل شيء لا يتفق مع المفاهيم التي تعلمتها من الكتب، الكتاب يملك سلطة دكتاتوري ديمقراطي!! هل في هذا عبث؟ نعم الكتاب دكتاتور ديمقراطي الروح والافكار ودكتاتوري الدخول إلى الروح الإنسانية اذا كان يملك مسببات هذا الدخول أو ما نسميه الاتفاق مع ما جاء بها من أفكار.

الجانب الثاني الذي يتأتى من إقامة معارض الكتب هو التعرف على الشخصيات الثقافية التي تدعى لهذه المعارض، وهذا بحد ذاته يوفر فرصة جيدة للمتابع أن يلتقي وجها لوجه مع هذه الوجوه الثقافية، ومعرض الكتاب الثامن في أربيل هذا العام وفـَّر لنا فرصة أن نلتقي بالعديد من الشخصيات الثقافية وخاصة في اليوم الثاني، من أمثال الشخصية المعروفة هاني فحص ورجل الدين المتحرر احمد القبانجي والروائيين عبد الله صخي ونجم والي إضافة إلى شخصيات ثقافية نسائية من أمثال الدكتورة لطيفة الدليمي والدكتورة ابتسام عبد الله.

كم تمنيت أن تقام في هذا المعرض حفلات توقيع كتاب وربما حتى ندوات، حتى لا نصل إلى حالة الإحراج في الطلب من الكاتب التوقيع على كتابه، مع هذا شعرت بسعادة غامرة عندما كتب الروائي عبد الله صخي على روايته  (دروب الفقدان) التي اشتريتها (أيها الصديق الرائع كم مررت بتلك الدروب؟ يا لك من مغامر تعرف أهلك وأحبتك)، أما الروائي نجم والي فكتب على روايته ملائكة الجنوب (العزيز كاوه ملائكة العراق من نسيب سوق الشيوخ).