أثارت شركة فرنسية متخصصة بأمور الشحن والنقل تساؤلات بدت غريبة ،حيث أنها تعتزم إنشاء ميناء بري في منطقة أبي غريب يكون بديلاً عن أم قصر البحري، فيما استبعد خبراء اقتصاديون ذلك مبينين أن المشاريع بمثابة منطقة تجارية حرة.وقال الخبير الاقتصادي علي الفكيكي
أثارت شركة فرنسية متخصصة بأمور الشحن والنقل تساؤلات بدت غريبة ،حيث أنها تعتزم إنشاء ميناء بري في منطقة أبي غريب يكون بديلاً عن أم قصر البحري، فيما استبعد خبراء اقتصاديون ذلك مبينين أن المشاريع بمثابة منطقة تجارية حرة.
وقال الخبير الاقتصادي علي الفكيكي :"لا يمكن أن تكون المنطقة الكمركية الحرة في أبي غريب بديلاً عن ميناء أم قصر ، لأن البضائع التي ترد إلى الميناء البحري في أم قصر توزع على أنحاء العراق كافة.
وأضاف في حديث للمدى "إذا جرى ترسيم كمركي لأبي غريب سيكون للمنطقة الوسطى داعياً إلى ضرورة أن يكون لكل محافظة منطقة كمركية حرة خاصة بها.
وتابع "إن الغرض من إنشاء مناطق ترسيم كمركي حرة وخاصة يسهل عملية الترسيم الكمركي وانسيابية البضائع وعدم تأخيرها في المنافذ الكمركية الحدودية. لذلك يجب الترسيم والتخزين في هذه المناطق الجديدة القريبة من مراكز الاستهلاك.
من جانبه ،أكد الخبير الاقتصادي احمد ابريهي علي على أهمية المشروع وتحقيق وجوده شرط ضروري لابد منه لمنع تسرب البضاعة وتوزيعها في السوق قبل التأكد منها.
وقال في حديث للمدى: لا بد من وجود دوائر كمركية لإكمال مراجعات التجار ولتخليص البضاعة، لكون المستورد يحتاج إلى إجراءات لابد منها قبل دخوله السوق.
وأوضح: فمثلاً إذا كانت البضاعة غذائية أو دوائية فهي تحتاج إلى معرفة مدى صلاحيتها للاستعمال البشري وحسب ضوابط وزارة الصحة. أو إذا كانت أدوات احتياطية أو غيرها فالبضاعة لا بد أن تخضع لإجراءات السيطرة والتقييس النوعية، وفي كل الأحوال لا بد من التأكد من عدم تعرض البضاعة المستوردة لإشعاعات نووية.
وأضاف "هناك رسوم لابد من دفعها للدولة والتأكد من شهادة المنشأ. وهذه الإجراءات قد لا يمكن إتمامها في النقطة أو المنفذ الحدودي، لذلك تستحدث الدولة دوائر وترسم منطقة داخل البلد لإنجاز هذه المتطلبات وتسمى منطقة كمركية تميزاً لها عن النافذة الحدودية.
وبين "بالنسبة لاختيار منطقة أبي غريب بالذات لأنها هي أساسا منطقة كمركية منذ العهد السابق لكونها قريبة من الدوائر المركزية وتقع على حد السوق الكبير في بغداد، وأهمية دورها القصوى تكمن في عدم تسرب البضاعة أو التصرف بها بأي شكل من الأشكال بين المنفذ الحدودي والمنطقة الكمركية.
إلى ذلك أكد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب جاسم محمد حسين على أهمية إنشاء أكثر من ميناء في البلد لتعزيز التبادلات التجارية ولدعم أسعار السلع والمواد المستوردة. وقال : إن العراق يعد متخلفاً في مجال نقل البضائع والسلع على مستوى دول الجوار والمنطقة، فعند إنشاء ميناء بري في أبو غريب ببغداد، سيعزز الحركة التجارية ويدعم أسعار المواد، فضلاً عن تفعيل قطاع النقل الذي ينقل البضائع من موانئ البصرة إلى بغداد.
وأضاف: إن البلد يحتاج إلى إنشاء أكثر من ميناء سواء كان برياً أو بحرياً لتعزيز التبادلات التجارية بين العراق ودول العالم وهذا أيضا له مردود اقتصادي للبلد لأنه سيفعل قطاعات مختلفة في البلد، مشيراً إلى أن موقع العراق يمكنه من إنشاء هذه الموانئ كونه يربط قارات العالم :أوروبا وإفريقيا وشرق آسيا.
وأعلنت شركة فرنسية متخصصة بأمور الشحن والنقل قرب افتتاحها "رصيفا أرضيا" للحجز الجمركي في منطقة أبو غريب، مؤكدة انه سيكون بديلا عن ميناء أم قصر البحري العراقي، وتؤكد أنها ستكون المدير والمشغل الحصري لـ"الميناء الوحيد على اليابسة في العراق".
وقالت شركة (CMA CGM) العالمية للشحن والنقل في بيان نشر في مواقع عالمية مختصة، واطلعت عليه (المدى برس) أنها ستقوم بـ"افتتاح رصيف ارضي للحجز الجمركي في أبو غريب خلال شهر حزيران المقبل يسمح للزبائن بتفريغ حمولاتهم فيه قرب بغداد بدلا من ميناء أم قصر".
وأضافت الشركة إنها ستقوم "حصريا بإدارة وتشغيل المنشأة التي تقول عنها بأنه سيكون بمثابة الميناء الوحيد على اليابسة في العراق"، موضحة أن "رصيف الحجز الجمركي سيعطي للزبائن الفرصة للمرة الأولى لتفريغ الحمولة وإكمال الإجراءات الجمركية قرب بغداد بدلا من ميناء أم قصر".
وأوضحت الشركة أن "الميناء الأرضي سيمتد على مساحة سعتها 165,000 متر مربع، مع ساحة أرضية تابعة بمساحة 90.000 متر مربع وبسعة خزن استيعابية تقدر باكثر من 240.000 قدم، وتشتمل المنشأة على سبع مباني بمساحة أكثر من 8500 متر مربع وهناك جهاز مسح ضوئي في كل حاوية بالإضافة إلى مكتب جمارك.
وأكدت الشركة في بيانها أن "هذا التطور المهم يبين نية الشركة لتسهيل سير الأعمال التجارية لزبائنها في العراق وتعزيز تواجدها في هذا السوق المزدهر"، لافتة إلى أنه "سيتم ربط هذا الميناء الأرضي بشبكة سكة حديد تقع على بعد 3 كيلومترات من موقعه من شأنها أن تؤمن ربط سريع مع ميناء أم قصر".
وأضافت الشركة بان "المخازن في المنشأة توفر حاويات كافية للبضائع الكمركية وحاويات تبريد للمواد الغذائية المجمدة التي تخضع للإشراف على مدار الساعة وخدمات أمنية تبقي المواد محفوظة دون تلف طوال الوقت".